الهلال كبير قارة آسيا، سيدها المطلق بلا منازع، في مشاركته الثانية الفعلية في كأس أندية العالم، يقدم صورة عن المستوى الحقيقي لما يجب أن تكون عليه كل الأندية السعودية أولاً، والخليجية ومن ثم العربية، منذ المشاركة السابقة والفرق كلها تخشى الهلال، لأنها تعلم أنها تواجه فريقاً لا يلعب فقط للمشاركة، وهذه البطولة بالتحديد أظهرت أن الهلال من كبار أندية العالم، وأنه خير من مثّل ويمثّل قارة آسيا، وأن إدارة ناديه ومنهجية الفكر التنافسي فيه، تعدت حدود المحلية، وأصبح الفريق يجهز بروح عالمية، وقريب جداً إن شاء الله، سنجد أن الهلال يجلس داخل دائرة الأندية المنشودة عالمياً للعب فيها، كذلك هو نادٍ مصدّر للاعبين لكل أندية العالم، وهذا ما نتمناه حقاً، نعم حلم الهلال بطولة أندية العالم، وهذا بحد ذاته إنجاز لأنه يمتلك القدرة على ذلك، وثانياً أن يصبح لاعبنا السعودي قابل للتصدير عالمياً، وليس أفضل من بوابة الهلال لذلك. لعب الهلال مع الجزيرة الإماراتي منظم البطولة، في النصف ساعة الأولى من الشوط الهلال، لعب الهلال بأسلوب الأندية الخليجية، وكان التعادل بعد أن سجل الجزيرة الهدف الأول، لكن في لحظة انتفض الهلال، ولعب بروح كبير قارة آسيا وزعيمها، الذي يواجه مجرد مستضيف البطولة، فكانت النتيجة الأكبر بنصف دزينة من الأهداف، ولعب على أعلى مستوى، وتنافس بشهية مفتوحة للاعبين على تسجيل الأهداف، فعلم الجميع حينها وعند صافرة نهاية المباراة، ماذا يعني أن تكون زعيم آسيا وكبير القارة، وماذا يعني أن تكون الهلال، وأن تواجه الهلال، وأن تلعب للهلال. خير ممثل للكرة السعودية وللوطن، في مواجهته الثانية أمام بطل قارة أوروبا تشيلسي القوي العتيد، بكل نجومه وكباره، إلا أن تشيلسي لم يلعب أمام الهلال وهو واثق من الفوز، نرفزة لاعبيه، تغير خططه، محاولته البائسة لجعل الهلال مجرد فريق آسيوي فرح باللعب أمام تشيلسي، حتى تلك اللقطات من الحدية من البليهي وكنو وياسر وسالم، أعطت الانطباع أن نادي الهلال لا يستمتع إلا بالفوز، وأن اللعب أمام تشيلسي أبداً ليس فرصة لأخذ الصور مع اللاعبين، وأنها ليست مباراة فقط للتسجيل في التاريخ، بل لعبوا بروح قتالية لأنهم يعلمون أنهم يستحقون الفوز على تشيلسي، والنادي الإنجليزي منذ الشوط الثاني علم أنه يلعب أمام كبير آسيا وسيدها، وأن الأزرق الآسيوي قادر على هزيمته، وأن الهلال بطل، والبطل لا يقبل الخسارة أبداً حتى لو كانت من البلوز اللندني. الشوط الثاني، الهلال يفتح النار على تشيلسي، الجمهور الإنجليزي يحبس الأنفاس، الجمهور ينتظر الهدف الهلالي، لعب فن حوارات جمل تكتيكية فرص ضائعة، ولكن بالنتيجة فاز تشيلسي، لن نتحدث اليوم عن تأخر إشراك كاريلو في المباراة، وعن قراره بسحب سالم وبيريرا مرة واحدة من المباراة وفي وقت حساس جداً، الوقت الذي عادة ما يسجل فيه أهداف التعادل أو الفوز، إلا انه لم يرد أن يفتح اللعب ويخسر بنتيجة أكثر من هدف واحد، ولكن ما أريد أن أقوله للهلال والهلاليين، وابن نافل تحديداً، إن ما حدث امام تشيلسي هو نسخة مكررة مما حدث أمام سيدني الأسترالي، وأمام أوراوا الياباني، مشاركتين على النهائي يكون الفوز شبه مستحق لهلال، لكنه يخسر بشكل دراماتيكي، غير أن الهلال لأنه الهلال عاد وفاز بدوري أبطال آسيا، ليس مرة بل مرتين. لهذا وكلي ثقة، أن الهلال بعد مشاركتين في كأس أندية العالم، وأن الثاني كان الأفضل فيها، فهو في الثالثة حتماً ستكون له كلمته، لأن التاريخ علمنا أن الهلال حين يريد أمراً فإنه يحققه مهما طال الزمان، فمبروك للهلال هذا الكيان، ونتمنى الفوز على الشقيق الأهلي المصري لنكون ثالث العالم، والفرحة اليوم هلالية بحتة فعاش الهلال، وشكراً لوطني الذي بولاة أمره أصبح المستحيل مجرد وقت لتحقيقه. «الزعيم» شرّف الوطن - عدسة المركز الإعلامي بالهلال