تبقى مصانع عملاقة الكيميائيات في العالم، شركة سابك في أوروبا بمنأى عن مخاوف شح الغاز في أوروبا من انقطاع الإمدادات الروسية في حال تصعيد الصراع الروسي مع الغرب، حيث تبرهن الأزمة بعد النظر لقيادة سابك والتي نجحت بصفقات الغاز الصخري الأمريكي لمشاريعها الأوروبية وفق عقود طويلة الأجل تصل 20 عاماً معززة استقرار واستدامة أعمالها وقوة تنافسيتها في أوروبا في الوقت الذي كانت الشركات الأوروبية تفضل الشراء الفوري للغاز والذي لن يتوافر في حال تصعيد الأزمة مما أجج المخاوف بشأن شح الغاز المتوقع. ويتلقى مجمع تيسايد للبتروكيميائيات في بريطانيا المملوك لسابك إمدادات الغاز الصخري الأمريكي حيث نفذت الشركة مشروع تكسير الغاز تضمن تطوير المصنع القائم والجانب اللوجستي وإنشاء مفاعل جديد للإيثان حيث استهدفت الخطة إنجاز أول عملية تكسير للإيثان حيث حقق مشروع تكسير الغاز في تيسايد تقدماً كبيراً في ضخ الإيثان النقي لتغذية أفران وحدة الأوليفينات السادسة بأمان، وأعلنت إدارة المشاريع العالمية بقطاع الشؤون الهندسية وإدارة المشاريع أن وحدة التكسير أثبتت قدرتها على تقديم معدل تغذية مطرد مع تحقيق زيادة تدريجية. في وقت عززت سابك اتفاقيات استخدام إمدادات الغاز الصخري من الولاياتالمتحدة لدعم مجمع تيسايد الذي يعد الأول لاستخدام الغاز الصخري المستورد من المكامن الأمريكية بخليج المكسيك لتلبية احتياجات الشركة بالكامل للأعوام العشرة المقبلة ويمكن تجديده بعد فترة العشر سنوات. بلك نجحت "سابك" بربط أهم قارتين تجاريتين في العالم أوروبا وأمريكا الشمالية بإمدادات الغاز الصخري معززة مركزها التنافسي في أوروبا من حيث انسيابية المواد اللقيم بأقل التكاليف، حيث تركز "سابك" على أصولها الأوروبية وتعتبرها المنطقة المحركة الأهم للنمو والابتكار حيث إن 80 ٪ من جميع التطورات الجديدة للمنتجات تأتي من أوروبا، الأمر الذي يعزز قدرة الشركة التنافسية الهيكلية من خلال برنامج إعادة تنظيم أعمال سابك في أوروبا، الذي يهدف إلى تحسين الأداء المالي والتشغيلي ليصل لأعلى المستويات. إلى ذلك تدرس الولاياتالمتحدة وأوروبا طرقاً لتقليل شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى دول في آسيا، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والهند، على أمل توجيه الوفورات وتوريد المزيد من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا ومخاوف العمل العسكري وانعكاساتها على شح الغاز في أوروبا ونذير أزمة طاقة. وتعتمد أوروبا في الوقت الحاضر، على الغاز الطبيعي الروسي بنسبة 40 ٪ في ظل هذه الظروف، من المرجح أن تنشأ أزمة طاقة في أوروبا بمجرد أن تخفض روسيا إمداداتها من الأسلحة. تجري الولاياتالمتحدة وأوروبا محادثات مع الدول الآسيوية من أجل إحباط الأزمة. ووفقًا لمصادر الصناعة، فإن العديد من ناقلات الغاز الطبيعي المسال قد انحرفت بالفعل نحو أوروبا في ديسمبر ويناير، ووصلت واردات اليابان من الغاز الطبيعي المسال لشهر يناير بالفعل إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2011. في وقت، تؤثر التوترات بين روسيا وأوكرانيا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى شرق آسيا. كما يناقش البيت الأبيض الأمر مع دول منتجة للغاز الطبيعي مثل قطر ونيجيريا ومصر وليبيا. بالإضافة إلى ذلك، تجري نفس المحادثات بين البيت الأبيض وشركات النفط الكبرى مثل شيفرون وإكسون موبيل. من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، يوم الخميس: "حتى الآن لم تتعرض أوروبا حقًا إلى اضطرابات كبيرة من روسيا حتى في الأوقات الجيوسياسية المضطربة للغاية". وأضاف: مع ذلك، إذا كانت هناك "اضطرابات بسبب العقوبات أو غير ذلك بالطبع، فسوف نتدخل للحفاظ على إمدادات أوروبا". وقال: إن أحد خيارات إيصال المزيد من إمدادات الغاز إلى أوروبا قد يكون إعادة توجيه شحنات الغاز الطبيعي المسال من آسيا إلى أوروبا. وتتحدث الولاياتالمتحدة وأوروبا مع مستوردي الغاز الطبيعي المسال الرئيسين في آسيا، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والهند وحتى الصين، من أجل إرسال بعض إمدادات الغاز إلى أوروبا في حالة تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية إلى صراع. كما تجري الإدارة الأمريكية محادثات مع شركات الطاقة والدول الرئيسة المنتجة للغاز على مستوى العالم حول إمكانية إمداد أوروبا بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي في حالة انقطاع الشحنات الروسية. وقالت أستراليا المصدر الرئيس للغاز الطبيعي المسال الأسبوع الماضي: إنها مستعدة لشحن شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا "لدعم أصدقائها وحلفائها"، بينما أبدت قطر استعدادها لتحويل بعض الشحنات إذا فرض الاتحاد الأوروبي قيوداً على إعادة بيع شحنات الغاز خارج الاتحاد الأوروبي. وقال مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون يوم الأربعاء: "لا تزال هناك طاقة فائضة يمكن استخدامها لتلقي إمدادات غاز إضافية، لا سيما من خلال محطات الغاز الطبيعي المسال". وأضاف: "وبالتالي، نعتقد أن مخزون الغاز المتاح في الاتحاد الأوروبي وشبكتنا الجيدة من محطات الغاز الطبيعي المسال ستحمينا من مشكلات الأمن الرئيسة في الإمداد". ومع ذلك، يقول المحللون: إنه لا يوجد ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم ليحل محل الكمية الكبيرة من الغاز الروسي بشكل كامل في أسوأ السيناريوهات، والتي تمثل أكثر من ثلث إمدادات الغاز في أوروبا.