كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن محطات الرصد الهيدرولوجي التابعة لوكالة الوزارة للمياه سجلت منذ بداية الحالة المناخية «غدق» حتى الآن معدلات أمطار مرتفعة في معظم مناطق المملكة. حيث بلغ مجموع ما سجلته محطة أمطار محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير 134 ملم، ومحطة أمطار مركز الشفا بمنطقة مكةالمكرمة 91 ملم، بينما سجلت محطة أمطار محافظة العارضة بمنطقة جازان 82 ملم، إضافة إلى محطة أمطار محافظة شقراء بمنطقة الرياض التي سجلت بدورها هطول 45 ملم من الأمطار. وأوضح وكيل الوزارة للمياه الدكتور فيصل السبيعي أن هطول الأمطار خلال الأيام الماضية أدى إلى زيادة قدرها 40 مليون متر مكعب في حجم مخزونات المياه في 82 سداً حتى صباح أمس (الاثنين)، مشيراً إلى أن أكبر كمية من السيول الواردة للسدود خلال الأسبوع الماضي سُجلت في سد المرواني بمحافظة خليص بمنطقة مكةالمكرمة بمقدار 7 ملايين متر مكعب، إضافة إلى سد وادي بيش بمنطقة جازان وسد وادي نجران بمقدار 6 ملايين متر مكعب في كلٍّ منهما. وبيَّن السبيعي أنه استعداداً لاستقبال موسم الأمطار لهذا العام أصدرت وكالة الوزارة للمياه توجيهاً لجميع إدارات خدمات المياه وفروع الوزارة في مختلف مناطق المملكة بأخذ الاحتياطات العامة، ووضعت خطة للطوارئ الخاصة بتشغيل السدود حسب الغرض منها، والتي يجب اتباعها خلال موسم الأمطار. وأفاد الدكتور السبيعي بأن تلك الاحتياطات شملت التنسيق المستمر مع الدفاع المدني وإمارات المناطق لتحذير المواطنين من الوجود قرب الأودية لإمكانية فتح بوابات السدود في أي وقت، والتأكد من الجاهزية التامة للطاقم الفني وفرق التشغيل والصيانة ووجودهم الفعلي في موقع السد وعدم مغادرتهم له، والتأكد من سلامة تشغيل بوابات أو محابس التصريف وعدم وجود أي مسببات قد تعيق عملها، إضافة إلى التأكد من خلو أحواض التهدئة والربراب أسفل المفيض وقناة التصريف من أي عوائق أو رسوبيات أو مخلفات قد تعيق تصريف السيل من السد وبطول مجرى الوادي، وكذلك التأكد من سلامة جميع الأجهزة التحذيرية من صافرات إنذار، أو علامات إرشادية، أو قياس أي تغيرات فيزيائية أو إنشائية تم تركيبها على بعض السدود، والتأكد من عمل قنوات التصريف وآبار تخفيف الضغوط على أساسات السد. ونوَّه السبيعي بأنه تم التأكيد أيضاً على الخطة التشغيلية الواجب اتباعها للسدود التي عليها مشاريع مياه الشرب والسدود الأخرى (الاستعاضة والتحكم والحماية)؛ للتخفيف قدر الإمكان من الآثار المترتبة بسبب الأمطار والسيول، بما يكفل المحافظة على الأرواح والممتلكات. يُذكر أن المملكة تشهد خلال هذه الفترة هطول أمطارا رعدية تتراوح بين متوسطة وغزيرة، ومن المتوقع أن تؤثر على معظم مناطق المملكة، وقد أطلق خبراء الطقس على هذه الحالة المناخية مسمى «غدق»، ويعدونها من أقوى الحالات المناخية منذ عشرات السنين.