استقرت أسعار النفط أمس الخميس بعد أن تراجعت في الجلسة السابقة بفعل مخاوف من ارتفاع التضخم في الولاياتالمتحدة بفعل ارتفاع تكاليف الطاقة مما قد يدفع الحكومة إلى الإفراج عن المزيد من مخزونات الخام الاستراتيجية لخفض الأسعار. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.5٪، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.3٪ بعد تقارير تفيد بأن التضخم في الولاياتالمتحدة ارتفع بأسرع معدل في 30 عامًا مما دفع الدولار للصعود، مع مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعد أن أفرجت الحكومة عن بعض الاحتياطيات الاستراتيجية. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 82.95 دولارا للبرميل في الساعة 0515 بتوقيت جرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 81.63 دولارا. وقال إدوارد مويا، كبير محللين "أواندا"، تحاول أسعار النفط الخام أن تجد موطئ قدم لها بعد انخفاض الأمس حيث أن التضخم الجامح في أمريكا يزيد الضغط على إدارة بايدن للاستفادة من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، وقال "يعرف متداولو الطاقة أن إطلاق الاحتياطي الاستراتيجي البترولي، لن يؤدي إلا إلى انخفاض قصير الأجل في الأسعار لن يوفر الكثير من الراحة للمستهلك الأمريكي." وأظهرت بيانات تضخم المستهلك يوم الأربعاء أن الأسعار في الولاياتالمتحدة كانت ترتفع بنسبة 6.2٪ على أساس سنوي. وارتفع الدولار وسط توقعات بأن الإجراءات التي يتخذها البيت الأبيض، والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للحد من ارتفاع الأسعار، قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد السياسة النقدية. عادة ما يتم تداول النفط عكسيا مقابل الدولار. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه طلب من المجلس الاقتصادي الوطني العمل على خفض تكاليف الطاقة ولجنة التجارة الفيدرالية لمقاومة التلاعب بالسوق في قطاع الطاقة لعكس التضخم. وقد تشمل بعض الجهود لخفض تكاليف الطاقة إطلاق المزيد من النفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأربعاء إن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت الأسبوع الماضي على خلفية حقن احتياطي البترول الاستراتيجي بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير مثل الديزل. وارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من نوفمبر، مقارنة مع توقعات المحللين بزيادة قدرها 2.1 مليون برميل. فيما بلغ إصدار احتياطي البترول الاستراتيجي 3.1 ملايين برميل، وهو الأكبر منذ يوليو 2017. ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لأسعار النفط خلال العامين الحالي والمقبل، كما عززت تقديرات إنتاج الخام في الولاياتالمتحدة. وبحسب تقرير آفاق الطاقة قصير الأجل لشهر نوفمبر الصادر يوم الثلاثاء، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس 68.28 دولارًا للبرميل العام المقبل، بزيادة 0.1% عن تقديرات الشهر الماضي. وبالنسبة إلى العام الجاري، من المرجح أن يبلغ سعر الخام الأميركي في المتوسط 69.02 دولارًا للبرميل، بارتفاع 0.8% عن توقعات الشهر الماضي، وفقًا للتقرير الذي تناولته "منصة الطاقة". ولم تشهد تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية لسعر خام برنت القياسي في العام المقبل أي تغيير عن تقييمات الشهر المنصرم، ليكون من المرجح أن يسجّل 71.91 دولارًا للبرميل في المتوسط العام المقبل. وفي المقابل، رفعت الإدارة توقعات سعر الخام القياسي إلى متوسط 71.59 دولارًا للبرميل هذا العام، بزيادة 0.3% عن توقعات الشهر الماضي. وعلى أساس شهري بلغ متوسط الأسعار الفورية لخام برنت 84 دولارًا للبرميل في الشهر الماضي، بزيادة 9 دولارات للبرميل عن سبتمبر، ونحو 43 دولارًا عن أكتوبر 2020. ومن المتوقع أن تظل أسعار برنت بالقرب من المستويات الحالية لبقية عام 2021، بمتوسط 82 دولارًا للبرميل في الربع الرابع، كما رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لمتوسط إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة إلى 11.13 مليون برميل يوميًا العام الحالي، بزيادة 1% عن التقديرات السابقة، من المرجح أن يسجل إنتاج أوبك من النفط العام المقبل 28.37 مليون برميل يوميًا، مقابل 28.36 مليون برميل يوميًا، في التوقعات السابقة. وبالنسبة إلى إنتاج أوبك من النفط في 2021، من المتوقع أن يصل إلى 26.34 مليون برميل يوميًا، ليكون أقل من التقديرات السابقة البالغة 26.36 مليون برميل يوميًا. وحول إنتاج العالم من النفط والسوائل الأخرى، من المتوقع أن يبلغ 101.42 مليون برميل يوميًا العام المقبل، بارتفاع 0.1% عن التوقعات السابقة. وفي العام الجاري، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ إنتاج النفط والسوائل عالميًا 95.97 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 95.86 مليونًا في تقييمات الشهر الماضي.