قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا وحلفاءها سيطلقون حزمة هائلة من العقوبات الاقتصادية لتكبيل الاقتصاد الروسي بعد أن بدأ الكرملين غزو أوكرانيا أمس الخميس. ومن المتوقع أن تعلن الدول الغربية عقوبات منسقة بعد أن فرضت هذا الأسبوع مجموعة محدودة من العقوبات التي انتقدها البعض ووصفها بأنها رد ضعيف على اعتراف روسيا بإقليمين منشقين في أوكرانيا. وقال جونسون في كلمة للشعب بثها التلفزيون "اليوم بالتنسيق مع حلفائنا سنتفق على حزمة هائلة من العقوبات الاقتصادية التي تهدف بمرور الوقت إلى عرقلة الاقتصاد الروسي". وأضاف أن على الغرب أن ينهي اعتماده على روسيا في تزويده بالنفط والغاز اللذين منحا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلاحا يهدد به السياسات في الغرب. وقال جونسون "مهمتنا واضحة: فمن خلال الوسائل الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وفي النهاية العسكرية لابد أن تنتهي هذه المغامرة الوحشية الشنعاء من جانب فلاديمير بوتين بالفشل". وفي وقت سابق وصف جونسون الغزو بأنه "كارثة" على أوروبا وقال إنه سيتحدث مع قادة الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة السبع. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إنها استدعت السفير الروسي لتفسير تصرفات موسكو في أوكرانيا. من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إن بلاده سترد دون تخاذل على التحرك العسكري الروسي ضد أوكرانيا مضيفا أن روسيا يجب أن تتوقع عقوبات قاسية تستهدف الجيش والاقتصاد وقطاع الطاقة لديها. وتابع ماكرون قائلا في خطاب بثه التلفزيون للشعب وهو يقف أمام أعلام فرنسا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا "أحداث الليلة الماضية تشكل نقطة تحول في تاريخ أوروبا". وأضاف "سنرد على هذا التحرك الحربي دون تخاذل وبدم بارد وبعزم وبموقف موحد". وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن فرنسا سوف تعزز دعمها لأوكرانيا "بكل السبل" دون أن يحدد إن كان ذلك سيشمل دعما عسكريا. تهديد للسلام أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس أن الغزو الروسي لأوكرانيا "يعرّض حياة عدد لا يحصى من الأبرياء للخطر" و"يهدد السلام" في أوروبا. وقال في تصريح صحافي "الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) ينتهك مرة جديدة بشكل صارخ القانون الدولي"، معتبرًا أن "لا شيء يمكن أن يبرر ذلك". ورأى شولتس الذي دعا النواب الألمان إلى جلسة استثنائية الأحد أن "هذه حرب بوتين". وتابع "بوتين يجلب المعاناة والدمار لجيرانه المباشرين، ينتهك سيادة أوكرانيا وحدودها، يعرّض حياة عدد لا يحصى من الأبرياء في أوكرانيا للخطر وفي نهاية المطاف، يهدد السلام في قارّتنا". وأكد "كرئيس لمجموعة السبع، سأتعهّد بعد الظهر أثناء مؤتمر عبر الفيديو لرؤساء دول وحكومات مجموعة السبع، لصالح ردّ موحّد وواضح" متوعّدًا موسكو ب"عقوبات جديدة قاسية". وأضاف "سيتبين أن بوتين ارتكب خطأ فادحًا بحربه" مطالبًا روسيا ب"وقف الهجوم العسكري وحمام الدمّ فورا". تفهم صيني قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس إن الصين "تتفهم مخاوف روسيا المنطقية على الصعيد الأمني"، بعد ساعات على بدء موسكو هجومًا على أوكرانيا. وقال وانغ وفق ما جاء في بيان حول المكالمة الهاتفية نشرته وزارته، "لطالما احترمت الصين سيادة كافة الدول وسلامة أراضيها"، مضيفا "في الوقت نفسه، لاحظنا أن المسألة الأوكرانية ترتبط بتاريخ خاص ومعقّد. نتفهّم مخاوف روسيا المنطقية على الصعيد الأمني". من ناحية أخرى ستنضم كوريا الجنوبية إلى العقوبات الاقتصادية الدولية على روسيا بعد "غزوها العسكري" لأوكرانيا، كما أكد الرئيس مون جاي إن. وقال مون في بيان أصدره مكتب الرئاسة إنه "يجب ضمان سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها". وأضاف أن كوريا الجنوبية "ستدعم وتشارك في جهود المجتمع الدولي بما في ذلك العقوبات الاقتصادية"، مستنكرًا "الغزو المسلح" لأوكرانيا من قبل روسيا. الى ذلك ندّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمة بثتها قنوات التلفزة الخميس بالغزو الروسي لأوكرانيا معتبرًا أنه "ضربة قاسية للسلام والاستقرار الإقليميين". وقال إردوغان من مقر الرئاسة التركية "نرفض هذه العملية غير المقبولة"، مؤكدا أنها "ضربة قاسية للسلام والاستقرار الإقليميين". وجدد دعواته إلى حلّ المشاكل "من خلال الحوار". وعبر عن "حزنه الصادق" على اندلاع المواجهة بين البلدين "اللذين تربطنا بهما علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثيقة". وترأس إردوغان في وقت سابق الخميس قمة أمنية في العاصمة أنقرة بعد أن شنت موسكو هجوما على جارتها أوكرانيا. وخلصت القمة إلى أن هجوم روسيا "انتهاك جسيم للقانون الدولي" و "غير مقبول" ، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية. كما ناقشت القمة الإجراءات التي يمكن اتخاذها مع روسيا وعلى المنصات الدولية من أجل "إنهاء الهجوم الذي يهدد الأمن الإقليمي والعالمي". وقال البيان إن تركيا "ستواصل دعم الوحدة السياسية لأوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها". من جهتها، وفي بيان منفصل حضت وزارة الخارجية التركية موسكو على وقف غزوها "الجائر وغير القانوني" على الفور. وقالت الوزارة "نعتبر العملية العسكرية (...) غير مقبولة ونرفضها". ودعت روسيا "الى وقف هذا العمل الجائر وغير القانوني في اقرب وقت".