الكاتبة التربوية أ. تغريد إبراهيم الطاسان، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية - جامعة الملك سعود بالرياض عام 1995م، وكذلك الماجستير في التربية وعلم النفس من جامعة كولمبوس عام 2009م، تحت عنوان: «المراهقة في زمن العولمة»، وهي سيدة أعمال، وكاتبة رأي لأجل التغيير والتطوير، دائماً تتحدث عن السعادة التفاؤل والتحدي وعدم الانكسار، والإصرار على الانتصار.. وذلك في سبيل أن يعيش الإنسان الحياة الكريمة، وأن يواجه الصعاب وعدم الاستسلام. وقد صدر لها أربعة كُتب، تقول في هذا الاتجاه: «أكتب لأُغير وأتغير.. أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء.. وناشطة اجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..» ومن خلال عملها كناشطة اجتماعية تعتز بهذا العمل المناط بها، وتحرص على تقديم كل ما يخدم الوطن والمجتمع، وقد حققت الكثير من الأعمال الرائدة في هذا المجال. بدأت رحلتها مع الحرف من خلال الوجود في مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركات متفرقة باسم «تغريد»، ثم بدأت تخطو خطواتها المتسارعة في مجال الكتابة وبدأت تكتب باسمها الصريح، وفي عام 2014م صدر لها كتاب بعنوان: «تغاريد» عبارة عن مجموعات تغريدات في «تويتر»، ونقتطف مما جاء في هذا الكتاب: «2012.. عام انتصر لي ومنحني «تغريد» التي أريد، في هذا العام أبعدت عن حياتي كثيراً من الطفيليات، لم يكن الثمن سهلاً لكن يستحق»، أيضاً: «لو رجع بي الزمان لاخترت حياتي نفسها، فلو تمنيت محو مُر ما مَرّ بي؛ لما تمنيت بحلو ما أنا فيه الآن، ولما أكسبتني عثراتي خبرات أحتاج إليها في حاضري»، كذلك: «الحياة جميلة عندما نقتنع أن لها فصولاً أربعة كفصول السنة، لو عرفنا كيف نتعايش مع كل فصل؛ لرأينا جمال الحياة، ولتذوقنا متعتها بسعادة ولذّة». بعد ذلك كتبت عن الفلسفة بحكم عشقها الكبير للفلسفة فتحدثت الطاسان عن الذات، عن الإنسان، عن ما يحدث في المجتمع، وذلك من خلال بداياتها مع جريدة «الكويتية»، وكانت هذه الكتابات عبارة عن مقالات وخواطر في جميع الاتجاهات، نابعة عن ما تحسب به وتشعر به الكاتبة، ومما ساعدها على ذلك القراءة بعمق في النفس والذات بحكم تخصصها في هذا المجال، وقد نجحت هذه المقالات وهذه الخواطر وتم جمعها في كتاب بعنوان: «فلسفة سعادة» صدر في العام 2017م، وقد كان له صدى جميل جداً، ولاقى رواجاً جيّداً فقد تميز بصدق المشاعر، والأسلوب الرائع في السرد من قبل الكاتبة لما تتميز به من ثقافة عالية. وعن فلسفتها في الكتابة تقول تغريد الطاسان: « أكتب لأغير وأتغير.. أقدم رؤاي الفكرية بعقل.. وأسمح باختلاف معي برقي.. أحب الحوار البناء ذو البعد الإيجابي.. والتفكير الناقد الباحث عن الحقيقة المجردة». وفي عام 2019م صدر للكاتبة تغريد الطاسان كتاباً بعنوان: «فلسفة تحوّل» والذي تعتبره مرحلة من حياتها، نقلت من خلالها لنا تجربة إنسانية تجمع بين المعرفة والتجربة، بين حماس المواطنة التي تقفز فرحاً بالتعبير، خاصة ذلك الذي يمس المرأة السعودية، ووجل الكاتبة التي تخشى أن لا تكون كلماتها ملهمة، أو نافعة، أو على الأقل ممتعة. ومما احتواه هذا الإصدار كتابة فلسفة حول دور المرأة قديماً وحاضراً على مستوى الإنتاج، وقد كتبته الطاسان تحت عنوان «فلسفة إنتاج» نقتطف قولها: «كثير من الأفراد من الجنسين كانوا يمتلكون قدرات ومواهب لم يكن في الإمكان استثمارها لصالحهم الشخصي، ومن ثم للصالح العام، إما لضيق الفرص، أو ضيق الأفق -وهذا يخص المرأة أكثر- في بعض المجالات، واليوم أصبح استثمار هذه الثروات الفردية الصغيرة أكثر إمكانية. اليوم بعض الأفراد لديهم وسائل عمل وإنتاج واتصال وتواصل ومعلومات، أكثر ما لدى مؤسسات أو شركات، أو حتى جهات لم تلحق بالركب، مما يجعلهم قوة إضافية جديدة ربما لم تستثمر في الماضي كما يجب، وكما نحب، وستفعل ذلك مستقبلاً، بفضل من الله، ثم بفضل هذه التحولات السعودية الباهية. الرؤية المستقبلية التي بدأت التنفيذ -بالفعل- تود تحويل المجتمع، أفراداً ومؤسسات، إلى مجتمع منتج، أو لنقل إلى منتج أكثر فعالية من السابق، لأنه لم يتوقف عن الإنتاج، لكنه يحتاج إلى إعادة صياغة كثير من آليات هذا الإنتاج. الرؤية تريد عبر وسائل كثيرة متعددة اطلعنا عليها، إخراج الكثيرين من فكرة أن الذهاب إلى الوظيفة والعودة منها هو الإنتاج، ربما هو جزء أو نوع منه. لكن الواقع والحقيقة، أن النظرية البسيطة «يزرع ما يأكل، ويلبس ما ينسج أو يخيط، ويركب ويستخدم ما يصنع» غابت عن الوعي العام بفكرة الإنتاج بسبب الرخاء أولاً، وبأسباب أخرى توالت أو تولدت من هذا الرخاء الذي ساعدنا على بناء كثير من الأشياء، لكنه أيضاً هدم بعض قيم العمل والإنتاج المتفق عليها في كل مكان. وفي عام 2021م أصدرت كتابها الأخير بعنوان: «هلاَّ شققت عن قلبه!» وعن فكرة هذا الإصدار تقول الطاسان: «ثقافات الشعوب على الأرض، متباينة، وأغلبها موروث شفاهياً، حتى ضاع المصدر الأصلي لكثير من الثقافات، أو العادات، إضافة إلى أن تقارب الشعوب يُنتج التلاقح الثقافي المكون لسلوكيات البشر. كانت الثقافات لا مرجع واحد لها، لكن لها مفاهيم قيمية تنبثق عنها، وتكون قيمة في حد ذاتها، مثل الحق ولجمال والأخلاق، وما لها من قوة ناعمة مؤثرة على سلوكيات أهل المكان». من هنا، جاءت فكرة (هلاَّ شققت عن قلبه)، مشهد دفعني إلى أن أضع في حقيبتي ورق ملاحظات ملوناً من النوع اللاصق، أدون فيه سؤلاً ناعماً، (هلاَّ)، وأتركه في ثنايا مشاهد واقعية، تواترت على ذاكرتي، كبتلات ورد عطرة أميط بها أذى سلوكيات غير مقبولة، لا تعرف من أين جاءت لتشوه قيماً راقية، تعثرت بهذا المواقف في حياة كثير من الناس حولنا، بعضهم تجرَّع أوجاعها بصمت، وآخرون بصرخة». والطاسان كاتبة في عدد من الصحف المحلية والعربية، وشاركت في لقاءات ومنتديات داخل وخارج المملكة، كما أنها مدربة معتمدة، ومستشارة في العلاقات الأسرية، وعضوة في عدد من الجمعيات الإعلامية والاجتماعية، ولها مشاركات في البرامج التطوعية ضد السرطان، وفي الأيام العالمية لأطفال ملازمة داون، وكانت ضمن الوفد الإعلامي الرسمي المرافق لسمو ولي العهد في زيارته للكويت 2018م.