لم تكن مشاركة منتخبنا في كأس العرب مثالية إطلاقاً، لا أتحدث عن تحقيق اللقب، لأن الفوز والخسارة واردان في كرة القدم، إنما اقصد الاهداف التي ربما تتحقق من هكذا مشاركات، وعلى الرغم من السياسة الواضحة التي تحدث عنها المدرب الفرنسي رينارد قبل بداية البطولة، الا أن الحضور السعودي في قطر لم يكن مرضياً، لا على صعيد النتائج ولا حتى المستويات، إذا كان بالإمكان أفضل مما كان، على الاقل من خلال الخروج من البطولة بعدد من اللاعبين القادرين على خدمة المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركات مهمة في قادم الأيام. اتحاد القدم برئاسة ياسر المسحل امتدحناه كثيراً خلال المرحلة الماضية قياسا على عمله الناجح، سواءً في ما يخص المنتخبات ونتائجها أو حتى الأندية في مشاركاتها خارجيا والدعم الذي نالته بالإضافة إلى عمل الاتحاد في ملفات اخرى، ولا بأس اليوم أن نوجه له سهام النقد بعد كأس العرب، كون منتخبنا فائدته من هذه البطولة "صفر"، على الرغم من أنها كانت فرصة جيدة لمنح بعض اللاعبين الفرصة، والاحتكاك مع منتخبات قوية وسط أجواء مثيرة فيها منافسة عالية. لا أقصد اللاعبين الأساسيين الذين يعتمد عليهم رينارد في تصفيات كأس العالم، ولا حتى بدلائهم، بل هنالك لاعبين خارج حسابات منتخبنا الأول مستوياتهم مميزة، ولفتوا الانظار في دورينا، بل ان بعضهم كان تواجده مع رينارد مطلب بالنسبة للمحللين والجماهير، وبرأيي انهم كانوا قادرين على رفع جودة الأخضر السعودي في الدوحة، وربما المنافسة على اللقب، حتى اللاعبين الشبان الذين تم اختيارهم كان بإمكانهم الاستفادة من الأسماء التي اقصدها في مساعدتهم لإبراز مواهبهم. عمومًا، كأس العرب في قطر كان تجربة غير جيدة لمنتخبنا ولا حتى لصاحب القرار ولا للاعبين الذين وضعوا في "ورطة"، وبلا شك ان المسؤولين أول من ادرك ذلك، ويهمنا اليوم أن يتم الاستفادة من هذا الخطأ من خلال عدم الوقوع في خطأ مثله مستقبلاً، فالمسؤول في اي مكان معرض لمثل هذه القرارات، لكن الناجح يفرق عن غيره بالتصحيح وعدم التكرار، اما اللاعبين الموهبين فنأمل الا تؤثر عليهم النتائج سلبياً ولا ردود الأفعال الكبيرة، وأن يحرص كل واحد منهم على ابراز موهبته في قادم الأيام.