غادر الطلاب المكفوفون منازلهم مبكراً صباح أمس الأربعاء 12 ربيع الآخر متوجهين لمدرستهم الثانوية لتأدية الاختبارات النهائية أسوة بأقرانهم الطلاب المبصرين وهم يحملون في نفوسهم شعوراً مختلفاً وذلك بعد غياب عام ونصف، فيما هيأت إدارة تعليم الأحساء لهم كافة التجهيزات والمستلزمات التي يحتاجونها لأداء اختباراتهم الحضورية. الطالبان أحمد المهدي، ومحمد الحسن أمضيا يومهما الأول على مقاعد الاختبارات الحضورية والفرحة لا تكاد تسعهما بالعودة للحياة الطبيعية مع تطبيق الاحترازات الصحية اللازمة، و الأخوان الكفيفان علي ومحمد العلي دخلا المدرسة والابتسامة تعلو محياهما، ولم يخفيا سرورهما بالعودة وقالا أنهما كانا بحاجة للحركة والمجيء للمدرسة والبعد عن الجلوس في المنزل وما يتج عن ذلك من ملل – على حد تعبيرهما -. مشاعر الفرحة بعودة الحياة الطبيعية تجسدت من خلال بقاء جميع الطلاب المكفوفين داخل فناء المدرسة برهة من الزمن حتى بعد مغادرتهم لقاعة الاختبارات، فأمضوا وقتاً للحديث الودي بينهم بعد طول انقطاع للقاءاتهم عن بعض. مدير عام تعليم الأحساء حمد بن محمد العيسى حرص على الالتقاء المباشر بالطلاب المكفوفين في اليوم الأول من أداء الاختبارات وهنأهم بالعودة الحضورية وتمنى لهم التوفيق، ولفت إلى كل ما نراه من إمكانات يعد شاهد حيّ على الاهتمام والعناية الفائقة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله – ممثلة في وزارة التعليم في تعليم جميع أبناء الوطن على حد ٍ سواء ودمج جميع الأبناء في التعليم العام، والتربية الخاصة، والمكفوفين في مدارس مع بعضهم البعض والإنفاق على هذه البرامج بسخاء وعناية لينعم الجميع بمواصلة رحلة التعليم، ورفع نيابة عن الجميع شكره لمعالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ على اهتمامه ومتابعته ودعمه للتعليم عموماً ولبرامج التربية الخاصة والمكفوفين الأمر الذي مكنّ هذه الفئة الغالية من مواصلتها تعليمها . وأوضح معلم الحاسب الآلي في برنامج العقوق البصري في ثانوية الجشة حيدر النصير بأن إدارة التعليم مشكورة قد وفرت معينات بصرية متطورة وحديثة للطلاب المكفوفين وضعيفي البصر يتمكنون من خلالها أداء الاختبارات، مبيناً بأن من تلك المعينات مكبرات الحروف جهاز العارض الذكي ( سمارت فيو)، وآلة ( بيركنز) للكتابة بلغة برايل.