قد يميل المرء إلى الاعتقاد بأن أوبك تهتم بمصالحها الخاصة في رفض زيادة الإنتاج، ولكن يبدو أن أسعار النفط الحالية مرتفعة للغاية حتى بالنسبة للدول المنتجة للنفط. وقال العديد من مسؤولي أوبك في وقت سابق من هذا الشهر إن ارتفاع أسعار النفط يساهم في التضخم، وهو مشكلة خطيرة لمعظم أعضاء أوبك، ويضعف الطلب على النفط. وتكشفت مخاوف وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، من التضييق على النفط دون إيجاد مصدر بديل حتى الان، في وقت يشير الخبراء إلى انه بدون صناعة تكرير النفط لا يمكن مواكبة الطلب المرتفع على البنزين. وحتى منظمة أوبك تعتقد أن أسعار النفط مرتفعة للغاية، فيما تطلب وكالة الطاقة الدولية من منظمة أوبك + المزيد من إمدادات النفط مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، اتفق منتجو أوبك والمنتجين من خارج أوبك في اتفاقية إعلان التعاون على مواصلة التعديلات التصاعدية لإمدادات النفط الخام بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم على أساس شهري في كل من فبراير ومارس 2022، مما يدل على توافق قوي مع تعديلات الإنتاج المتفق عليها، ومن المحتمل أن تلتزم أوبك + بخطتها المتمثلة في زيادة إنتاج النفط تدريجياً وفقًا للعديد من المندوبين، حتى بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع الأسعار. وقال المندوبون إن قفزة النفط الأسبوع الماضي إلى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 كان الدافع وراءها في الغالب العوامل الجيوسياسية ولم تعكس اختلال التوازن بين العرض والطلب. وقالوا إن المجموعة يجب أن تستمر في إضافة 400 ألف برميل يوميا من الخام إلى السوق كل شهر. فيما واجه أعضاء أوبك ضغوطًا في الأشهر الأخيرة من كبار المستوردين بما في ذلك الولاياتالمتحدة لضخ الوقود بشكل أسرع والمساعدة في خفض تكلفة الوقود لسائقي السيارات بعد ان ارتفع البنزين الأمريكي إلى ما يقرب من 4 دولارات للغالون. احتياطيات النفط الاستراتيجية بينما رفضت المملكة ، أكبر مصدر للنفط في العالم، حتى الآن تلك الدعوات التي تطالبها بزيادة الانتاج، قائلة إنها ملتزمة باتفاقية أوبك +، قال المندوبون إنه من غير المرجح أن يتخذ قرار بشأن زيادة أحادية في الإنتاج تتجاوز حصته. وقفز خام برنت إلى أكثر من 105 دولارات للبرميل يوم الخميس بعد أن بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا. وقلصت لاحقًا معظم مكاسبها بعد أن قال بايدن إن الولاياتالمتحدة تعمل مع الدول المستهلكة الرئيسية لتنسيق الإفراج عن احتياطيات النفط الاستراتيجية، مع الاستمرار في تجنيب إمدادات الطاقة الروسية العقوبات. وقال كبير الدبلوماسيين الروس في المحادثات النووية الإيرانية إن هناك "احتمالًا كبيرًا" بأن تنهي طهران وواشنطن جمودهما بشأن كيفية استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 قبل نهاية الأسبوع المقبل. وقال ميخائيل أوليانوف على هامش المحادثات في فيينا يوم الأحد، إن اتفاقًا لإحياء الاتفاق، الذي تخلت عنه الولاياتالمتحدة في 2018، سيُحسم "بشكل شبه مؤكد" "الأسبوع المقبل أو قبل نهاية الأسبوع المقبل". أن التطورات المفاجئة أو السلبية التي حدثت في اللحظة الأخيرة قد تؤدي إلى إفشال المفاوضات. وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، حذر الدبلوماسيون مرارًا وتكرارًا من أن إيرانوالولاياتالمتحدة لديهما وقت محدود لتجاوز خلافاتهما، وحثوهما على إنهاء الأمور بحلول نهاية فبراير. وأمضت القوى العالمية ما يقرب من عام على طاولة المفاوضات في محاولة لإنقاذ صفقة من شأنها رفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني والسماح لها بزيادة صادرات النفط بشكل كبير في وقت ترتفع فيه أسعار الوقود. وتسبب بدء الغزو في أوكرانيا يوم الخميس في ارتفاع الأسعار فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، مع لمس خام برنت 105 دولارات، قبل تقليص المكاسب مع إغلاق التجارة. وكان الهجوم الروسي الحاشد برا وبحرا وجوا أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، مما دفع عشرات الآلاف من الناس إلى الفرار من ديارهم. وقال جيفري هالي كبير محللي السوق في أواندا في إشارة إلى العاصمة الأوكرانية "المشترون الآسيويون، القلقون بشكل واضح في عطلة نهاية الأسبوع، تكدسوا في النفط اليوم مما أدى إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى". وقال "سيساعد الوضع في أوكرانيا على إبقاء الأسعار مرتفعة، وكذلك التهديد بحدوث اضطرابات، حقيقية أو متخيلة، يأتي في بيئة من الطلب القوي بالفعل والعرض المقيد عالميًا. وقال أعتقد أن خام برنت سيتداول الآن في نطاق 90-110 دولارًا خلال الأسابيع القليلة القادمة". وردا على الغزو، ضرب الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا بموجة من العقوبات يوم الخميس، وهي إجراءات أعاقت قدرة روسيا على القيام بأعمال تجارية بعملات رئيسية إلى جانب عقوبات ضد البنوك والشركات المملوكة للدولة. كما كشفت بريطانيا واليابان وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي عن مزيد من العقوبات على موسكو، بما في ذلك خطوة من جانب ألمانيا لوقف خط أنابيب غاز بقيمة 11 مليار دولار من روسيا. ومع ذلك، قال مسؤول أمريكي إن تدفقات النفط والغاز الروسية لن تستهدفها على وجه التحديد العقوبات. والبلد هو ثاني أكبر منتج للخام في العالم ومزود رئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا. وقال المحلل في بنك الكومنولث فيفيك دار في مذكرة: "أسواق النفط معرضة بشكل خاص لصدمات الإمداد بالنظر إلى انخفاض مخزونات النفط العالمية إلى أدنى مستوياتها في سبع سنوات". وفي حين أشارت إدارة بايدن إلى أنها قد تتطلع إلى الإفراج عن مخزونات النفط الاستراتيجية لمعالجة ارتفاع الأسعار، "يشير التاريخ إلى أن أي سحب لمخزونات النفط الاستراتيجية من المرجح أن يوفر فقط راحة مؤقتة من ارتفاع أسعار النفط". وقال وزير البترول النيجيري أيضًا إنه لا حاجة لأوبك + لتوسيع إنتاج النفط المخطط له، حيث ستؤدي الصفقة المحتملة بين إيران والقوى العالمية إلى زيادة الإمدادات.