تمكن فريق طبي متخصص بمستشفى د. سليمان الحبيب بالتخصصي من إجراء عملية قسطرة ناجحة أنقذت - بفضل الله - رجلاً «ثلاثيني» من بتر القدم ، مصاب بتسمم الدم، وجلطة وتضيق، سببا انسداد شبه كامل للشريان الحرقفي الأيسر. وقال د. وسام الحجيلي استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية، رئيس الفريق الطبي المعالج، أن المريض راجع قسم الطوراىء بالمستشفى مشتكياً من ألم في الطرفين السفليين وخاصة الأيسر، مع صعوبة في المشي، وشعور بالخدر على طول الساق، ثم تزايدت الأعراض بظهور تورم في الطرف السفلي الأيسر، إضافة إلى ضيق التنفس وآلام في الصدر. وأضاف أن التقييم المبدئي بيّن وجود تدهور في العلامات الحيوية، الأمر الذي استوجب تقديم الإسعافات الأولية، وبالتوازي مع ذلك تم إجراء الفحوصات المخبرية بإلاضافة إلى تصوير الأوعية الدموية للأطراف السفلية خاصة اليسرى بالأمواج فوق الصوتية، فأظهرت الفحوصات المخبرية ارتفاعاً شديداً في مشعرات الالتهاب، وأظهر تصوير الأوعية وجود خثرة ضمن الشريان الحرقفي العام، الذي يؤمن التروية الدموية للطرف، إضافة إلى إصابته بتسمم الدم «إنتان منتشر»، مشيراً إلى أن هذه الحالة تتطلب التدخل الطبي العاجل، ذلك لأن الخثرة المانعة لتروية الطرف السفلي في حال عدم إزالتها في الوقت المناسب ستؤدي لا محالة إلى بتر الطرف. وتابع د. الحجيلي قائلاً، تم تحويل المريض إلى قسم العناية المركزة مع البدء بإعطاء مضادات التخثر، والمضادات الحيوية للسيطرة على الالتهاب والإنتان، وفي الأثناء تم إجراء أشعة مقطعية مع حقن المادة الظليلة لتاكيد وجود الخثرة وتحديد الحجم بدقة. بعدها تم استدعاء فريقي جراحة الأوعية والقسطرة القلبية، وبعد دراسة الحالة خلصوا إلى أن أنسب خيار علاجي لحالة المريض، التدخل عبر القسطرة، وسحب الخثرة وتوسيع الشريان بتقنية البالون، وزراعة دعامة مخصصة للشرايين المحيطية ضمن الشريان الحرقفي العام وذلك لمعالجة الانسداد المزمن الموجود تحت الخثرة، وقد تمت ولله الحمد استعادة الجريان الدموي بشكل طبيعي للطرف السفلي، وبدء زوال الأعراض العصبية من الخدر والنمل بشكل فوري بعد انتهاء العملية، التي أجريت تحت التخدير الموضعي، واستمرت نحو ساعة ونصف الساعة. وبعد إنهاء البرنامج العلاجي للسيطرة على الالتهابات بالمضادات الحيوية، غادر المريض المستشفى مشياً على قدميه دون أية مساعدة، وهو بحالة صحية جيدة جداً، ودون أية آلام على مستوى الساق.