جنوى حقق الدوري بحضور 150 مشجعاً.. واليوفي زعيم البطولات لم يدُر في خَلَد عشاق كرة القدم الإيطالية ونجومها وأبطال حقبتها التاريخية أن يأتِ الوقت الذي يهرب فيه اللاعبون من ملاعب "الكالتشيو" التي عاصرت تألق الأسطورة التاريخية لكرة القدم دييغو أرماندو مارادونا، وشكل فيها ثلاثي الكرة الشاملة الهولندي فان باستن وريكارد وخولييت قوةً ضاربة، قبل أن يظهر أيقونة كرة القدم الإيطالية روبيرتو باجيو، ويبدع على معشَّباتها الخضر المهاجم البرازيلي رونالدو دي ليما والليبيري جورج ويا، حتى لحقهم صانع أمجاد فرنسا زين الدين زيدان وديل بييرو وتوتي والعديد ممن حصلوا على الأفضلية العالمية. وانطلق أول "كالتشيو" في عام 1898م، بمشاركة أربع فرق في يوم واحد بمدينة تورينو الإيطالية، وهي جنوى وتورينيزي وانترناسيونالي دى تورينو إضافة إلى جيمناستيك سوسايتي اوف تورينو، وتوج جنوى أمام حضور جماهيري لم يتجاوز 150 متفرج أول بطولة للدوري الايطالي. ويعتبر يوفنتوس القادم من مدينة تورينو الأكثر حصدًا لألقابه بواقع 36 لقب، ولم يسبق له الهبوط إلا في مرة واحدة بعد القرار الذي صَدر من الاتحاد الإيطالي في موسم 2006-2007م. ويليه بالمركز الثاني نادي انترناسيونالي ميلانو "الإنتر" الذي فاز باللقب في 19 موسم كان آخرها موسم 2020-2021م. ولم يبتعد الميلان كثيرًا في الترتيب إذ احتل المركز الثالث في تاريخ أبطال الدوري بعد حصده للقب في 18 موسم منذ انطلاقه. وحقق جنوى الدوري الإيطالي في تسعة مواسم فقط بتاريخه، يليه نادي تورينو ونادي بولونيا إضافة إلى برو فيرتشيلي بسبعة ألقاب لكلٍ منهم، بينما لم يحقق العريق روما إلا ثلاثة القاب في الدوري منذ تأسيسه. وفاز الفريق الجنوبي نابولي مرتين فقط بلقب "الكالتشيو"، ويعادله لاتسيو بجانب فيورنتينا في عدد تحقيقهم لبطولة الدوري، بينما تتشارك أندية كالياري، كاسالي، نوفيسي، هيلاس فيرونا إضافة إلى سامبدوريا المركز الأخير في تاريخ الدوري الإيطالي حيث فاز كل فريق بلقب وحيد. وتميز اللاعبون الإيطاليون بالموهبة والقوة على مر التاريخ، فَفِي بطولة كأس العالم 1998م التي غادرتها إيطاليا بشرف من دور ثُمن النهائي بعد تعرضها لخسارة ركلات الترجيح أمام حامل اللقب المنتخب الفرنسي، شارك الطليان بتشكيلة مدججة بالنجوم ضمت المهاجم فييري والنجم روبرتو باجيو ولاعب منتصف ميدان يوفنتوس ديل بييرو إضافة إلى بالولو مالديني وأليساندرو نيستا وإينزاغي وفابيو كانافارو الذي لم يستطع المشاركة بسبب وفرة النجوم لدى المنتخب الإيطالي، وهو الذي حقق جائزة أفضل لاعب بالعالم في 2006م. وكان "الكالتشيو" يقدم للعالم ملاحمًا كرويةً في كل موسم، فعندما يُلعب دربي ميلانو تتوقف الحياة في أغلب أنحاء الكرة الأرضية، الدربي الذي تسلح فيه ميلان بالعديد من النجوم على مر التاريخ، بدايةً من حامي العرين البرازيلي ديدا، مرورًا بمن دافع عن الألوان الحمراء أمثال باولو مالديني ونيستا وستام والظهير البرازيلي كافو، وفي منتصف الميدان كان هنالك الكثير من الأسماء التي أمتعت عشاق "الميلان" كالرباعي بيرلو وغاتوزو وسيدورف والبرازيلي كاكا الذي حقق جائزة أفضل لاعب بالعالم في 2007م، وعلى صعيد الهجوم فقد مثل "البيق ميلان" العديد ممن تميزوا بهذا المركز ولعل آخرهم الأوكراني شيفيشنكو وكريسبو وإينزاغي. وكان جارهم إنتر ميلان يضم في كتيبته أسماءً تضاهي عناصر "الميلان"، فقد تعاقب على حراسة مرماه الكثيرون، ولكن آخر الذكريات كانت مع حارس الخماسية البرازيلي جوليو سيزار، ولاينسى عشاق إنتر ميلان من دافعوا عن شعارهم أمثال خافيير زانيتي ومايكون وماركو ماتيراتزي، وفي منتصف ميدان "الإنتر" لعب العديد من النجوم الذين يصعب حصرهم، كدييغو سيميوني وكامبياسو والهولندي ويسلي شنايدر، وعلى قائمة من أسعد عشاق "إنترناسيونالي" في خط الهجوم، يبرز الكاميروني صامويل إيتو بجوار دييغو ميلتو والبرازيلي أدريانو. في المقابل كان عشاق يوفنتوس يتباهون بنجومهم الذين لعبو بالقميص الأبيض والأسود، ومثلهم في حراسة المرمى جانلويجي بوفون خير تمثيل بعد توليه المهمة عقب انتقال الهولندي فان دير سار، واستمات لأجلهم في خط الدفاع فابيو كانافارو بجوار كليني وتورام وزامبروتا، أما في منتصف الميدان فقد أمتعهم الرباعي ديل بييرو وبافل نيدفيد إضافة إلى ايمرسون وفييرا، وقاد هجوم "اليوفي" العديد من النجوم أمثال دافيد تريزيغيه والسويدي إبراهيموفيتش. وفي العاصمة الإيطالية مَثل نادي روما العديد من اللاعبين الذين أمتعوا متابعين "الساحرة المستديرة"، كان أبرزهم اللاعب الذي لم يغادر كتيبة "الذئاب" منذ بداية مسيرته الكروية حتى أعلن اعتزاله فرانشيسكو توتي، و"المقاتل الإيطالي" دانييلي دي روسي، بينما ظهر الفرنسي فيليب مكسيس في خط الدفاع، ولعب أمامه التشيلي ديفيد بيتزارو في منتصف الميدان. وفي ظل توهج "الكالتشيو" وتحقيق منتخب ايطاليا للقب كأس العالم 2006م لم يستطع الدوري الإيطالي المحافظة على بريقه، بعد أن عصفت فضيحة الكالتشيوبولي بالدوري وتسببت في رحيل العديد من النجوم أمثال الإيطالي كانافارو والبرازيلي ايمرسون الذين رحلا إلى ريال مدريد الإسباني، والفرنسي ليليان تورام المنتقل إلى برشلونة الاسباني رفقة زميله الإيطالي جيانلوكا زامبروتا، ومِن هُنا ظهرت معالم سقوط " الكالتشيو". إذ تعتبر هذه الفضيحة إحدى أكبر قضايا الفساد في عالم كرة القدم تاريخيًا، وتصدر يوفنتوس في موسم 2005-2006م مشهد الفساد بجانب "الميلان" وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا. بعد أن أظهرت التسجيلات التي تدور بين رؤساء هذه الاندية ونائب رئيس لجنة الحكام الإيطالية باولو بيرجامو طلب أسماء محددة لقيادة المباريات أو إبعاد أخرى، إضافة إلى إدانتهم بتقديم الرشاوي بتلك الفترة. وأوقعت المحكمة عقوباتٍ صارمة على المتورطين بهذه الفضيحة، وكانت "السيدة العجوز" أكثر المتضررين إذ تم إعلان هبوط النادي إلى "سيريا B" إضافة إلى خصم تسعة نقاط من رصيده في بداية الموسم الذي يليه ومنعه من المشاركة في دوري أبطال اوروبا. وتمثلت عقوبة الميلان بخصم 30 نقطه من رصيده في موسم 2005-2006، ومنع جماهيره من الحضور في مباراة واحدة، بينما صدر بحق فيورنتينا عقوبة خصم 12 نقطة من رصيده ومنعه من المشاركة في دوري أبطال أوروبا إضافة إلى حرمانه من الحضور الجماهيري في مباراتين. وتم إنزال ريجينا إلى "سيريا B"، إذ خصمت 11 نقطة من رصيدة في ذلك الموسم، وتم تغريم النادي 68 ألف جنيه استرليني إضافة إلى إبعاد الرئيس باسكوال فوتي عن أنشطة كرة القدم لمدة عامين ونصف وتغريمه 20 ألف جنيه استرليني. وأُغلقت الأبواب أمام جماهير لاتسيو في مباراتين من الموسم الذي يليه، وتم خصم 3 نقاط من رصيد النادي في ذلك الموسم. فيما أعلنت المحكمة تبرئة "الأنتر" من كافة التهم الموجهة له، وإيقاف لوتشيانو مودجي المدير الرياضي لكرة القدم بيوفنتوس عن ممارسة النشاط الرياضي مدى الحياة، وتراوحت الإيقافات ما بين ثلاثة أشهر وخمسة سنوات لبقية المتورطين. الدوري الأكثر قوةً ونجومًا وإثارة، انتهى به المطاف بلا محطات تلفزيونية تصارع على الظفر بحقوق نقله، بعد أن كان محط أنظار عشاق اللعبة في العالم، إذ تدنى مستوى الاهتمام "بالكالتشيو" من قِبل مشاهدين كرة القدم العالمية في الفترة الحالية، وتعتبر بيئته غير جاذبة للمستثمرين، وعلى مستوى اللاعبين أصبح الدوري الايطالي غير مغري، خصوصًا الذين يطمحون للمشاركة بالدوريات التي توفر لهم العوائد المادية الكبيرة إضافة إلى التنافسية مثل الدوري الإنجليزي. زيدان لعب لليوفي مارادونا قاد نابولي لبطولة الدوري