في زمن مضى انتشرت العيارة أو اللقب الساخر بين أفراد المجتمع والبعض منها مُحرج، فإحدى الزميلات تشتكي أن هناك عيارة لإحدى خالاتها، ومازالت هذه الخالة بعد سنوات وإلى الآن تُنادى بها والسبب كانت في طفولتها، لعذوبة أحاديثها سمّاها والدها بهذ الاسم، لكنها حينما كبرت وجدت إحراجاً كبير حيث البعض يراها غير لائقة. هناك الكثير من الألقاب الساخرة التي قد تجعل صاحبها انطوائياً بسبب هذه العيارة. لقد آن الأوان لمحو هذه العادة أو الظاهرة وخصوصاً أجيالنا الجديدة لا بد أن نناديهم بأسمائهم ونبتعد كل البعد عن السخرية والهمز واللمز، لابد أن نكون أكثر وعياً ولا نُكثر من هذه العيارات والألقاب الساخرة. كثير ممن أقابلهم حينما نتطرق لموضوع (العيارة) يتأزمون، بل ورأيت أطفالاً يناديهم أهلهم ب(العيارة)، ينكسر قلبي لأنني أرى ملامحه تتغير حينما تُناديه والدته أو أخته بلقب ساخر لا يحبه. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَحَسِّنُوا أَسْمَاءَكُمْ). هناك ألقاب ساخرة تستمر مع البعض سنين طويلة. حقيقة ظاهرة لابد وأن تندثر، لابد أن يرفض الشخص هذه العيارة، ويأخذ موقفاً يطلب فيه من الجميع مناداته باسمه، الذي اختاره أهله، هذه من ضمن الحلول لاندثار هذه الظاهرة القبيحة. ما أجمل أن يكون اللقب جميلاً، مثلاً هناك رجُل كان يُناديه أهله بالرئيس لمحبتهم له وكبر وكبر معه هذا اللقب الجميل، وهُناك طفلة أطلق عليها أهلها ابنة المطر، ألقاب جميلة بعيدة عن (العيارة والسخرية). لذا كُفّوا عن إيذاء أبنائكم وأفراد مجتمعكم. انظروا، هنا حديث نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأخرج البخاري عن المعرور قال: لقيت أبا ذر بالرَّبَذَة وعليه حُلَّةٌ، وعلى غلامه حلَّة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببتُ رجلاً فعَيَّرْتُهُ بأُمِّه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر، أَعَيَّرْته بأُمِّه؟ إنك امرؤٌ فيك جاهلية، إخوانكم خَوَلُكُم، جعلهم الله تحتَ أيديكم، فمَن كان أخوه تحتَ يده فليطعِمْه ممَّا يأكل، وليُلْبسه ممَّا يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفْتموهم فأعينوهم). من الجهل وقلة الوعي انتشار العيارة، ويا حبذا نسعى لترسيخ التطور المعرفي والثقافي في محيطنا لنمحو أي مسلك غير حضاري.