تمر الموهبة بمجموعة مراحل فتبدأ بالاكتشاف ثم التأكد منها فالتدريب إلى أن تظهر ثمارها مستقبلاً، واكتشاف الموهبة مبكراً يتيح للشخص التعمق والإبداع في توظيفها، فلا إبداع من غير موهبة، وأي موهبة بلا إبداع تعتبر موهبة ناقصة، لعدم امتداد وانتشار تأثيرها. لدينا اهتمام وطني بالمواهب، ولاسيما مع وجود "مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع"، والتي ركزت على اكتشاف الطلاب الموهوبين في التعليم العام، والقيام بتدريبهم وإشراكهم في المسابقات الدولية، فاختصرت الزمن بخطة استراتيجية حققت معها نتائج إيجابية كبيرة. إلا أن وجود برنامج وطني يهتم بصقل المواهب سيساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م، ويكون متاحاً لجميع الفئات العمرية، بحيث يحول الموهبة العادية إلى موهبة احترافية وذلك من خلال الاكتشاف المبكر الذي يتيح الفرصة لصقلها. وينطلق البرنامج في تحقيق رؤيته من خلال مجموعة أهداف: الأول اكتشاف الموهبة (الشغف)، الثاني: التأكد من وجودها الفعلي، الثالث: وضع خطة لتطويرها، الرابع: تقديم الاستشارات للموهوبين، خامسا: تقديم البرامج التدريبية لهم. ولعل أبرز مبررات المقترح، أن المؤسسات والمراكز الموجودة لا يمكن أن تغطي جميع الموهوبين واحتياجاتهم، بالإضافة لتركيزها على المجالات العلمية وارتباطها بالطلبة في التعليم العام، بينما فكرة (برنامج " تأسيس" الوطني لصقل المواهب) يهتم باكتشاف المواهب عموماً من غير اقتصارها على جوانب تخصصية محددة، فيركز على الجوانب المتعلقة بالشخصية القيادية، والأدبية بأنواعها، ومجالات الابداع، وتوسيع خيارات الموهبة ومجالاتها، بحيث يكون دوره رئيساً في اكتشاف الموهبة المناسبة للأفراد خاصة مع عدم قدرة بعض الطلاب على تحديد موهبتهم (الشغف)؛ بحيث يهتم بالفئات العمرية (9-6) (12-9) (15-12) (18-15) (21-18). ونجاح البرنامج يعتمد على وجود مجموعة من الخبراء في مجال الموهبة والإبداع، واستقطاب المدربين المميزين الحاصلين على شهادات معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للاستفادة منهم في تقديم البرامج المناسبة المتعلقة باكتشاف الموهبة للأفراد أو أساليب تطوير تلك المواهب، ويكون المقر مجهزاً بأحدث القاعات التدريبية المناسبة لتقديم البرامج الحضورية أو عن بعد والتي تتناسب مع هكذا برنامج. ومن الجميل أن يحمل مسماه (برنامج "تأسيس" الوطني لصقل المواهب) وذلك لأمرين: الأول توافقه مع فكرة البرنامج تأسيس الموهبة لدى الأفراد، ثانياً: ارتباطه بذكرى يوم التأسيس السعودي. وهذا المقترح بالإمكان تعميمه على برامج وطنية أخرى تحمل المسمى نفسه مثلاً: مجلة تأسيس، جائزة تأسيس، معهد تأسيس. عبدالحميد الحمادي