نُعرّف الهوية ببساطة أو العلامة التجارية (بالإنجليزية: Brand)، على أنها مجموعة من الأفكار والمشاعر التي تأتي في ذهن الجمهور عندما يسمع اسم مدينة أو علامة تجارية، أو هي وعد بتجربة فريدة تتميز غالباً بشيء لن تجده في غيرها. ونلاحظ دائماً على سبيل المثال في الحملات الإعلانية على القنوات الفضائية واللوحات الإعلانية المنشورات الخاصة بالترويج للمدن العالمية في حملاتها للترحيب بالزوار والسياح من مختلف البقاع؛ بهدف المحافظة على مكانتها وصورتها في ذهن الجمهور واستقطاب المزيد منهم في نفس الوقت. وعندما تهم بالبحث عن أي معلومة متعلقة ببلد أو مدينة ما ستجد أن أول نتائج البحث عبارة عن صور لأبرز الأماكن والمباني المعمارية لتلك المدن فما السبب وراء هذا؟ إنها قوة وقيمة الهوية المعمارية للأماكن والأزمنة.. فعندما تذكر مدينة مثل سيدني، ستجد أن أول ما يتبادر إلى ذهنك حولها في أغلب الأحوال دار الأوبرا المعلم الأبرز والأميز بها. وكلما زادت المنافسة في الأسواق كلما زادت الحاجة إلى إبراز المدن والتسويق لها، لتصل لمعظم العالم، من هنا كان لمواسم السعودية التي انطلقت قبل عامين دور بارز في التسويق الحديث والناعم للمملكة باعتبارها بلداً متنوعاً يقدم للسياح تجربة فريدة ومذهلة. وفي هذا السياق يحضر موسم الرياض ليضيف قيمة جمالية أخرى لمدينة الرياض، ويقدم العاصمة كوجهة سياحية بارزة في هذا السوق الذي يشهد تنافساً بين مختلف المدن العالمية، وهنا تكمن أهمية صناعة هوية مستدامة لمدننا بما يتماشى مع تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. إبراز هوية المدن يمكن أن يكون عبر إبراز هندسة مبانيها المعمارية وأماكنها التاريخية وما تمتاز به من فنون بصرية ومعالم جغرافية، لتشكل في مجملها ذاكرة رومانسية لدى الزائرين يستشعرون من خلالها روح المكان وعبق الزمان. وخلال العقود الماضية اشتهرت العديد من المباني في مدينة الرياض لتشكل هوية المدينة التي امتازت بنسق العمارة السلمانية كما الحال مع منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي وقصر طويق وتتمدد هوية المدينة لتمزج بجانب تلك العمارة، نفساً حداثياً يجاري كبريات المدن العالمية كما الحال مع برج الفيصلية والمملكة والمركز المالي وغيرها. أخيراً ربما تجدر الإشارة إلى أهمية حضور هذا الجانب خلال رحلة التطوير في المشاريع الجديدة لمدينة الرياض لتحتفظ بهويتها العمرانية، وتضيف المزيد من المباني المعمارية ذات الطراز السلماني في نواحيها الحديثة.