ثمن عدد من الأطراف اليمنية الاستجابة السريعة لقيادة القوات المشتركة للتحالف وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، وذلك استجابة لدعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، مما يؤكد حرص التحالف على أمن واستقرار اليمن، والوقوف بجانب أبناء الشعب اليمني. وقال وزير الأوقاف اليمني السابق القاضي د. أحمد بن عطية ل"الرياض" إن استجابة التحالف تؤكد الحرص على أبناء الشعب اليمني، والوقوف بجانبهم، وخاصة مع بدء المشاورات اليمنية - يمنية التي عقدت في عاصمة القرار العربي والإسلامي المملكة العربية السعودية، ليواصل مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهوده لرأب الصداع اليمني وتوحيد الجهود لحقن الدماء عبر هذا المؤتمر الذي أكد فيه الجميع على تحكيم لغة العقل. وأضاف أن هذه المشاورات واجبة على الجميع للتوافق الوطني ووضع خطة للمستقبل، وأكد أنهم يقدرون تقديراً عالياً دعوة المجلس وفي المقدمة المملكة العربية السعودية التي حرصت دوماً مع دول المجلس التعاون على حقن الدم اليمني، وتعد هذه الدعوة دليلاً على ذلك. وأشار عطية إلى المشاورات اليمنية - اليمنية أمس الأربعاء بحضور كافة الأطراف ما عدا ميليشيات الحوثي، كما أكد بأن مجلس التعاون والتحالف حريص كل الحرص على مشاركة أطراف من الحوثي، إلا أن الحلول السلمية لا تخدم مشروعه ومشروع إيران، فالحوثي يريد استمرار الحرب، لأنه خلق لنفسه ثأرا في كل منزل يمني، وبالتالي إذا انتهت الحرب سيتجه الشعب اليمني لأخذ الثأر منه. وأضاف أن الحوثي أصبح جزءا من ميليشيات إيران التي تبثها في اليمن وفي العراق وفي لبنان وسورية، وذلك من أجل التخريب وزعزعة الأمن والاستقرار، وأكد بأن كافة المكونات اليمنية أمام فرصة أخيرة في المشاورات اليمنية - يمنية لنخرج من هذه المأزق ونوحد الكلمة والصف أمام هذه الميليشيات الإرهابية. وأكد أن المملكة ومجلس التعاون الخليجي هما الأمان الحقيقي لأهل اليمن، وليس إيران التي تبث الإرهاب في كافة الدول، فالجميع يريد السلام، مشيراً إلى أن هذه الفرصة التاريخية تأتي لخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ونثمن هذا الموقف الذي يؤكد على القوات المشتركة للتحالف تحرص دائماً على أبناء الشعب اليمني الشقيق لتحقيق تطلعاته وبناء دولته مما يحقق أمن ورخاء يستحقه أبناء الشعب اليمني. بدوره أكد المحلل السياسي والإعلامي اليمني حذيفة الأميري بأن الدعوة التي أطلقها الأمين العام لمجلس التعاون تعكس حرص الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لنجاح المشاورات اليمنية للدفع باليمن نحو السلام وتوحيد الصفوف داخل الشرعية لمواجهة الانقلاب الحوثي والدفع بالملف اليمني نحو الخلاص من الحرب إلى التنمية والبناء ودعم الاقتصاد اليمني ليعود اليمن عربيا فاعلاً إلى جانب جيرانه وأشقائه ومحيطه الإقليمي، مشدداً على أنه لا عودة لليمن وخلاصه من هذا الوضع سوى بتوحيد الصفوف ورصها. وقال الأميري: نأمل أن يستغل الحوثيون الفرصة المهمة لدعوة مجلس التعاون الخليجي للمشاورات وأن يحكموا العقل، وأن يقدموا المصالح الوطنية اليمنية على مصالحهم الشخصية أو مصالح إيران، وأضاف أن إعلان التحالف وقف العمليات العسكرية وتأكيده على دعم الحكومة الشرعية هو لتهيئة الأجواء الإيجابية للمشاورات وإنجاحها لما له من إيجابيات في توحيد الصف اليمني وإعادة بناء الدولة التي دمرها الانقلاب الحوثي. وبالتزامن مع إعلان التحالف للهدنة ذكرت مصادر عسكرية أن ميليشيات الحوثي كالعادة تستغل الهدنة للحشد العسكري في الجبهات وخاصة في مأرب بالآليات والعتاد والسلاح في محاولة منها لإفشال المشاورات، لأنها ترى أن جمع اليمنيين وتوحيد صفوفهم يعني نهاية الحوثي. وقال: إن دعوة الأمين العام لمجلس التعاون لكل الأطراف بوقف إطلاق النار هي فرصة مهمة وتقع مسؤولية كبيرة على كافة الأطراف اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات اليمنية، ويكون شهر رمضان المبارك فرصة لليمنيين لصنع السلام، مؤكداً أن إعلان وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني من قبل التحالف هو أكبر إثبات للرغبة بإنجاح المشاورات، رغم قدرة التحالف على حسم الأهداف في الميدان لكنه يسعى لحل سلمي يخدم مصلحة أبناء الشعب اليمني، مبيناً أن المحاور التي تأتي في المشاورات سترسم خارطة طريق حقيقي لأمن واستقرار اليمن، وذلك من خلال عدة لجان ستعمل على المحاور الستة في المؤتمر، فالجميع يدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة اليمنية، ما عدا ميليشيات الحوثي الإرهابية التي يملك قرارها إيران. إلى ذلك ذكر العقيد والمستشار الأمني اليمني يحيى أبو حاتم بأن دعوة مجلس التعاون واستجابة التحالف لوقف العمليات العسكرية هما باب للسلام ليس من باب الضعف، بل من قوة هدفها الأول والأخير هو أمن واستقرار اليمن وأبناء الشعب اليمني، وأضاف بأن الجميع شاهد المؤتمر أمس من مشاركات يمنية - يمنية تهدف للوقوف يداً واحدة لعودة الأمن والاستقرار لليمن، ونتمنى أن هذه الفرصة أن تستغل للحفاظ على الأمن في اليمن وعودة الاستقرار، ونثمن هذه الموقف الإنساني النبيل من مجلس التعاون والمملكة بالوقوف بجانب الشعب اليمني.