طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، المحكمة الجنائية الدولية "بموقف علني وواضح"، تجاه ما يتعرض له حي "الشيخ جراح" بمدينة القدسالمحتلة، ومحاولة تهجير سكانه وتسليمه للمستوطنين. وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، إن وزير الخارجية رياض المالكي بعث رسالة شارحة عما يتعرض له أهلنا في حي الشيخ والمستجدات المتعلقة بقضيتهم إلى المدعية العامة للجنائية الدولية. وأضافت أن المالكي طالب في رسالته المحكمة "باتخاذ موقف علني وواضح تجاه الجريمة التي يتعرضون لها". وأدانت الخارجية قرار المحكمة الإسرائيلية، الذي اتخذته في قضية أهالي حي الشيخ جراح، واعتبرته مرفوضا وغير مقبول ويتناقض تماما مع القانون الدولي. وأشارت "الخارجية" إلى وجود مخاطبات ووثائق أردنية "تثبت بما لا يدع مجالا للشك حقوق أهالي الشيخ جراح في منازلهم"، في وقت يتعرضون فيه "لأبشع حملة تهجير قسري من مدينتهم المقدسة". وفي 21 أبريل الماضي، أعلن الأردن، أنه سلّم فلسطين وثائق تاريخية، هي عبارة عن مراسلات وعقود إيجار وحدات سكنية تعود لأهالي حي الشيخ جراح بمدينة القدس. وحملت الخارجية الفلسطينية، حكومة الاحتلال "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية التهويدية العنصرية ضد أهلنا في القدس وأحيائها، خاصة ما يتعرض له حي الشيخ جراح وحي البستان في بلدة سلوان". وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإجبار دولة الاحتلال على الانصياع للقانون الدولي، ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون، ويجب مساءلتها ومحاسبتها. والأحد الماضي، أجلّت المحكمة الإسرائيلية، إصدار قرارها بشأن العائلات المقدسية المهددة بالإخلاء من منازلها في حي الشيخ جراح، لصالح جمعيات استيطانية، وأمهلت الطرفين أربعة أيام، للتوصل إلى اتفاق بينهما، قبل أن تصدر قرارها النهائي. وتخشى عشرات العائلات الفلسطينية بحي "الشيخ جراح" من طرد "وشيك" من منازلها التي تعيش فيها منذ عام 1956. وتقول مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، إن قرارات الإخلاء بحق المنازل في الحي تأتي ضمن مخطط لتهويد مدينة القدس، بالإضافة إلى هدم البيوت ومصادرة الأراضي وغيرها. واعتقل فلسطينيان وأصيب عشرة آخرون خلال مواجهات جرت ليل الاثنين إلى الثلاثاء مع الشرطة وحرس الحدود الاسرائيليين في حي الشيخ جراح في القدسالشرقيةالمحتلة، بحسب الشرطة الإسرائيلية والهلال الأحمر الفلسطيني. اندلعت المواجهات في وقت تواجه عائلات فلسطينية أوامر بالإخلاء من حي الشيخ جراح في إطار سعي الجمعيات الاستيطانية المتواصل لتهويد المنطقة وإسكان مستوطنين يهود فيها. وردد المتظاهرون هتافات وطنية ولم ينصاعوا لاوامر الشرطة التي استخدمت الخيالة والمياه العادمة وقنابل الصوت لتفريقهم. وقال سكان من الحي أن "الشرطة ترش الغاز الذي يصل إلى داخل البيوت ويصيب الاطفال وهذه المشاهد تتكرر منذ أكثر من عشرة أيام. والشرطة تقوم بحماية المستوطنين الذين يستفزون السكان".