قبل أن أبدأ في كتابي اليوم دعوني أحكي لكم حكايةً من وادي عبقر وأسباب ذلك ومنها حسب وجهة نظري: أن هناك من العبقريين يظنون أنفسهم من العباقرة، وهذا التعالي والحكم منهم يجعلنا نفكّر في أسباب هذا الغرور، لأننا نعلم أن بين العبقرية والجنون شَعْرَة! فلنستمع ل حكاية عبقر: كان يا ما كان في سالف عبقر والآوان عبقري يحمل أوراقاً في عَبْقَرِه، وقَلَمَا ذهبيّا كان قد أخذه في إحدى جوائز عبقر، وهو يُعَبْقِر على كل مَنْ يصادفه في الطريق، فمرّة يغنّي ومرات يرقص على أنغام عبقريّة، هذه المرة صادف رجلا معبقرا طويلا جدا وشاربه كثَ كالعباقرة لطمه على خدّه وقال: أيها العبقري اتق الله في كل من مرّ من شارع العبقر، تعبقر عليه، تحسب نفسكَ عبقريا؟! وهو مطرق الرأس، كأنّ على رأسه عبقر ولم ينبس ببنت شفة، ويكمل الطويل: أنت مجرّد غبي سقط في بئر من العباقرة، وخرج رجل يدّعي العبقرية وهو منها هراء. هنا غضب عبقر وتغيّر لون وجهه حتّى اقترب لونه من أشعّة الشمس وقال: أنا العبقري من ذَهَب، أنا حرف يبقى عبقريا إن ذَهَب، كل ما يحلو لي من عبقر أفعله وأنت طويل هبيل من قبيلة العويل! استدار ذو الشارب الكثّ، وعيناه كالبركان يوشك أن ينفجر، فأخرج مِنْ طرفيّ فَمِه بعض ماء كفقاعات الصابون تتطاير منه لا تستقرّ، وكل مَنْ في الطريق كأن الحياة توقفتْ بهم فجأة والبعض منهم يصّطف يقولون: يا رب سَلّم سلّم! وسِمَع طبول تُدّق الحرب قادمة لا محالة في طريقها أن تُشَق! هنا جاء رجل من أقصى عبقر يسعى يا قوم اتقوا الله وتفرّقوا.. هناك حالة عبقريّة تشّق الطريق لولادة عبقري، وأنتم تسدّونه! بعد أن ذهبت الحالة، التفت القوم في دهشة أين عبقر وصاحبه الطويل؟! آخر الأوراق أضحكُ كثيرا على بعض الإعلاميين في المناطق ترك كرسيه، وتفرّغ لملاحقة غيمات منطقته بطرا وهوسا، ليس من إبداع قلنا ما أروعه! المشكلة فراغ وتيه يلاحقه عبط حرف وضحلة سطر وهنا المشكلة، والآخر من هؤلاء تزرع ابتسامة على محيّاه فرحا بكثرة المهنئين لمنصبهم وهو لا يعلم أنهم يصفقون لمنصبه، فمتى ما زال ذاك المنصب سيصبح ملاحقا للغيمات.