يعتبر سد وادي فاطمة من المعالم المهمة في منطقة مكةالمكرمة، ويقع على وادٍ كبير من أودية تهامة، هو وادي فاطمة "أبو حصاني"، المسمّى قديمًا ب"بطن مر"، ويبلغ طول الوادي 210 كم، ومتوسط انحداره 7 م/ كم، ويجري من الشرق للغرب بادئًا من أعالي السراة قرب الطائف، ويصب في الخمرة الواقعة جنوبجدة، وهو وادٍ خصب وفير الماء، وبه العديد من القرى، أهمها الجموم. وأُقيم في الوادي سدٌّ ضخم في عام 1405ه؛ لتغذية المصادر الجوفية لمياه الآبار، وتأمين مياه الشرب لمحافظة جدة، وذلك بتغذية الآبار التي تم حفرها في منطقة خلف السد، وتغذية محطة القشاشية، كما كان للسد دور مهم لتأمين المياه قبل إنشاء محطة التحلية لمدينة جدة، ولا يزال يؤدي دورًا كبيرًا في تأمين المياه لمدينة جدةومكة والقرى المجاورة للسد. وأوضح المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكةالمكرمة، م. سعيد الغامدي، أن السد خرساني ثقلي، وطوله الكلي 600 متر، ومساحة منطقة التجميع 3091 كيلومترًا مربعًا، ويخزن 20 مليون متر مكعب، وطول المفيض 441 مترًا، وارتفاعه 15 مترًا، مبيناً أن للسد ثماني بوابات، وأعلى معدل للتصريف فيه 2616 مترًا مكعبًا في الثانية، وخمس صفارات إنذار موزعة بطول الوادي، تهدف لتحذير السكان ومَن هم أسفل السد بأن البوابات سيتم فتحها حفاظًا على سلامتهم من الأخطار المحتملة. ولفت الغامدي إلى أن التحكم في المنسوب يتم عن طريق برنامج لفتح البوابات، ويتم تطبيقه بعد التنسيق المباشر مع الجهات ذات العلاقة، مثل المحافظة والدفاع المدني، مؤكداً أن فرع "وزارة البيئة" يشارك ضمن اللجان الخاصة بدرء مخاطر السيول، المكوَّنة من لجنة التعديات والدفاع المدني والبلديات، وذلك بالتأكد من خلو الأودية من العوائق التي تغيِّر مجري السيل الطبيعي قبل موسم الأمطار؛ إذ تقوم الوزارة بعمل سدود الحماية للمدن والقرى التي تقع على مجاري الأودية. وأضاف: "تحرص الوزارة مع العديد من الجهات المهنية على الاستعدادات للحالة المناخية قبل موسم هطول الأمطار، وذلك ضمن الإجراءات الاستباقية لمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالجموم والشركة المشغلة لصيانة السد؛ إذ يتم التأكد من الحالة الإنشائية للسد، وأن البوابات تعمل بشكل ممتاز، ومستوى منسوب المياه بحوض السد". وأكد الغامدي فاعلية خطة الطوارئ التي وُضعت من قِبل فريق عمل مختص، بمشاركة الجهات الحكومية الأخرى، وتحتوي على مراحل "قبل وأثناء وبعد موسم الأمطار"، مبيناً أن أعمال "قبل الموسم" تشمل العمل على الصيانة المستمرة لأبواب السدود، ومجسم السدود، وإزالة الطمي من حوض السد، وإزالة جميع الشوائب التي تعيق مجرى المياه، حيث تم إزالة كمية رسوبيات من حوض التخزين بكمية (576.000 م3)، وعقد اجتماعات دورية مع الجهات الحكومية الأخرى، ووضع فرضيات وخطط طوارئ لجميع الأحوال والظروف، والاتصال المباشر معهم مستمر على مدار العام، وال24 ساعة؛ للاستجابة الفورية لأي حالة طارئة، إضافة إلى إرسال تقارير دورية للوزارة، ونشر رسائل توعوية وتحذيرية لأفراد المجتمع للمواقع لتجنب الاقتراب منها والابتعاد عنها خلال موسم الأمطار، بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى والجهات الإعلامية. وأضاف: "الأعمال "أثناء الموسم" تشمل التواصل المستمر مع مركز الأزمات والكوارث بإمارة المنطقة، ومع الدفاع المدني والأمانات والبلديات بالمحافظات، ومركز 911 في الحالات الطارئة، والتواصل مع الوزارة ووسائل الإعلام لإيصال الرسائل التوعوية والتحذيرية لأفراد المجتمع، وكل ذلك على مدار 24 ساعة طوال فترة الحدث، مع وجود فريق عمل ميداني على مدار 24 ساعة يتواصل مباشرة مع غرفة العمليات بالفرع والجهات الحكومية بالمحافظة". وذكر الغامدي أن أعمال الفرع "بعد هطول الأمطار" تتضمن المكافحة المكثفة لنواقل الأمراض بالسدود والحظائر والمزارع والمستنقعات والمرامي بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، كلٌّ فيما يخصه؛ لتحقيق النجاح والإنجاز، وضمان سلامة أفراد المجتمع، والاستمرار بأعمال الصيانة الدورية والمكثفة للسدود من قِبل المقاولين تحت إشراف ومتابعة مستمرة من المختصين بفرع ومكاتب الوزارة بالمنطقة. وتابع : "يقوم الجهاز الإشرافي على سد وادي فاطمة بأعمال الصيانة مثل إزالة الرسوبيات، صيانة بوابات السد والتأكد من عمل جهاز الإنذار، بشكل دوري، إضافة لما تم اتخاذه من إجراءات من التعديات على بطون الأودية ومجاري السيول من قِبل الجهات الحكومية المعنية بمحافظة الجموم؛ لحصر جميع التعديات والمخاطر المحتملة". مساحة منطقة التجميع 3091 كيلومترًا مربعًا سد وادي فاطمة من المعالم المهمة في مكة
