انتهى كلاسيكو الكرة السعودية الذي جمع الزعيم العالمي الاستثنائي الهلال بشقيقه العميد المونديالي الاتحاد بانتصار مستحق للأزرق، مثل إعادة الأمل في المنافسة على اللقب، وإعلان خسارة أولى للأصفر الجميل متصدر الدوري والفريق الأفضل والمكافح هذا الموسم لاستعادة أمجاده، والملاحظ أنها أي المباراة لم تكن سهلة للهلال كما توقعها البعض، وكانت صعبة على الفريقين، وثقيلة فنياً ونفسياً وأعطت انطباعاً للهلاليين أن المتصدر الاتحاد ليس الشباب ولا النصر اللذين منيت شباكهما بتسعة أهداف، وأن الطرق مغلقة للوصول لمرمى الحارس المتألق غروهي، وليست سالكة كما حدث لخطي دفاع الشباب والنصر، وشباكي فواز القرني ووليد عبدالله، بجانب أن المباراة جعلت مجموعة الملاقيف والضجيج والصياح يتفرجون مع ألم وحسرة على ضياع فريقهم وابتعاده عن المنافسة على اللقب والاقتراب من أفضل فريقين فنياً هذا الموسم، وإدارياً أيضاً بحكم أن نجاح الإدارتين صنع نجاح الفريقين داخل الملعب. المباراة إن كانت كما يرى البعض حفلت بأخطاء من حكمها البرازيلي، فهي في النهاية أخطاء متوقعة تضرر منها الطرفين ولم تؤثر أبداً في النتيجة، بل إن الهلال الذي أوهم البعض الاتحاديين بأنه استفاد من الأخطاء كان المتضرر الأول لمجاملة الحكم لبعض مخاشنات لاعبي الاتحاد واحتساب هدف غير شرعي لكمارا لإعاقة فهد المولد لسعود عبدالحميد، أما ضربة الجزاء الهلالية فكانت صحيحة مليون في المئة، ومن الظلم عدم احتسابها، ويد مدافع الاتحاد حمدان الشمراني متحركة وكأنها مروحة طائرة مروحية، ومحاولة الخبيران محمد فودة وصديقه سمير عثمان ومعهما فهد المرداسي ارتداء نظارات سوداء وإيهام المشاهدين بأنه ليست ضربة جزاء، محاولة فاشلة ولا يعلم أسبابها، وهل للميول علاقة أم لكي يكون هناك إثارة وسوالف على مواقع التواصل الاجتماعي؟ والجميل في الأمر أن الجماهير لا تنسى وترصد كل صغيرة وكبيرة في البرامج وتقدمها كدليل ضد عندما يحين الوقت لذلك، وهذا ما حصل مع الخبير التحكيمي المتناقض في آرائه محمد فودة، ولا يستغرب أن وافقه سمير عثمان في الرأي على طريقة التابع والمتبوع، ولعل المضحك هو استحداث الفودة لقانون جديد تحت مسمى "اللي فات مات"، والتي تذكر في الأناشيد الخاصة بالأطفال، "الثعلب فات فات وعلى ذيله سبع لفات"، إذ كان يفترض توخي الصدق والأمانة في تحليل الحالات التحكيمية بعيداً عن أي أمور أخرى، واحترام المشاهدين والأهم احترام قانون اللعبة وعدم الإساءة له باختراع مبررات غير صحيحة وغير مقنعة تتعلق بضربة جزاء واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار! المباراة انتهت بخيرها، إذ لا يوجد شر بين فريقين شقيقين عريقين بينهما علاقة أزلية أكبر من أن يدخل فيها ويؤثر عليها ملاقيف الضجيج والصياح، وهناك أحداث جميلة قبل وبعد نهاية المباراة تجلت فيها الروح الرياضية العالية، وشهدت عناق الأشقاء، فهي في النهاية كرة قدم ومجرد ثلاث نقاط، والمشوار على اللقب مازال طويلاً، وإن كان العميد أقرب، فلا فوز الهلال يعني اقترابه من اللقب، ولا خسارة الاتحاد تعني فقدانه، فهو الأقرب، والكرة مازالت في ملعبه، وللمتوج أقول: مقدماً ألف مبارك. فهد الحسين فهد الحسين-الرياض