قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، إن ما يحدث في حي الشيخ جراح في القدسالمحتلة، يعتبر إمعانا إسرائيليا رسميا في عمليات أسرلة وتهويد المدينة المقدسة وتغيير واقعها القائم التاريخي والقانوني والديمغرافي لخدمة روايات الاحتلال ومصالحه الاستعمارية. وأدانت الوزارة في بيان لها، الأحد، العدوان الإسرائيلي المتواصل على القدس ومقدساتها ومواطنيها وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم، واعتبرته عملية اختطاف جماعية علنية واستقواء استيطاني تهويدي تتعرض له المدينة المقدسة على مدار الساعة يشمل تصعيدا ملحوظا في اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المواطنين المقدسيين وأحيائهم وبلداتهم وفرض المزيد من العقوبات الجماعية والتضييقات عليهم لإجبارهم على ترك مدينتهم والرحيل عنها، كان آخر هذه الاعتداءات ما جرى بالأمس من اعتداء عشرات المستوطنين على المواطنين بحي الشيخ جراح بحماية من شرطة الاحتلال وقيامهم بإلقاء الحجارة على المواطنين ومركباتهم ومنازلهم، وبشكل خاص الاعتداء على عائلة سالم والضغط عليها لطردها من منزلها بهدف السيطرة عليه وتسليمه للجمعيات الاستيطانية، وأشارت إلى إقدام المتطرف بن غفير على نقل مكتبه الى حي الشيخ جراح، في خطوة استفزازية تصعيدية تُهدد بإشعال الأوضاع وجرها إلى مربعات من العنف يصعب السيطرة عليها أو احتواؤها، إضافة إلى ما يتعرض له حي جبل المكبر بالقدسالمحتلة لحملة استيطانية شرسة لابتلاع المزيد من أراضيه وتخصيصها لصالح الاستيطان وإقامة مشاريع استعمارية تحت مسميات مختلفة مثل مراكز سياحية لعرض الرواية التوراتية التي تخدم المشروع الإسرائيلي التهويدي للقدس، والمشاريع الاستعمارية التي تستهدف هدم آلاف المنازل في القدس كما هو الحال في سلوان والمزيد من الوحدات الاستيطانية التي تؤدي الى تغيير ملامح وهوية المدينة وصورتها الحضارية التاريخية كما هو الحال في مشروع " وادي السيلكون" في حي واد الجوز. وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكاتها وجرائمها المتصاعدة ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها، والمسؤولية عن نتائج وتداعيات عدوانها وحربها المفتوحة على ساحة الصراع، وترى أن دولة الاحتلال تسابق الزمن في تنفيذ مشروعها الاستعماري التهويدي في المدينة المقدسة لتكريس ضمها لدولة الاحتلال وفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني، بما يؤدي إلى قطع الطريق نهائيا أمام الحلول السياسية للصراع، وحسم مستقبل المدينة من جانب واحد وبقوة الاحتلال. وشددت على أن امتناع المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإجبار دولة الاحتلال على وقف تغولها بالقدس، وتردد وتباطؤ الإدارة الأميركية في تنفيذ التزامات التي أعلنتها بشأن القضية الفلسطينية بما في ذلك التأخير غير المبرر في إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، يشجع دولة الاحتلال على التمادي في تنفيذ مشاريعها التهويدية الاستعمارية في المدينة المقدسة. وأكدت أن عمليات أسرلة وتهويد القدس باطلة وغير شرعية وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتمردا إسرائيليا رسميا على الشرعية الدولية وقراراتها، وتخريبا متعمدا للجهود الأمريكية والإقليمية المبذولة لتهدئة الأوضاع وإعادة إحياء عملية السلام، مشددة على أن صمود المقدسيين وتمسكهم بمدينتهم عاصمة دولة فلسطين الأبدية سيفشل مخططات ومشاريع الاحتلال وسينتصر في مواجهة أتباع كهانا. من جهته قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن حي الشيخ جراح لن يكون إلا فلسطينيا وكافة الوثائق القانونية تبين ذلك. وأضاف الرويضي في تصريح له، الأحد، أن حكومة الاحتلال لا تتعامل مع الموضوع على أساس قانوني وإنما على أساس سياسي، وهناك مشروع لإقامة 200 وحدة استيطانية وربط ذلك بمشروع وادي السيلكون في وادي الجوز وفي الأحياء الاستيطانية التي يخطط لها في بلدة سلوان. وقال: إن ما يحدث في الشيخ جراح هو جريمة تستهدف أهل الحي والقدس بشكل عام، والمقصود دفع الناس إلى الخروج تحت حصار الخوف من المستوطنين، لافتا إلى أن هناك 28 منزلاً مهددة بالتهجير القسري. وأكد الرويضي أن تعليمات الرئيس عباس لكل المسؤولين في القدس أن يقفوا مع أهل الشيخ في محنتهم بهذه الجريمة التي ترتكب ضدهم، وبالتالي الجميع مدرك خطورة ما يحدث وما يرتب وما يخطط له في محيط البلدة القديمة بدءاً من الشيخ جراح وانتهاء ببلدة سلوان، مشيرا إلى أن هناك تعليمات ومتابعة من القيادة الفلسطينية ومن الرئيس محمود عباس بخصوص دعم أهلنا في القدس وتوفير الحماية العاجلة لهم تجاه ما يحدث من اعتداءات تهدد حياتهم. وتابع: نفذت شرطة الاحتلال بالأمس اعتداء ليلي واليوم صباحاً تكرر المشهد بقيام عضو الكنيست المتطرف بن غفير بالذهاب إلى هناك بقرار من حكومة الاحتلال لترهيب الناس ودفعهم نحو الهجرة الطوعية. ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى البدء في التحقيق الفعلي ضد هذه الجريمة وضد جرائم الاستيطان، مشددا على أن تأخره في بدء التحقيق هذا يعني إعطاء ضوء أخضر للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في جرائمه، ونحن على اتصال مع حقوقيين دوليين لدفع المدعي العام للبدء بهذا التحقيق وتحمل مسؤوليته في هذا الموضوع". كما دعا الأممالمتحدة إلى ضرورة توفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني في القدس أمام هجمات المستوطنين واعتداءاتهم و اعتداء شرطة الاحتلال التي توفر الحماية لهؤلاء المتطرفين. وشدد الرويضي على أن المشهد في الشيخ جراح هو بداية لمشهد آخر، سيحدث في سلوان وحي البستان ووادي حلوة وفي بطن الهوى وفي أحياء أخرى، وبالتالي إذا نجح المستوطنون بترهيب أهلنا في الشيخ جراح هذا يعني أنهم سينجحون في أماكن أخرى، وأهلنا في القدس بصمودهم ورباطهم يدافعون بإمكاناتهم عن الحي بكل الممكن أمام هجمات المستوطنين.