التاريخ القريب، والحاضر المُعيش، يخبرنا حقيقةً بأن الأيديولوجية "الخُمينية" -وأدواتها الإرهابية- هم أعظم وأوفى من خدم "الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر" بحسب تسمية "الخُميني"، وبأن "جماعة الحوثي" الإرهابية أعظم من ظلم وخان ودمر "اليمن واليمنيين" وأوفى من خدم الصهاينة والصهيونيين الاستخفاف بعقول الشعوب -عبر رفع الشعارات العاطفية وإطلاق الوعود المُضللة- سياسة متجددة تتبناها القيادات السياسية الضعيفة فكرياً والمُنحرفة أخلاقياً، وتعمل بها النُظم السياسية المُتطرفة والمُؤدلجة والمُنحرفة سلوكياً وفكرياً وثقافياً وأمنياً. وتحت هذه الشعارات العاطفية والوعود المُضللة يُمَارس الاستبداد بأشد أنواعه تطرفاً وعنصرية، ويصبح الظلم والجور منهجاً للإدارة السياسية والأمنية، ويُقضى على كل الطروحات المخالفة والآراء المعارضة، وتستأثر القيادات السياسية المسيطرة والمتطرفة بالموارد المالية والمادية، ويقسَّم المجتمع على أسس عرقية وطائفية ومذهبية وأيديولوجية، وتوجه السياسات والقدرات والموارد الوطنية والقومية لخدمة الأيديولوجية المتطرفة والعنصرية التي تبنتها القيادة السياسية المنحرفة سلوكياً وأخلاقياً وفكرياً. نعم، وباختصار شديد، هذه هي سياسات ومنهجيات وسلوكيات جميع أصحاب الشعارات العاطفية والوعود المُضللة من النُظم السياسية المُتطرفة ايديولوجياً وفكرياً وسلوكياً كما رأينا بالماضي القريب في فاشية موسوليني إيطاليا، ونازية هتلر ألمانيا، أو كما نرى في وقتنا الحاضر في عنصرية الصهيونية البغيضة، وأيديولوجية "الخُميني" الطائفية والعنصرية. نعم، إن جميع هذه الأيديولوجيات المتطرفة تسعى لتحقيق أهدافها المنحرفة، وتعمل للوصول لغاياتها الهدامة، من خلال رفع الشعارات العاطفية وإطلاق الوعود المُضللة سعياً منها لكسب تأييد تلك الشعوب المؤمنة فعلاً بالقضايا التي تضمنتها الشعارات، ولتصفية جميع الأصوات المعارضة بدعوى أنها أصوات تخون الوطن وقضاياه الرئيسية التي تضمنتها تلك الشعارات المرفوعة. إنها مؤامرة سياسية على الشعوب والأوطان مارستها وتمارسها تلك القيادات السياسية المتطرفة حتى تتمكن من السلطة، وبعد ذلك تتفرغ تماماً لتنفيذ أهدافها الأيديولوجية المتطرفة والهدامة والتخريبية على جميع المستويات وفي كل المجالات، ومن الأمثلة التي يضرب بها للاستدلال بمصداقية هذه المؤامرات السياسية القائمة، ما تمارسه وتقوم به الأيديولوجية "الخُمينية" من تدمير وتخريب وإرهاب في المنطقة عموماً، وتجاه الأمتين العربية والإسلامية خصوصاً. نعم، الأيديولوجية "الخُمينية" مثالٌ قائمٌ على مدى التطرف الفكري والعنصرية الطائفية والانحرافات الفكرية التي أضرَّت كثيراً وأثرت تأثيراً عظيماً على أمن المنطقة وسلامة المجتمعات واستقرار الأوطان. لقد انطلق تواجد وتمدد هذه الأيديولوجية "الخُمينية" الهدامة من شعارات عاطفية وظفت خلالها الوطنية لكسب الإيرانيين في الداخل، ووظفت الإسلام كدين والمواقع والأماكن والمشاعر الإسلامية لكسب تعاطف الشعوب الإسلامية بمختلف توجهاتها المذهبية والفكرية، وقد مكَّنها ذلك من تحقيق نجاحات سياسية كبيرة في الداخل، وتمدد أيديولوجي بالإقليم، وفي بعض المناطق العربية. لقد رفع "الخُميني" صوته عالياً -بعد أن استولى على السلطة في طهران- بشعار رئيسي مشبع بالتضليل السياسي وبالعاطفة الوطنية والإسلامية وهو محاربة "الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر" حيث يشير بذلك لإعلان الحرب على الولاياتالمتحدةالأمريكية وإجبارها على الخروج من المنطقة -وهو يعلم استحالة ذلك-، وإعلان الحرب الوجودية على إسرائيل لتحرير فلسطين التاريخية وهو يعلم أنه كاذبٌ أفاكٌ مُضلٌ للإسلام والمسلمين. لقد مثَّل هذا الشعار العاطفي والمُضلل البدايات الحقيقية لانطلاق الأعمال التدميرية والتخريبية التي تقودها وتمثلها الأيديولوجية "الخُمينية" في المنطقة وتجاه المناطق العربية بدون استثناء. فمن خلال تسمية وتشبيه الولاياتالمتحدةالأمريكية ب"الشيطان الأكبر"، تمكنت الأيديولوجية "الخُمينية" من استعطاف الشعوب العربية والإسلامية الغاضبة من سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية ودعمها غير المحدود لإسرائيل خاصة بعد استيلاء إسرائيل على أجزاء كبيرة من الأراضي العربية -بما فيها مدينة القدس- بحرب 1967م. ومن خلال تسمية وتشبيه إسرائيل ب"الشيطان الأصغر"، تمكنت الأيديولوجية "الخُمينية" من استعطاف الشعوب العربية والإسلامية المُعادية لإسرائيل والمُتطلعة لتحرير القدس وباقي الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها إسرائيل. نعم لقد أيقنت الأيديولوجية "الخُمينية" أنها بهذا الشعار العاطفي والمُضلل "الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر" تستطيع النفاذ للمجتمعات العربية والإسلامية، وتستطيع تحييد جميع المعارضين لتوجهاتها الفكرية والثقافية في كل مكان، وتستطيع تحقيق أهدافها وغاياتها الباطنية التي تؤمن بها وتتبناها. وبالفعل، فبعد أن تمكنت الأيديولوجية "الخُمينية" من كسب تعاطف الشعوب العربية والإسلامية المتطلعة للتحرر من الاستعمار والمستعمرين من خلال شعار "الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر"، بدأت هذه الأيديولوجية "الخُمينية" تعمل على تحقيق أهدافها الهدامة وغاياتها التخريبية من خلال نشر أفكارها وتوجهاتها الطائفية والمذهبية والعنصرية لتقسيم الشعوب والمجتمعات، وبالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بدعمها وتمويلها للعناصر والعملاء التابعين لها سياسياً وفكرياً وطائفياً، وبسعيها المستمر لزعزعة أمن وسلامة واستقرار المجتمعات العربية من خلال تأسيسها ودعمها وتمويلها للأحزاب والتنظيمات والجماعات المتطرفة والارهابية المنتشرة في المنطقة. وعاماً بعد عام، تمكنت هذه الأيديولوجية "الخُمينية" من زعزعة أمن وسلامة واستقرار عدد من المجتمعات العربية من خلال أدواتها التدميرية ومن ذلك "حزب الله" الإرهابي في لبنان، و"جماعة الحوثي" الإرهابية في اليمن، والأحزاب والميليشيات الطائفية والمذهبية والعنصرية في العراق وسورية، والأحزاب والعُملاء والمرتزقة والعناصر المتطرفة التي تمارس العنف والإرهاب في بعض المجتمعات العربية والإقليمية. لقد استطاعت الأيديولوجية "الخُمينية" -وأدواتها الإرهابية المنتشرة في المنطقة- من خلال توظيفها لشعار "الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر" أن تقدم أجل وأعظم الخدمات للصهيونية العالمية ولجميع أعداء الأمتين العربية والإسلامية من القوى الاستعمارية وذلك من خلال سياساتها وأدواتها الإرهابية التي تمكنت من تدمير وتقسيم وإرهاب بعض المجتمعات العربية في لبنان واليمن والعراق وسورية، وسعيها المستمر لإشغال واستنزاف السياسات والموارد والطاقات العربية بهدف إضعافها أمام أعداء الأمتين العربية والإسلامية. نعم، لقد عملت الأيديولوجية "الخُمينية" على مدى ثلاثة وأربعين عاماً على استغلال القضايا الإسلامية -قضية فلسطين- لكسب تأييد الشعوب العربية والإسلامية -وقد حدث ذلك فعلاً-، إلا أنها أعظم من خان ويخون تلك القضية الإسلامية العزيزة -القضية الفلسطينية- على مدى تلك العقود والأعوام العديدة. وفي الختام من الأهمية القول بأن التاريخ القريب، والحاضر المُعيش، يخبرنا حقيقةً بأن الأيديولوجية "الخُمينية" -وأدواتها الإرهابية- هم أعظم وأوفى من خدم "الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر" بحسب تسمية "الخُميني"، وبأن "جماعة الحوثي" الإرهابية أعظم من ظلم وخان ودمر "اليمن واليمنيين" وأوفى من خدم الصهاينة والصهيونيين، وبأن "حزب الله" الإرهابي أعظم من أرهب وظلم وخان "لبنان واللبنانيين" وأعظم وأوفى من خدم الصهاينة والصفويين العنصريين، وبأن الأحزاب والميليشيات المتطرفة والطائفية والمذهبية في العراق وسورية أعظم وأوفى من خدم الصهاينة والصفويين ومخططاتهم التدميرية التي تستهدف الأمتين العربية والإسلامية.