شجرة العائلة هي شجرة خاصة لكل عائلة فهي تتصف بالخصوصية ويختلف حجم الشجرة وتعدد غصونها وكثرة أوراقها وألوانها وذلك حسب حجم العائلة وتفرعاتها. تُستخدم شجرة العائلة لتوضيح العلاقات داخل الأسرة، بما في ذلك سلالات الأشقاء والآباء والأطفال. هناك عدة طرق لبناء الشجرة تعتمد على بداية بناء الشجرة ومدى عمقها في جذور التاريخ. كل هذا متفق عليه ومتعارف عليه لكن الموضوع الذي يزعجني ويلفت انتباهي وربما يشاطرني به الكثيرون لماذا نُسقط ورقة الأنثى الخضراء من أغصان الشجرة؟ أين موقع الإناث (البنات) من شجرة العائلة؟ لماذا لا نضيف بناتنا في شجرة العائلة أم ترى هذه العادة الاجتماعية تغلّبتْ على المفروض والصحيح؟ إن حذف الأوراق المنسية من شجرة العائلة يؤذي الأنثى كثيراً، ويشعرها بالفقد والوأد، وأنها مقطوعة من أسرتها. نعم بناتنا حين تتزوج تنتقل ذريتها إلى شجرة أخرى وربما إلى نفس الشجرة. ليس هناك قانون أو مبدأ يمنعنا من إضافة البنت إلى الشجرة إنها عادة اجتماعية علينا جميعاً تغييرها وإعطاء نصف المجتمع حقه في الارتواء من شجرة العائلة والاقتناع أن هذا حقها في أخذ مكانها الطبيعي. إننا نزَيّن الشجرة حين نضيف أوراقاً جميلة مختلفة اللون عن الألوان المعتادة إنها مهجة القلب والروح وقرّة العين، أضيفوا البنت في الشجرة ولا تضيفوا ذريتها حين تتزوج. مرة أخرى إن استبعاد الفتاة عن شجرة العائلة وعدم إضافتها عمل لا مبرر له وهضم أبسط حقوقها الاجتماعية. إنني أحث الجميع على إعادة رسم شجرة العائلة وإضافة أوراق جديدة تحمل أسماء بنات العائلة ويبقى اسمها حتى بعد زواجها وحذف اسمها يؤذيها وتسأل نفسها لماذا يحذف اسمي فلا تجد جوباً نهائياً إنها عادة غير مقبولة. أهمس في أذن أولئك الذين لا يؤيدون إضافة اسم ابنتهم هل سألت نفسك لماذا أم إن هذا السؤال أصلاً لم يخطر ببالك؟ ما الذي يمنع؟ لن تجد جواباً مقنعاً لكنك سوف تتحجج بأنها عادة اجتماعية وما أكثر العادات الاجتماعية التي لا أساس لها والمؤذية. أليست المرأة نصف المجتمع؟ هذا القول ليس القول المتعارف عليه إنه حسب إحصائيات الهيئة العامة للإحصاء يتوزع السكان السعوديون حسب الجنس بما نسبته 50,94 % ذكور، 49,06 % إناث من جملة السكان السعوديين حقاً إنها نصف المجتمع وهي أهلاً لذلك. وفي الختام أتمنى من الجهات الحكومية المسؤولة أن تحث على إضافة الأنثى إلى شجرة العائلة واعتمادها لتزين بها أوراق الشجرة وتضفي عليها المعنى الحقيقي للشجرة وليس كل موروث اجتماعي صحيح فهناك الكثير من العادات التي يجب علينا إعادة النظر فيها. نحن بحاجة إلى حملة توعية، حملة تثقيف عن الأوراق المنسية في مجتمعنا. ليس لدي شك أن عدم إضافتها ليس هدفه الإذلال أو النقصان من الأنثى، لكن هكذا تعودنا ويبقى السؤال لماذا لا نضيف المرأة إلى شجرة العائلة؟!