إنه وطن ليس كالأوطان، ميزه الله سبحانه وتعالى بالعديد من المميزات، ومن أهمها دعوة إبراهيم عليه السلام له في القرآن الكريم بالأمن والرخاء. على أرضه ظهرت اللغة العربية بشقيها المحكي والمكتوب، وعلى أرضه ظهر الإسلام، وعلى أرضه كانت دولة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين. ومنذ عام 40ه حتى (1139ه) 22 فبراير 1727م كان يعاني من انعدام الوحدة السياسية، ومن عدم وجود الدولة القوية القادرة على توحيده، كان يعاني ضروب الجهل، والفقر، وانعدام الأمن، حتى قيض الله له قيام الدولة السعودية المباركة على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود رحمه الله. هنا تغير اتجاه البوصلة نحو الاستقرار، والعلم، والأمن. أصبحت الأماكن المقدسة في أمن وأمان، يأتي ضيوف الرحمن لها في أمن وطمأنينة، فلا ذاهب مفقود، ولا عائد مولود. وهو ما نراه اليوم يتكرر من عناية ولاة أمر المملكة العربية السعودية - حفظهم الله - بكل هذه الجوانب. إن ما نعيشه اليوم من رخاء واستقرار وتطور - ولله الحمد - راجع بعد توفيق الله لنعمة الوطن الذي ننتمي له، ولنعمة القيادة الرشيدة التي أسست هذا الوطن منذ العام 1139ه. لكل هذا يستحق ميلاد هذا الوطن في يوم التأسيس أن يكون يوماً نستذكر فيه نعمة الميلاد وانعكاساتها الإيجابية عليه، وأن يكون إجازة وطنية. لذلك جاء الأمر السامي الكريم القاضي بأن يكون يوم "22 فبراير" من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم "يوم التأسيس" مؤكداً على الرؤية العميقة للقيادة الحكيمة -حفظها الله- في التأكيد على الجذور التاريخية الراسخة للمملكة العربية السعودية وإبراز الروابط الاستثنائية والوجدانية العميقة ما بين الوطن والمواطن، حيث يمتد ذلك لقرون منذ بداية الدولة الأولى وحتى العهد الحاضر الزاهر. فأصبح واضحاً أمام الأجيال الجديدة حقيقة في غاية الأهمية وهي أن تأريخ وطنهم المجيد يمتد لثلاثة قرون متجاوزاً الحدود الزمانية لكثير من دول العالم اليوم. هذه الحقيقة مع إبراز "مكتسبات التأسيس والوحدة الوطنية" لا بد أن تكون من أهم أولويات المؤسسات التربوية المختلفة في إبرازها لأبنائها وبناتها لتكون لبنة جديدة في سلم تعزيز الانتماء الوطني والفخر بهذه البلاد المباركة وقادتها وتاريخها.