تعودنا أن نكتب الأفكار في نقاط معينة بقصد حبسها وإيقاف حركة تبخرها وضياعها، أو تعدي عدوها النسيان عليها لتفر هاربة إلى عقل آخر. إن كتابة الأفكار شهادة منا بأننا لسنا تحت ضغط الفكرة الناقرة أو تلك القافزة على المشاعر والمتبخترة بتبجح... وأننا نملك السيطرة والقوامة عليها بكل تفاصيلها تطويع وتطوير لها لا إكراه ومنازعة، كما يعد إجراء الكتابة نقلاً للفكرة من مستواها الفكري إلى حيز التنفيذ.. تخيل بمجرد كتابتها أصبحت في خانة الفعل وكل ما عليك هو تسديدها نحو الهدف! إذاً ما دام الأمر بهذه السهولة ما الذي يمنعنا من أن نحقق أهدافنا (ليه ما نهدف؟!). أين يكمن الخلل؟ سؤال آخر يطرحه من يتبع خطوات تحقيق الأهداف ومن يحرص على رسمها في خرائطه الذهنية حسب توصيات "توني بوزان"، وربما يصاب بالإحباط متبعو منهج الأهداف الذكية أو S.M.A.R.T Goals عندما تتداخل حساباتهم وتصعب معها قياساتهم المنطقية ما بين واقعية الهدف وقابليته للتحقق وما بين سيف الزمن وحدود الهدف... كل هذه القياسات تبوء بالفشل، وتستحيل عندما لا نعي قانوناً كونياً أوجده الخالق -عز وجل- ضمن قوانين الحياة لكافة البشر، سل تعطَ في قوله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) فقط اطلب واستعد للتلقي لأنه سيجيب. إن أمعنت النظر وصدقت القول ستعي أن المشكلة تكمن في تشكيك بالإجابة تراه بعيداً ويستحيل! وهذه ليست دعوة خيالية لأن تطلب ما ليس في إمكاناتك وقدراتك ولا حتى في حيز ودائرة اهتماماتك لمجرد أن الكل يطلب هذا.. إيمانك ويقينك بالإجابة أحد أهم أسباب التحقيق ومشاعرك المبتهجة وروحك المتفائلة دليل على استشعارك بثقتك في طلبك وبمن تطلبه.. خطواتك وعملك باتجاه الهدف تأكيد على استعدادك واستحقاقك للتلقي، إن أغلب الأهداف والأمنيات تظل وتبتعد لأننا لا نعطيها هذه المشاعر، نعجز عن تغذيتها بشكل سليم فإما نحن متعلقون وراغبون لدرجة أن كل لحظات السعادة مؤجلة لما بعد تحقيق الهدف، أو انتظار تحقق الأمنية المثقل كاهلها بالشروط وتحديد الكيفية برسم خارطة الطريق وتضيق الخيارات والاتجاهات، أو أنّا نتمتع بالسلبية ونكسر معهم مجاديفنا! فأبسط الأشياء تجد من يعظمها عليك ويثنيك لتحيد عنها.. ولكن انظر في المقابل للنوايا ستجد أنها كثيراً ما تتحقق وبكل يسر وسهولة "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" هذه هي الفكرة بكل بساطة إذا نويت تهيأت لك ظروف التحقيق وبقي أن تعمل بيقين ودع الكيفية لله هو وليها ومولاها.