حثت منظمة أوبك على ضرورة أن يرتقي قادة الصناعة إلى مستوى التحدي لمواجهة التحديات الحالية المتعلقة بالتجارة العالمية واضطرابات سلسلة التوريد، ولا سيما في ضوء الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء. وفيما يتعلق بمعالجة هذه القضايا، قال الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو: "يجب معالجة هذه القضايا بأولوية عالية من قبل قادة العالم من أجل تحسين التدفقات التجارية مرة أخرى في جميع أنحاء العالم ودعم انتعاش اقتصادي أكثر شمولاً بعد الوباء". وأكد باركيندو، في اجتماع لمجلس اللجنة الاقتصادية التابع لأوبك، على الدور الاستراتيجي المستمر لاتفاقية "إعلان التعاون" المتمثل في تحالف أوبك+ في توفير تيار حيوي من الاستقرار في سوق النفط العالمية، لا سيما مع استمرار تعافي الاقتصاد من جائحة كوفيد -19. وقال: "أكد شركاء أوبك+ في الاجتماع الأخير الذي عقد في 4 نوفمبر، مجددًا التزامهم المستمر بضمان سوق نفط مستقر ومتوازن لصالح المنتجين والمستهلكين، ودعمًا للتعافي الاقتصادي العالمي المستمر". مشيراً إلى تعهد التحالف بالبقاء مرنًا ويقظًا واستباقيًا وشفافًا في معالجة أوجه عدم اليقين الكبيرة والتكيف بشكل انسيابي مع بيئة السوق الحالية المعقدة والمتطورة باستمرار. ومن ناحية قانونية، يجتمع مجلس الإدارة لمجلس اللجنة الاقتصادية مرتين سنويًا قبل الاجتماعات العادية نصف السنوية لمؤتمر أوبك ويتألف من الممثلين الوطنيين للدول الأعضاء، بالإضافة إلى الأمين العام الذي يشغل منصب رئيسه. والمجلس هو مركز الفكر الاقتصادي والفني للمنظمة. بالإضافة إلى تقييمه الروتيني الدقيق لسوق النفط العالمي وآفاقه المباشرة، وتخصيصه جلسات خاصة لمناقشة المشكلات الراهنة لأسواق النفط، ويقدم الاقتصاديون والمتخصصون المشهورون في العالم عروضاً تقديمية متخصصة تتناول منحى إنتاج النفط في العالم والتقديرات الخاصة لمستوى الإنتاج. مع استمرار تعرض الطلب على النفط لضغوط من إصابات كوفيد -19 في أجزاء كثيرة من العالم وتوقع ضعف موسمي مع تحول التقويم إلى 2022، حافظ وزراء أوبك+ في 4 نوفمبر على خطتهم، بموجب الاتفاق الذي أبرم في يوليو، يخفف التحالف تدريجياً قيود الإنتاج بوتيرة متواضعة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، التي ألقى مسؤولوها باللوم على المنظمة في ارتفاع أسعار البنزين. كما قدم عملاء رئيسون من الهند واليابان شكاوى، قائلين: إن السوق المحموم يمكن أن يعرقل انتعاشهم الاقتصادي من الوباء. فيما تغذي المخاوف بشأن الطلب من خلال احتمالية الإغلاق الوطني في أوروبا، الأمر الذي أدى إلى الضغط على الأسعار، حيث أصبحت أوروبا مرة أخرى بؤرة لوباء الفيروس التاجي. وخفضت وكالة الطاقة الدولية أسعار الخام العالمية في الربع الأول من عام 2022 مع زيادة السعة الإضافية. وقالت في أحدث تقاريرها، منذ الربع الثالث من عام 2020، زاد الطلب العالمي على النفط الخام والمنتجات البترولية بشكل أسرع من الإنتاج، مما أدى إلى سحب المخزون وزيادة أسعار النفط الخام. وفي فبراير 2020، قبل إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد -19 جائحة، بلغ متوسط السعر الفوري لنفط برنت 56 دولارًا للبرميل، و51 دولارًا للبرميل لغرب تكساس الوسيط. بينما انخفضت الأسعار الفورية لبرنت إلى 18 دولارًا للبرميل وغرب تكساس الوسيط إلى 17 دولارًا للبرميل في أبريل 2020 بسبب الانخفاض الكبير في الطلب الناجم عن الوباء. وارتفعت الأسعار منذ ذلك الحين وهي الآن أعلى من مستويات ما قبل الوباء بسبب عودة الطلب ونمو إنتاج النفط العالمي البطيء. وفي أكتوبر، بلغ متوسط سعر خام برنت 84 دولارًا للبرميل، وبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 81 دولارًا للبرميل، وهو أعلى سعر اسمي منذ أكتوبر 2014. وفي تقرير توقعات الطاقة قصير الأجل لشهر نوفمبر الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، توقعت أن تبدأ مخزونات الوقود السائل العالمية في النمو في عام 2022، مدفوعة بزيادة الإنتاج من أوبك وحلفائها والولاياتالمتحدة، مما سيسهم في انخفاض أسعار النفط الخام. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تبدأ أسعار النفط الخام في الانخفاض في نوفمبر 2021 وستنخفض حتى عام 2022. وأضاف التقرير "نتوقع أن ينخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط من 76 دولارًا للبرميل في المتوسط في يناير 2022 إلى 62 دولارًا للبرميل في ديسمبر، وأن ينخفض سعر خام برنت من 79 دولارًا للبرميل في يناير 2022 إلى 66 دولارًا للبرميل في ديسمبر". ومن المرجح أن تتخذ مجموعة أوبك+ التابعة لمنتجي النفط موقفًا حذرًا عند اتخاذ قرار الأسبوع المقبل بشأن ما إذا كانت ستمضي قدمًا في زيادات الإنتاج المخطط لها بعد ظهور متغير جديد لفيروس كورونا، مما أدى إلى انخفاض أسعار الخام، وفقًا لمايك مولر رئيس وحدة آسيا في مجموعة فيتول، أكبر متداول نفط مستقل في العالم، الذي قال: إن هناك دلائل على أن الطلب قد يضعف في بعض الأسواق خلال أشهر الشتاء في آسيا وأوروبا. وقال: إن البديل الجديد لفيروس كورونا من المحتمل أن يؤدي إلى المزيد من إلغاء الرحلات هذا الأسبوع. وانخفض الخام الأميركي بأكثر من 10 ٪ يوم الجمعة، منخفضًا إلى ما دون 70 دولارًا للمرة الأولى منذ سبتمبر، وسجل خام برنت سابع أكبر انخفاض له على الإطلاق حيث أخافت أنباء متغير أوميكرون التجار وسط تداول خفيف بعد عطلة عيد الشكر الأميركية. وكانت أوبك + تعرب بالفعل عن قلقها بشأن فائض المعروض بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة وآخرون عن خطط للإفراج عن النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية. وستجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاء الخميس المقبل لبحث ما إذا كانت ستطبق زيادة مزمعة في الإنتاج تبلغ 400 ألف برميل يوميًا. وكانت المجموعة ترسل المزيد من النفط ببطء إلى الأسواق العالمية بعد خفض الإنتاج العام الماضي في بداية الوباء. ويمكن للمجموعة، التي ستناقش إنتاج يناير، إيقاف الزيادات الشهرية مؤقتًا لمراعاة التقلبات في الطلب ويفضل بعض الأعضاء هذا النهج.