المشهد الأول أخي: الفنان فهد غرمان، الله ما أجمل عقد لآلئك حين جمعتها في معرضك الأخير (وحي الذاكرة) فقد جردتها في غاليري تجريد بوجه صباحي أحييت بهِ ذاكرة ذائقتنا البصرية بجوانب مُلْهمة لاتساع ذاكرة مشاهدتنا كمتلقين نُحِب الجمال، إن تماثل هذه اللوحات وجه جميل.. لأُحدق بِلا وجه.. وأرقص بلا ساق؛ كما قال الشاعر محمد الفيتوري -رحمه الله- 1- (سجية الألوان) * إيقاع دافئ يملأ مكاناً لفضاء اللوحة، سكون في تحديق الماضي يموج كطوفان فنجد العلاقة اللونية تعاطف وانسجام، ترابط بإيقاع السهل الممتنع، توازي لوني يعانق مجرى السنون الخوالي وترجمتها بروح الوجدان، تودعنا ألوان الفنان فهد غرمان الصبى والذاكرة والجمال، حيث تربطنا بدفئها الإيقاع بالحنين للماضي والذارة والحنان لإرث يعبق بتاريخ معاصر في حداثة اللون وتركيبه بصورته الخاصة النابعة من الوجدان، تمايزت لوحاته اللونية بأرض خصبة لجوانب المتعة في سهالة تركيب اللون من مداد صحراء الرمال، حيناً وحين يجمع بتركيب ألوانه المتداخلة بلا نفور لمصطلح نسيج سجادة بترابطها، في تقسيم ألوانه ينظم لنا سلم موسيقي بتوازي الخطوط واللون، وتقسيم سلمها بألوان معاصرة في تركيبها. فهد غرمان يحاكي بخطوطه وألوانه صفة حية للطبيعة يعانق بها نجوم السماء، تأخذ ألوانه التسطيح الصريح لكنون الحياة قل ما تجد ألوان صريحة وكأن ألوانه رتم موسيقي مترابط يرفض بطرحه النشاز الألفة اللونية عنوان يتغنى بها في تعبيره لتكون ناطقة فيحدق بجبين ذاكرته بتناغم لوني ليرسم ملامحه وشخصيته واسلوبه بحوار صريح ليخاطب المتلقي بالصدى والمدى ليُسهلَ حوار مع المتلقي فيجيد بذلك صمتُ عين الذائقة ويفتح بذلك بوابات الذاكرة ليتراءى لي أنه في صناعة لوحاته أن التجربة تملأ قلبه ليعلن بألوانه خطابته من القلب للقلب. 2- (مخاض التجربة) من خلال تجربته في معرضه الأخير في غاليري تجريد: أودعنا مخاض التجربة لسنين من خلال المعرض بوابتان: الأولى/ جني ثمار مرحلة مضت ليكون لهُ بوابة قطف ثمار تجربته بإيقاع منفرد؟.. أن تكون معطياته مرحلة قطف الثمار لبوابة قادمة تنبت من رحم الطبيعة. عاش في الرياض وحنينه جنوبي يعلق بها أوتاره وينسج من خيالها ثباتاً لحاضره.. الثانية/ التحليق لأبعاد الماضي لينقله للجيل القادم مصافحة لذاكرتهم.. يرسم القلاع الشامخة لماضٍ عريق بن الواقع والمبالغة في رسم الشخوص لتكون عنواناً لسجايا طفولته بشموخ النسوة والرجال في بناء زخرفة الأزياء واللباس وعناصر المبالغة في أطوال شموخهم وأحياناً تسرقه المظاهر لبعض العادات والتقاليد لتكون عنواناً جمالياً يحلق بها في الشخوص والأبنية بشموخها (هنا) تتوالد ذاكرته ليرسم الطبيعة باسلوبه كتمايز لحن لإيقاع أسلوبه في تكرار اختلاف المفردات وكأنه يرسم ملامح أسلوبه بوجه مختلف، وهنا يتضح نضج ثقافته لتنعكس على ملامح لوحاته يخيل لي وأنا فنان تشكيلي في مشاهدة لوحاته اني أرسم قصيدة في محاورة لوحاته كمتلقٍ يرتشف أعماق قلب الفنان بدون سؤال وفي لقائي بالفنان صوت وصورة حاورته لأكتشف نبضه من باب الفضول كوني متعطشاً لثقافته لأصل إلى قلب الحدث في حواري مع لوحاته.. وجدت السكينة تملأ قلبه في فضاء تعابيره بصورة غير مباشرة لأصل لقطاف ثمار فضاء لوحاته كما قلت سابقاً هو يعزف بقيثار مختلف وحين أتحدث عن الكمال في لوحاته (أجد) لوحاته بوابة مشرعة للقادم لأترقب الاختلاف لقادم إبداعه وكان المقياس بعده عن التقليد وحرصه للمعاصرة بتجربته لوجه يكون الطموح إحدى بواباته المشرعة للجمال وما سبق؟ كانت خطى أعلن بها خلال معرضه الأخير ثبات التجربة والسعي لبناء مرحلة قادمة مبشرة لكمال معطياته نحو الإبداع الذي يخالج ذاكرته وأيقنت بذائقتي البصرية الحرص لترقب اختلاف القادم لتكبر مسؤوليته الحسية بين مخيلته وواقع يتعايش معه.. المشهد الثاني جمع الوحدات الزخرفية بلحن مختلف وأيقن بذلك جمال الرؤى والرؤية والنساء تحتفل بزيها والقبعات رسم مدادها كقاسم مشترك وكان مشهدهم: فواصل لإيقاع التوازي وبهاء حياة، ركز في عناصره فوارق التميز في جنوب المملكة وطبيعتها وجبالها وقِلاعها وجعل ألوان مظاهر الطبيعة فضاءات لونية قبلة لعطر نبتها وزهورها، فأصبحت البيوت حديقة غناء كقبلة قوس قزح يلاعب جدرانها وترجم الضباب بلون رمادي لمظاهر جمال اللوحات في بعضها وباقة ورد في تركيبة مساكنها والسوق الشعبي طبق من الفواكه والمحاصيل ينشرها الباعة دندنات لبناء الحياة وكأن الحياة جذب وعطاء وروح حياة فكانت اللوحات تقاسيم بين سهل ومرتفع، والشموخ ذاكرة الفنان حين يداعب ذاكرة رقصة فراشاته ولحن نبضه وارتواء لحب الموروث بوجه مختلف وحين أعلق ذاكرتي بالحوار مع لوحاته يتراءى لي أن القادم أجمل فالفنا / فهد غرمان يرسم لنا الجمال بوابات مشرعة والقادم أجزم أجمل وأتذكر أن العالمية بوابتها لغة الجمال المحلية لنرسم للوطن ذاكرةٌ جميلة. * مستشار الفنون التشكيلية بجمعية الفنون التشكيلية السعودية (جسفت) من أعمال فهد غرمان من أعمال فهد غرمان