تعد الهند الموجودة في جنوب آسيا ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان، وسابع أكبر دولة من حيث المساحة - الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم - وتمتلك الهند سادس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج الإجمالي المحلي الإسمي والثالث من حيث تساوي القوة الشرائية وهي في المرتبة الثانية في العالم كأكبر مصدر لتكنولوجيا المعلومات وبها أكبر مصنّع في العالم للأدوية المكافئة، ويلبّي قطاعها الصيدلي أكثر من 50 % من الطلب العالمي على اللقاحات وهي سادس أكبر مصنّع في العالم، وتمثّل 3 % من المخرجات الصناعية العالمية وتحتفظ الهند برابع أكبر احتياطي من النقد الأجنبي في العالم وهي الثانية عالميًّا في صناعة الغذاء والزراعة وصناعة الاتصالات الهندية هي الثانية عالميًّا من حيث عدد الهواتف المحمولة والهواتف الذكية ومستخدمي الإنترنت. تتربع الهند في المرتبة 23 من حيث صناعة النفط وهي ثالث أكبر مستهلك له، صناعة السيارات الهندية هي الخامسة عالميًّا من حيث الإنتاج وهي أيضًا ثاني أكبر منتج للفخم في العالم، وثاني أكبر منتج للإسمنت، وثاني أكبر منتج للصلب، وثالث أكبر منتج للكهرباء، الهند رابع أكبر بلد من حيث الموارد الطبيعية وجاء في تقرير صادر عن البنك الدولي بأن الهند احتلت صدارة قائمة الدول المستقبلة للتحويلات من الخارج في 2018 واعتبارًا من عام 2020، هناك 884 جامعة في الهند منها 334 جامعة خاصة ومنظمة بحوث الفضاء الهندية هي رابع وكالة الفضاء تصل إلى المريخ. وبالرغم من ذلك فإن الدين العام في الهند مرتفع إذ يبلغ 86 % من الناتج الإجمالي المحلي، أما العجز المالي فيبلغ 9.5 % من الناتج الإجمالي المحلي. ذكرت BBC أن الهنود يهيمنون على أقوى الوظائف في قطاع التكنولوجيا حيث إن السكان المنحدرين من أصل هندي يمثلون نحو 1 في المئة فقط من إجمالي عدد سكان الولاياتالمتحدة، لكنهم يمثلون 6 في المئة من مجموع اليد العاملة في وادي السيليكون - ورغم ذلك -، فهم يستحوذون على أهم المناصب بشكل لا يتناسب مع عددهم ومنهم باراغ أغروال، الذي عُيِّن رئيساً تنفيذياً لشركة تويتر، إلى ما لا يقل عن اثني عشر خبيراً تقنياً هنديا في وادي السيليكون، الذي يضم أبرز شركات التكنولوجيا في العالم، وثمة شخصيات أخرى عديدة من مواليد الهند، أمثال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي في مايكروسوفت وسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لغوغل وينود خوسلا الملياردير في وادي السيليكون الذي أسس شركة خوسلا فنتشر، وأرفيند كريشنا من شركة "آي بي إم" ونيكيش أرورا من "بالو ألتو نتوركس"، كما أن كبار مديري شركات IBM و Adobe و Palo Alto Networks و VMWare و Vimeo جميعهم من أصول هندية، يقول ر.غوبالاكريشنان، المدير التنفيذي السابق لشركة " Tata Sons " والمؤلف المشارك لكتاب " The Made in India "Manager: "لا توجد دولة أخرى في العالم تدرب العديد من المواطنين بطريقة أشبه بالمصارعة كما تفعل الهند". ويضيف، نقلاً عن الخبير الاستراتيجي الهندي الشهير سي كيه براهالاد: "ينشأ الأشخاص ويدربون في الهند ليكونوا "مديرين بشكل طبيعي" بدءاً من معاناتهم مع الحصول على شهادات ميلاد إلى استخراج شهادات وفاة الأهل، وبيروقراطية قبولهم في المدارس إلى حصولهم على وظائف، ناهيك عن معاناتهم مع البنية التحتية المتردية إلى القدرات غير الكافية". وبحسب المتخصصين، يعود ذلك لعوامل متعددة بينها ثقافة حل المشكلات والمهارات وإجادة اللغة الإنجليزية والعمل الجدي. ويرى الملياردير فينود خصلا، أحد مؤسسي "صان مايكروسيستمز"، أن الهنود يعرفون "كيفية التعاطي مع مواقف معقّدة". ويقول لوكالة فرانس برس "إن المنافسة ضمن القطاع التعليمي في الهند والفوضى المجتمعية تساهمان في صقل مهارات التلامذة بالإضافة إلى التعليم المهني الصارم ويعتبر الكاتب والجامعي الهندي-الأميركي فيفيك وادهوا أنه "في مجال الابتكار، يجب أن نجرؤ على كسر القواعد ويجب أن نكون جريئين. ويتابع "لا يمرّ يوم واحد في الهند من دون أن تكسر القواعد أو أن تواجه بيروقراطية غير كفؤة أو فسادًا". ويضيف "مهارات كهذه مفيدة جدًا للابتكار في وادي السيليكون، لأننا بذلك نتحدّى السلطة دائمًا". وشرح نائب مدير "اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي" في بومباي س.سودارشان أن "تطور القطاع الصناعي الهندي لم يكن متقدمًا في الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى التسعينات" و"العديد ممن كانوا يطمحون إلى العمل في التكنولوجيا المتقدّمة رغبوا في السفر إلى الخارج". منذ سنوات، كان أكثر من نصف المتقدمين للحصول على تأشيرة الهجرة إلى الولاياتالمتحدة من الهند ومعظمهم في مجال صناعة التكنولوجيا. وتقول شيفاني ناندغاونكار أن عليها كهندية "أن تحلم أحلامًا كبيرة" لتتمكّن من الوصول إلى القمّة. د. خالد جمال طه إمام أحمد