عند رؤية السحاب وانتظار الغيث، وتتبع أماكن نزوله، تقرأ في كل الوجوه حولك مشاعر الفرحة والسعادة تجدها مرسومة بادية على تلك الوجوه التي بالأمس تستسقي وتدعو الله أن يرحم البلاد والعباد. الكل مدرك أهمية ماء المطر والكل متعطش له، كل منهم أحب الخضرة والنماء، وأحب الرعي والزراعة، وأحب الروضات والفياض عندما تكتسي بشجيرات ونبات الربيع فتدب الحياة في الأرض بعد موتها. تضيء الابتسامات أثناء ترقب نشوء السحاب وتحري هطول المطر، فتراها مرسومة على الشفاه وتشرق بها الوجوه أثناء نزول الغيث، فالناس من أول الوسم ودخول الشتاء، يستبشرون بتفاؤل كبير عسى أن يكون موسم خير وبركة، يعم فيها الخير. هذا الاستبشار والفرح والدعوات يعبر عنها الناس وبالأخص الشعراء في أبيات وقصائد تعلن رجاءها في الله والحاجة إليه. يقول الشاعر بدر عواد الحويفي: لا شفت لي نوٍ بروقه ترفي نويت اجهز موتري للتكاليف القيظ كله جالسٍ ومتعفي وبرد المكيف نشف الدم تنشيف متى سموم القيظ عنا تقفي وسهيل قبل يعمد الفجر قد شيف والنار يصلح شبها للتدفي والبرد نوجس من نسيمه هفاهيف ويقول الشاعر: عبد الله بن عون يا سعود بشرني عسى نجد ممطور عقب الجفاف اللي يثور عجاجه يا حلوها لو قلت لي يا أبو منصور ما به محل ما تملت هباجه ويقول الشاعر: د إبراهيم مقحم المقحم: يا من يبشِّرني عسىٰ نجد ممطور لو كان فصل الوسم عدَّىٰ حسابه سيل الشتا مع قدرة الله له دور إلى تقافىٰ فوق خدِّه سحابه يبرض ورق نبته وتروى به جْذور إلى حتون الصيف سَمْكٍ جَنَابِه ويقول الشاعر: حمد المسرع. غيم ومطر والجو ما هوب عادي ودلال مركيّة على صالي النار أحب هذا الوقت لا صار هادي ارتاح من جو المدينة والافكار يالله بسيلٍ يمشي بكل وادي يسقي بطون الأرض من قو الامطار ويقول الشاعر: رجا عوض العازمي: الجو زان وزان نظم القوافي مع رحمة المولى جزيل الوهايب اللي يسوق المزن بالغيث لافي وصوت الرعد كنّه مدافع حرايب من المناشي له بروقٍ تشافي بشاير الخير وفرج من صعايب هلّت بعد عشنا شهورٍ عجافي مابين عجٍ والسموم اللهايب يا ما حلا سج القدم بالفيافي اللي غشاها وبل غر السحايب ممشى خلاها للمواجع عوافي تجلي عن الخاطر هموم المصايب في منظرٍ يبهج قلوبٍ رهافي وريح المطر عانق نسيم الهبايب مع خوّة اللي بالفعايل سنافي قرمٍ على ما قيل عطب الضرايب ويقول الشاعر حاتم العبادي: يالله بغيثٍ يثلج الصدر طاريه يرزم على نجد العذيّة حقوقه غيث يسوق الخير والخير واليه ضوحه كريم وبالبشاير تسوقه وصوت الرباب اليا تنشّى بعاليه يغدق على القلب المتيّم بشوقه ويقول الشاعر طلال بن جسار: عسى السحاب اللي بروقه سرت به كن الكهارب في مثانيه تشتب قام يتكاشف والرعود ارهجت به برقه عكس في ماه يوم الثعل صب جانا نفيضه والهبوب كسرت به دبرة عزيزٍ مقتدر فارج الكرب يسقي البلاد وكل دارٍ روت به لين المحول الممحلة منه تشرب الإبل فرحة بالسيل يحلو المكشات بالمطر ناصر الحميضي