كان قيام جمعية للمتقاعدين ثمرة لجهود رجل ارتحلها فكرة عائداً بها إلى وطنه بعد أن سبرها في واقع شعوب العالم الأول، ذلك هو عرابها الدكتور علي السلطان، نادى للم شمل المتقاعدين في جمعية تأخر قيامها ولم تكن بعد بذاك الأمر الملح في الوطن، فالقوى العاملة الوطنية والمؤهلة علمياً لا يمكن الاستغناء عن خدماتها بحد عمري معين مع بداية مسار النهضة، وذلك لمساحة الوطن الكبيرة ومع زخم التنمية الواسع، وإن كان الأخذ بنهج مسار الأمم في تحديد سقف ذلك العمر قائماً لكنه مسار آت للتطبيق يوماً، ذاك ما أستشرف مستقبله فقيدنا -رحمه الله- فبادر إليه علماً في غربته ثم في عودته عملاً على بعثه واقعًا. كانت الجمعية الوطنية للمتقاعدين في مقرها الأولي في مركز سلمان الاجتماعي تستقبل أوائل المنتسبين، ودلفت بينهم لأجدني متفاعلاً عاملاً في لجانها، وقد كلفني ذلك العراب عضو مجلس الاإدارة ومديرها التنفيذي د. علي السلطان بلجنة الاستفادة من الخبرات الوطنية بعد حديث مطول وقناعة مشتركة على أولوية العمل عليها. تشكل فريق لجنة الخبرات من قامات معرفية وعلمية وعملية، فتلقت سير الخبرات الوطنية، وإذ باللجنة أمام ما تحمل من طموح أقل من واقع الحال بعد المرصود حينها، فمع تقسيم للفئات تجلى لنا تنوع أفقي وعمودي من حيث الأعداد والخبرات والتخصصات العلمية والمهنية، فكنا أمام ثروة وطنية غفل عنها ذكاء إحصاء الوطن فاتجه لاستقدام الطلب إلى خارج الحدود لاستجلاب وافدين نقدر دورهم ولكن يفتقدون ما يميز ابن الوطن في الحس الوطني ثم غفلة عن وفرة وقدرة وطنية في الذخيرة العلمية والعملية. كانت اللجان الأخرى من صحية واجتماعية وتنموية تتفاعل تدافعاً إلى المشتركات بينها ومع أطروحات ترسلها اللجنة الاستشارية التي تشكلت من أعيان اجتماعية تبرعت لمساندة الجمعية الوليدة مادياً ومعنوياً، إظهاراً وتفعيلاً لتوجيه من الرئيس الفخري للجمعية تلك القيادة الوطنية الفذة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-. زخم من الحراك والتدافع إلى هدف وطني من ذخيرة وطنية أكملت مهمتها رسمياً في مختلف فواصل الوطن وتكمل مسيرتها في تقديم خبراتها لشباب الوطن ممن أخذوا بلواء المسيرة، تواصل بار بين الأجيال والوطن، مع تعزيز وفاء لاحتياجاتها الاجتماعية والمادية في منظور واسع لمختلف فئات منتسبيها. رحم الله الفقيد ومن توفي من زملائه الرواد، وأمد الأحياء منهم بالصحة والعافية وصالح الأعمال، وبارك الله مسيرة الجمعيات الأهلية للمتقاعدين في أرجاء الوطن للوفاء برسالتها. * اللواء متقاعد