الحمد لله وحده، ولا راد لقضائه وقدره، (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ)، إن الموت حقيقة أزلية نعايشها كل يوم، فكل يوم نودع راحلاً ونعزي في فقيد ونرى الموت يقتاده، إلا أن فقدان الأحباب من الأقارب والمعارف والأصدقاء يجعل للموت وقعاً مؤلماً وحدثاً مذهلاً، ويبقى لفترات طويلة. في ظهيرة يوم الجمعة الموافق 4 يناير 2022 تلقيت خبر وفاة أستاذي ومعلمي القدوة الوالد عبدالله بن مبارك المرضي، الذي كان ممن يملكون النبل في الخلق، والسعة في الأفق، والسيرة الواضحة، والسريرة الطيبة، والمعشر الحسن. عرفته منذ كنت طالباً عنده بالمرحلة المتوسطة، ثم زميلاً بعد أن أصبح مديراً للتعليم، إلى أن طلب التنحي عن ذاك المنصب والعودة إلى عشقه في تعليم الآخرين، حتى إحالته للتقاعد، كان يشدني خلال تلك السنوات تواضعه الجم مع الكبير والصغير، وحرارة المشاعر التي كان يبديها للآخرين، وشديد اللطف مع الناس كأنما هو مسكون بحبهم والاستماع إليهم والتحدث معهم، ولديه فصاحة في اللسان، وسلامة في اللغة عندما يسوق استشهادات ومعلومات مع ابتسامة تطل من شفتيه بما يسوقه من تضمينات مرحة يطلقها دائما بشكل عفوي، فضلا عن حبه للدعابة وروح النكتة، ومحافظته على الوداعة حتى في أضيق المواقف والتجاذب وهي من السمات التي حاولت أن أجاريه فيها ولم أستطع. إنني أكتب تلك الأسطر وأنا متأكد أن السطور مع لحظات الخبر الذي وقع على شخصي كالصاعقة سيفقدني القدرة على التعبير، وستضيق بالحديث عنه وعن خلقه وتواضعه بل كيف لقلمي أن يرثي إنساناً بحجم عبد الله المرضي وأنا أحد المكلومين في فقده، والمُعزى في وفاته فمشاعر الحزن والأسى تجعلني لا أستطيع أن أعبر عن أحاسيسي تجاه مصابنا الذي حل بنا ظهيرة الجمعة. رحمك الله أبا مبارك وجعل روحك في عليين، وجبر الله مصيبة أولادك وإخوانك الفضلاء، وبناتك وأخواتك وزوجتك وجميع أسرة آل مرضي في وادي الدواسر والرياض. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). مبارك بن عوض الدوسري