يوم بعد يوم تتجذّر رؤية السعوديّة 2030 على أرض الواقع، وتمضي في سلاسة توضّح مدى عمق رؤية القادة للتحوّل الكبير المنشود، وفي سلسلة أخرى داعمة لتلك الرؤية لمصلحة الأجيال المقبلة في المملكة العربيّة السعوديّة، فإنّ عملية تحويل بعض أسهم «أرامكو» إلى صندوق الاستثمارات العامّة يعني أنّ قافلة التغيير اقتربت من تحقيق غاية الوصول إلى مراميها. الحلقة الجديدة من تلك الرؤيّة تمثّلت في قرار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليّ العهد بنقل (4 %) من أسهم «أرامكو» إلى صندوق الاستثمارات العامّة، حيث تمّ تحويل نحو (300) مليار ريال من رأس مال شركة «أرامكو» السعوديّة إلى صندوق الاستثمارات العامّة، ومن شأن هذه العملية أن تسهم في دعم خطط الصّندوق الهادفة إلى رفع قيمة أصوله إلى نحو (4) تريليونات ريال بنهاية عام 2025. أهمّية القرار الذي اتّخذه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أنّه سيساهم في تعزيز المركز الماليّ للصندوق السعوديّ وتصنيفه الائتمانيّ، وهو ما تحقّق بعد ساعات من القرار: أولاً- عُزّز المركز المالي للصندوق الاستثمارات العامّة، وارتفعت قيمة أصول الصندوق إلى أكثر من (16%) لتصل إلى (560) مليار دولار، ليكون الصّندوق السعوديّ في طليعة صناديق السّيادة العالميّة، وكان الأثر سريعاً من قبل وكالة التصنيف الائتمانيّ الدوليّة «موديز»، التي أكّدت أنّ هذا النقل يعكس أهمّية الصّندوق للسعوديّة ودوره الرّئيس في تنفيذ رؤية المملكة 2030، وأشارت «موديز» إلى أنّ الصّفقة عملت على تحسين التّنويع القويّ لقطاعات صندوق الاستثمارات العامّة، كما زادت من حيازة الصّندوق في قطاع النّفط والغاز، ثانياً- زاد إسهام صندوق الاستثمارات العامّة في الشّركات المحليّة التّابعة له، وبالتّالي ارتفعت قيمة محفظة صندوق الاستثمارات العامّة السعوديّ في الشركات المدرجة بسوق الأسهم السعوديّة، وهو ما يعني خلق مزيد من الوظائف وفرص العمل للسعوديّين. إن ارتفاع قيمة محفظة صندوق الاستثمارات العامّة السعوديّ في الشّركات المدرجة بسوق الأسهم السعوديّة، مكّن الصّندوق من إجراء صفقة مهمة بعد 48 ساعة من قرار وليّ العهد، وهي استحواذ صندوق الاستثمارات العامّة على (60 %) من أبراج اتصالات «زين السعودية». الآن، بعد قرار وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان بتحويل (4 %) من أسهم «أرامكو» لمصلحة صندوق الاستثمارات العامّة، فإنَّ آفاق وملامح الرؤية أصبحت واضحة للجميع داخل السعوديّة وخارجها. وحقّق الصّندوق إستراتيجيته، بتقوية أصوله وبناء اتفاقيات اقتصاديّة طويلة المدى وخلق الوظائف الجديدة المباشرة وغير المباشرة، وأثبتت الأيام مدى صواب رؤية المملكة العربيّة السعوديّة 2030 في إجراء أكبر تحوّل في العالم، حيث تجلّت رؤية وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان في أهمّية إجراء التحوّل استباقاً للمتغيّرات الاقتصاديّة العالميّة، حيث تنوء اقتصادات العالم تحت ضربات تأثيرات جائحة «كورونا» وارتفاع التضخّم.