من يبذر في كل من حوله سلوكيات الإيجابية والسعادة والنماء بطرق التأثير وليس بطرق التدريب بطرق لا منطوق ولا مكتوب إنما محسوس فقط محسوس من نمط القيادي الفذ بأخلاقه واحترامه للقريب والبعيد للصاحب والغريب محسوس من نمط تمسكه بالدين والمبادئ القيمة إشعاع آرائه وخطاه فيها الحكمة مصبوغة بالأناة يرضى لغيره مثل ما يرضى لنفسه القدوة الحقيقية هو من لا يرضى من كائن من كان أن يقلل من شخصيته أو شخصية من حوله أو من جعله الله تحت ولايته أو كل من لا يستطيع الدفاع عن نفسه القدوة الحقيقية من يضبط فلتات لسانه وقل في وقتنا هذا إلا من رحم ربي أي لا ينطق بكل سلبي ولا حرف تجاه أي شخص لأنه ليس من حقه أن يخوض يميناً وشمالاً في ما لا يعنيه بل يحتم على القدوة الحقيقية أن يرشد وينصح بالتي هي أحسن وبالأسلوب الإيجابي فقط ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة كما قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) فالرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لكل مسلم بل قدوة حتى لغير المسلمين في تعامله وصبره على الأذى حتى أصبح أعداؤه مسلمين بل ومن الصحابة رضي الله عنهم ومن المقربين له فالرسول هو الشخصية والقدوة المثالي الحقيقية لكل من أراد أن يكون قدوةً مثالياً ولعل هذا المقال يقودنا لتعرف أكثر والقراءة أكثر حول سيرته صلى الله عليه وسلم كما لنا في أصحابه والسلف رضي الله عنهم قدوة فلنا كذلك في أجدادنا عبر وحكمة فمن المقولات التي أعجبتني وفيها من الشجاعة والحكمة والثقة بالنفس كإحدى المقولات للمؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عندما قال إني جعلت سنتي ومبدئي ألا أبدأ بالعدوان بل أصبر عليه وأطيل الصبر على من بدأني بالعداء وأدفع بالحسنى ما وجدت لها مكاناً، وأتمادى في الصبر حتى يرميني القريب والبعيد بالجبن والخوف حتى إذا لم يبقَ للصبر مكان ضربت ضربتي وكانت القاضية، فهذه المقولة تجسد روح القدوة أن عليه أن يتحلى بسعة البال وطول الصبر فحين يلزم الأمر ويطفح الكيل يبرز ما يثبت قوته ويرد كرامته ويعزز ثقته بنفسه فالقدوة ليس بالكلام فقط بل بالفعل أيضاً فالفعل هو الناتج الحقيقي والفحص المختبري لتحليل شخصيتك وثقتك بنفسك وتدوين خطواتك فلولا الاختبار الدنيوي ما عرفت أصحاب الهمم والقدوات فالقدوة الحقيقي مهم جداً لكل إنسان فلكل إنسان قدوة حتى ولو لم يستقصد أن يكون له قدوة بمعنى حتى لو لم يشعر بأنه يقتدي بأحد ولكنه في الحقيقة لا يوجد أحد من دون قدوة ولمن يقتدي به أثر عليه في تعامله وسلوكياته وتصرفاته كبيرها وصغيرها بل حتى في نطقه لبعض الكلمات فهذا شيء من واقع تجربة نظرته وعايشته فمثل ما يقال لكل إنسان نصيب من اسمه فأنا اقول لكل إنسان نصيب من قدوته فلولا القدوات العظيمة لأصبح العالم من دون قدوات فالقدوة أنواع ومستويات قدوة في العلم وقدوة في الدين وقدوة في السياسة وقدوة في التجارة وقدوة في التمسك بالمبادئ وقدوة على مستوى جماعة وقدوة على مستوى قبيلة أو مجتمع وقدوة على مستوى العالم وخيرهم من جمع هؤلاء كلهم حتى يصبح القدوة المثالية. ففي نهاية هذا المقال ليس الهدف من ما كتبت هو إظهار اسمي وسرد الكلام الذي لا فائدة له بل هدفي توعية وتذكير المجتمع بأهمية التركيز على الشخصية الكفء التي تستحق أن نجعلها لنا ولأبنائنا قدوة حقيقية خاصة في هذا الزمن إن لم نجعل لأبنائنا قدوة مثالية متميزة وإلا أصبحوا جريرةً وراء أهل التفاهات الساذجين ومع مرور الزمن سيصبح هؤلاء هم الأهم بالنسبة لهم وهم قدوتهم وما يفعلونه سيفعله أتباعهم من الشباب والشابات وهذه خسارة تحتم علينا جميعاً الانتباه لها، فمجتمع لا يخرج من أصلابه أجيالاً تقتدي بأهل الهمم والدين والمروءة والمبادئ القيمة لا خير فيه وسيسقط في نموه وازدهاره.