إن الاستدامة هي نوع من أنواع الأنظمة الحديثة، التي تحافظ على حياة الكائنات على وجه الأرض بعد توفيق الله سبحانه، بمعنى أصح بأن نحافظ على الموارد الحالية من أجل الأجيال القادمة، ذلك من خلال البحث عن البدائل التي لا تؤثر في النظام البيئي وقد تسبب في اختلاله. إن سبب توجه أنظار أغلب الدول إلى الاستدامة هو بسبب كثرة الانبعاثات والتلوث البيئي بأنواعه وأشكاله وكذلك التغير المستمر في المناخ بسبب نمط الحياة الجديدة والتطورات الحديثة من ارتفاع درجة الحرارة والتصحر، لذلك تسعى الدول إلى التسابق في تطوير نظام خاص بها من أجل جودة الحياة المثالية بشتى أشكالها وأنماطها وفرصها وتوفير مياه نظيفة وبيئة شبه خالية من العوادم والانبعاثات الكيميائية. بدأت هذه الاستدامة بالظهور في بداية عام 1947م كبداية أول سيارة يتم صنعها وتعمل بالطاقة الكهربائية، وقد تطور الأمر حتى تم إعلان عن ميثاق الأرض في القرن الواحد والعشرين والذي بدأ بداية عام 2001م والذي يهدف إلى عدة محاور رئيسية أبرزها الاحترام والعناية بمجتمع الحياة بشتى النواحي وكذلك وضع وحدة النظام البيئي الحيوي الذي يهدف إلى تقليل التلوث بكل أنواعه والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية وذلك بمحاربة العنف وبث روح السلام. إن المملكة العربية السعودية من الدول الأولى في تسابقها وتشاركها في مبادرات تنمية الاستدامة وذلك من خلال رؤية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء من وضع المعايير الوطنية والمواثيق والقوانين المتعلقة بوطنية الاستدامة ونشرها وتطبيق تجاربها في باقي أنحاء وأصقاع الأرض. عندما ذهبت أنظار الدول إلى الاستدامة والبحث عن الطرق التي تؤدي إليها وكذلك انتشار التقنية الحديثة والاعتماد على الكهرباء والإلكترونيات وأصبحت جزءا لا يتجزأ من منظومة حياتنا اليومية بل إنها من ضمن الجداول والمهام الرئيسية والمستمرة. إن عددا يقدر بالمليارات من الأجهزة الإلكترونية المتنوعة والمختلفة من هواتف وحواسيب وذكاء صناعي وكذلك السيارات الكهربائية تعتمد في تشغيلها بالأساس على البطاريات الكهربائية وهذه البطاريات يتم صنعها من مكون مهم وهو العنصر الكيميائي الليثيوم والذي يسمى بالذهب الأبيض الجديد أو الكنز الأبيض الجديد والذي أصبح يكشف عن قناع وجه بأنه أصبح أكثر طلباً وإقبالاً عن ذي قبل، بل إنه قد يقلب بعض الموازين في كثير من الدول في العالم. إن مراكز الأبحاث وتشغيلها وتدريب العلماء على البحث المستمر في مجال استخدام الليثيوم المتعدد الاستعمالات وإجراء التجارب ومحاولة الوصول والكشف إلى أكثر الطرق أماناً وسهولة في استخراجه واستخدامه سوف يساعد ذلك الأمر إلى الدخول على أبواب الصناعة الإلكترونية، بل قد يفرض سيطرته على العالم. يرجع السبب الرئيسي إلى أن هذا العنصر الكيميائي الليثيوم يدخل في مجال الاستدامة وبكل قوة بل أصبح استخدامه أساسياً لعجلة الحياة والتجارة والبيع البطاريات ولا يتضح هذا الأمر إلا خلال السنوات القادمة بسبب الإقبال على البطاريات واعتماد الأجهزة بنسبة 100 ٪ على الليثيوم في طريقة تشغيلها وعملها وإداراتها وإمداد الطاقة لها، بل هي القلب النابض لكل جهاز. إن الحاجة الأساسية لبطاريات الليثيوم يتضح من خلال الأرقام التي تتحدث عن نفسها حيث إنه خلال هذه السنوات تم بيع أكثر من ثمانية مليار بطارية في شتى أنحاء العالم، إن هذا الرقم سوف يتضاعف خلال الأعوام القادمة وسوف يكون أضعافاً مضاعفة عن الرقم السابق، ما يجعل ناقوس الحاجة إلى هذا المعدن سوف يكون أكثر طلباً وإلحاحاً.