ذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن مدينة القدسالمحتلة تتعرض لهجوم استيطاني جديد وغير مسبوق، بهدف فصلها عن محيطها الفلسطيني من جميع الجهات، وتغيير واقعها. وأوضح المكتب أمس السبت، أن حكومة الاحتلال تمارس الاحتيال والابتزاز بكل الوسائل المتاحة ولا تتوقف آلتها الإعلامية والدبلوماسية عن التصعيد في اللغة ضد الملف النووي الإيراني للتغطية على التواطؤ المكشوف في ملف الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. وأضاف أنه وعلى الطرف الآخر تؤكد إدارة الرئيس الأميركي معارضتها اللفظية لنشاطات «إسرائيل» الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 بما فيها القدس، لكنها لا تذهب أبعد من ذلك ولا تفعل شيئًا لوقف هذه النشاطات. وتابع أن الإدارة الأميركية تكتفي بوعود الحكومة الإسرائيلية بأنها لن تصادق على مخطط التوسّع الاستيطاني في «عطروت»، الذي صادق عليه «قسم التخطيط والبناء في بلدية القدس»، وأنّ الخطة لن تُدفَع في اللجنة القُطرية التي تسيطر عليها الحكومة. وأشار إلى تواصل عمليات التجريف في المنطقة لتهيئة البنية التحتية للشروع في التنفيذ، بالوقت الذي تراه مناسبًا. ويقع المخطط الجديد على أراضي بلدة قلنديا في شمال القدس، وهو المطار الذي أقيم في العام 1920، خلال فترة الانتداب البريطاني على أرض مساحتها 650 دونمًا. وبحسب التقرير، فإن المشاريع الاستيطانية تتواصل في الضفة على قدم وساق بتركيز على مدينة ومحافظة القدس بهدف فصلها عن محيطها الفلسطيني من جميع الجهات وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي، وإخراجها من أية مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين، ومنع أي إمكانية للتفكير ببقاء المطار الدولي الذي كان معروفًا بمطار القدس. وبين أن حكومة الاحتلال أعطت موافقتها المبدئية على مخطط لبناء حي استيطاني جديد، يشمل بناء نحو 11 ألف وحدة استيطانية على أراضي مطار قلنديا، وفنادق ومرافق وحدائق عامة ومناطق صناعية تقام على 1,243 دونمًا شمالي القدس، بالإضافة إلى مرافق تجارية وسياحية أخرى. وذكر أن «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء» الإسرائيلية صادقت الأسبوع الفائت على خطة البناء والتصميم لشركة المقاولات المعروفة باسم «ميغدال ماروم»، لإقامة برج تجاري استيطاني على أراضي لفتا الفوقا شمال غربي القدس، يتألف من 40 طابقًا. ومن المتوقع أن يتم بناء حوالي 20 برجًا في المنطقة التي تعتبر مدخل القدس من الغرب إلى الشمال والجنوب وتتمتع بارتفاع وإطلالة على قرى وأحياء القدس شعفاط وبيت حنينا وبيت اكسا ولفتا الفوقا والتحتا. وفي محافظة الخليل أعلنت «اللجنة المحلية للتخطيط والبناء» في مستوطنة «كريات أربع» المصادقة على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة داخل المستوطنة. وفي محافظة أريحا، شرعت آليات المستوطنين بإقامة بؤرة استيطانية على أراضي عين العوجا في أريحا بالضفة. وأشار المكتب الوطني في تقريره، إلى أن قرية عين العوجا شهدت في السنوات الأخيرة عمليات هدم وملاحقة للمواطنين، واعتداءات متواصلة من قوات الاحتلال ومستوطنيه. من جهة أخرى أدى عشرات المستوطنين، السبت، صلوات تلمودية بساحة الإمام الغزالي أمام باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك. وأفاد شهود عيان، بأن نحو 25 مستوطنا تجمعوا في ساحة الغزالي، وقاموا باستفزاز الأهالي، وأدوا طقوسا تلمودية أمام باب الأسباط، فيما رد المصلون عليهم بالتكبيرات من داخل الأقصى. يشار إلى أن لجنة التربية والتعليم في الكنيست الإسرائيلية، أوصت الخميس الماضي، بإدراج المسجد الأقصى، كجزء من الجولات الإجبارية في المدارس. من ناحية أخرى، قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية السلمية شرق قلقيلية، مما أدى إلى إصابة ستة فلسطينيين بالرصاص المطاطي والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والصوت بكثافة صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى إلى إصابة ستة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق.