أعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخميس أن نقص الوقود والأموال دفعا العمليات الإنسانية إلى طريق مسدود في منطقة تيغراي التي تشهد حربا في إثيوبيا. ومنذ اندلاع النزاع بين القوات الحكومية الإثيوبية ومتمردي تيغراي في نوفمبر 2020، لقي الآلاف حتفهم فيما يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة. وتخضع تيغراي منذ شهور لما تقول الأممالمتحدة إنه حصار بحكم الأمر الواقع، في حين تتّهم الولاياتالمتحدة الحكومة الإثيوبية بعرقلة المساعدات، فيما ألقت الأخيرة اللوم على المتمردين. وفي مذكّرة صدرت الخميس، أشار مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن المساعدات المُرسلة إلى تيغراي "تمّ تقليصها بشكل كبير أو تعليقها بما في ذلك عمليات التوزيع الأساسية للطعام والماء والخدمات الصحية". وقال مكتب الأممالمتحدة إنه لم يُسمح بدخول الوقود إلى المنطقة منذ 2 أغسطس 2021 باستثناء شاحنتيْن دخلتا في نوفمبر، بينما تركت أزمة السيولة المنظمات غير الربحية المحلية غارقة في ديون كبيرة وتواجه صعوبة في دفع الرواتب منذ يونيو. وتسبب تجدد القتال في منطقة عفر المجاورة في عرقلة الوصول إلى إمدادات الطوارئ بحيث لم تُسلّم مساعدات منذ 15 ديسمبر على طول الطريق الممتد بين سيميرا (عاصمة عفر) وميكيلي (عاصمة تيغراي). وهذا الطريق هو الطريق البري الوحيد القابل للاستخدام للوصول إلى تيغراي، حيث تفيد تقديرات الأممالمتحدة بأن مئات آلاف الأشخاص يعيشون في ظل ظروف أشبه بالمجاعة. وأفاد أوتشا "دخل ما مجموعه 1339 شاحنة إلى منطقة تيغراي من سيميرا منذ 12 يوليو، ما يُشكّل نحو 9 % من الإمدادات المطلوبة لتلبية الحجم الواسع للمساعدة الإنسانية اللازمة في تيغراي". وأضاف أنه رغم تمكن عمّال الإغاثة من نقل إمدادات طبية ضرورية إلى تيغراي، إلّا أنها أقلّ بكثير ممّا يجب أن تكون عليه بحيث يلجأ سكان المنطقة إلى استخدام ملاءات الأسرّة مثلًا لصنع الشاش. وتابع مكتب أوتشا أن سوء التغذية لا يزال يتزايد في منطقة تيغراي إذ شُخّصت إصابة 6,4 % من الأطفال بسوء تغذية حادّ بين الأول والسابع من شباط / فبراير، محذّرًا من أن الإمدادات المستخدمة لعلاج مثل هذه الحالات "استنفدت تمامًا أو بالكامل تقريبًا". وأعلن برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي أن نحو 40 % من سكان تيغراي يعانون من "نقص حادّ في الغذاء" وأن المنظمات الإنسانية الدولية غير الحكومية قد استنفدت مخزونها من الوقود مما اضطرها إلى "تسليم الإمدادات والخدمات الإنسانية القليلة المتبقية سيرًا". وأرغم القتال المستمر في عفر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم مما فاقم الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بحسب أوتشا.