في الأغلب والأعمّ أن حياتنا بين شقاء وسعادة رخاء وشِدّة، علو وسقوط، أحزان وأفراح، مرض وعافية، سرور وهموم... والرابح في هذا كله مَنْ يلتقط المتناقضات في عمره، ويكون فيها بين الوسط لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ثم يحوّلها إلى طبيعتها الكونيّة والبشريّة، فحزنٌ بسيط يعقبها فرحٌ دائم، وفرح وقتي قد يشوبه حزن بإذن الله لم ولن يدوم! إذا على هذه النظريّة السعلية هذه يكمن سِرّها في التفاصيل، تماماً كأنك في رحلة بطلها أنت فأنت قبطان سفينة الحياة وأنت كل ملاحيها والبحر هو الحياة، فتسير على خطى الصبر وكل الذين يحملقون في رحلتك المباركة من الربّ سبحانه سينهزمون أمام كَسْر حزنك لأنك جعلت المتناقض متساوياً مع مرور خطّ سيرك، بوصلتك السماء وأداتك سبّابتك ذاكراً شاكراً حامداً مبتسماً وفي أحيايين كثيرة ضاحكاً، تأخذ ألمك وتركله وتستقبل ما استدبرت من حياتك! هذه الرحلة التي أنت مجبراً أم مخيراً فيها شئت ذلك أم أبيت أنت رئيسها، سيبصرك غيرك مندهشاً وأنت تسير ببطء أم بسرعة دولاب الحياة ويقولون: أرجوك خذنا معك في رحلتك! عندها قِفْ، هناك من على جانبي سفينتك من يستحق أن تأخذ بيده وتركبه معك، والذي كان بعيداً عنك ترمي له طوق النجاة، وتسحبه رويداً رويداً حتى يستقر وتنطلق بسم الله مجراها ومرساها؛ أما الذين يسخرون من رحلتك فثق أن من العيب أن تضعهم في مكانة ليست لهم.. فدعهم يثرثرون ويكتبون، ربما أقول ربما في نهاية رحلتك الناجحة، يبكون يعضّون على أناملهم من القهر لأنك وصلت إلى برّ الأمان، وهم لا يزالون في قبحهم يكتبون. آخر الأوراق كل من كتب عن السراب فهو سراب بقيعة يحسبه الشمتان ماء الحروف.. أضحك كثيراً حين أرى عبقريًا هو يبصر نفسه فلتة زمانه، بينما كل من حوله يجعلونه في نظرهم، مسرحية يضحكون عليه، وهو يؤدي دوره العبقري البقري، وحين يزول عبقر تنكشف سوءته، بوجه قميء وقلبٍ أسود، أحسن الله عزاءه فيما ينوي ويكتب.