موهوبو كرة القدم يأخذون الفرصة بوقت باكر والمدربون ينجحون اتجهت غالبية الأندية العالمية إلى التعاقد مع اللاعبين صغار السن، ومنح فرصة أكبر للاعبي الأكاديميات الخاصة بالأندية ليمثلوا الفريق الأول، بعد التأثر الاقتصادي الكبير الذي تسببت به جائحة كورونا "كوفيد-19" وسوء الأوضاع المالية، إذ كانت بعض الأسماء الشابة قد برز نجمهم قبل الجائحة ما جعل الأندية الكبيرة تعزز صفوفها بالتعاقد معهم. وخلال الموسمين الأخيرين شهد الدوري الإنجليزي "البريميرليغ" ظهور لافت للأسماء الشابة في تشكيلات الفرق الكبيرة بالمسابقات المحلية والقارية، إذ تضم تشكيلة المدرب الإسباني بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي العديد من المواهب الصغيرة كان أبرزها الإنجليزي وأحد أبناء "السيتي" الناشئين بالأكاديمية فيل فودين (21 عاما)، الذي حقق "البريميرليغ" مع "السيتيزينز" وحصد الميدالية الذهبية بصفته البطل الأصغر للبريميرليغ بعمر (19 عاما)، وأصبح أصغر من سجل للنادي بدوري أبطال أوروبا. كما يشارك المدافع البرتغالي روبن دياز (24 عاما) مع "السيتي" منذ انتقاله من بنفيكا البرتغالي بعقد لمدة ست سنوات بلغت قيمته 61 مليون جنيه إسترليني، ويعتمد بيب على مواطنه الإسباني بمركز منتصف الميدان الدفاعي رودريغو هرناندز (25 عاما) والذي بلغت قيمة كسر عقده 70 مليون يورو قادمًا من أتلتيكو مدريد في عام 2019. أما جيرانهم الحمر الذين يقود جهازهم الفني غونار سولشاير فقد أعلنوا خلال العام الجاري عن تعاقدهم مع المهاجم الإنجليزي جادون سانشو (21 عاما) قادمًا من دورتموند بإحدى أغلى الصفقات في الفترة ما بعد الجائحة والتي بلغت 73 مليون جنيه إسترليني. وأكملوا تطعيم فريقهم بالأسماء الشابة بالاعتماد على المهاجم الإنجليزي ماسون غرينوود (20 عاما) الذي تدرج من الفئات السنية "لليونايتد" وشارك هذا الموسم في تسع جولات من أصل عشر خاضها الفريق في "البريميرليغ"، كما خطف اليونايتد لاعب منتصف الميدان الهولندي فان دي بيك (23 عاما) بصفقة بلغت قيمتها 35 مليون جنيه إسترليني في عام 2020 قادمًا من أياكس أمستردام. ولم يتوقف الأمر عند قطبي مانشستر، إذ تعاقد ليفربول بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب مع العديد من اللاعبين صغار السن، من أبرزهم البرتغالي دييغو غوتا (24 عاما)، الذي انتقل بقيمة 41 مليون جنيه إسترليني حسب ما ذكرته الصحف الإنجليزية في عام 2020 قادمًا من وولفرهامبتون. كما اقتحم تشكيلة "الريدز" الموهبة الإنجليزية الواعدة هارفي ايليوت (18 عاما) الذي انتقل من فولهام بصفقة لم يتم الإعلان عن قيمتها في 2019، وتعرض ايليوت لإصابة قوية في مباراة فريقه ضد ليدز يونايتد بالجولة الرابعة هذا الموسم، ويتوقع عودته للملاعب في بداية يناير 2022. ويمنح كلوب الفرصة للاعب الوسط الإنجليزي كورتيس جونز (20 عام) أحد مواليد ليفربول، إضافة إلى الويلزي صاحب المشاركات الأقل نكو ويليامز (18 عام) وهم من مخرجات الأكاديمية "الحمراء". أما أزرق العاصمة الإنجليزية تشيلسي فقد شهدت تشكيلته تواجد عدد من اللاعبين الذين لم تتجاوز أعمارهم (25 عامًا)، كان أبرزهم لاعب منتصف الميدان الألماني كاي هافرتز (22 عاما) المنتقل من بايرن ليفركوزن بصفقة تبلغ 62 مليون جنيه إسترليني، وصاحب الهدف الوحيد في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021 ضد مانشستر سيتي. وضمت الكتيبة الزرقاء أيضًا الموهبة الأميركية كرستيان بوليسيتش (23 عاما)، الذي بلغت قيمة انتقاله من دورتموند الألماني 64 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى الظهير الإنجليزي المنتقل من ليستر سيتي بن تشيلويل (24 عاما) والذي أعلن تشيلسي في عام 2020 أنه تم التعاقد معه بمبلغ 56 مليون جنيه إسترليني. في المقابل يضم الدوري الإسباني "الليغا" مواهب صغيرة تلعب لصالح ريال مدريد، أبرزهم المهاجم البرازيلي الذي تعول عليه الجماهير كثيرًا بسبب موهبته فينيسيوس جونيور (21 عاما) القادم من فلامنغو بصفقة بلغت 45 مليون يورو. كما استقطب "الميرنغي" لاعب منتصف الميدان الفرنسي ادواردو كامافينجغ (18 عام) قادمًا من ستاد رين في عام 2021، وقدرت الصفقة ب 31 مليون يورو في أغسطس 2021. أما تشكيلة برشلونة هذا الموسم، فقد اخترقها عدد كبير جدًا من اللاعبين الصغار، لكن الجماهير تأمل الكثير من النجم الاسباني إنسو فاتي (19 عاما) المتدرج من الفئات السنية ولعب أول مبارياته مع الفريق الأول في 2019. وشبه الكثيرون لاعب منتصف الميدان الاسباني بيدري (18 عاما) بنجم الفريق المعتزل تشافي هيرنانزيز، وكلف انتقال الموهبة الصغير النادي الكتالوني في 2019 من لاس بالاماس البرازلي 18 مليون يورو. ويشارك ديست (20 عاما) في التشكيلة الأساسية لبرشلونة، وانتقل في عام 2020 المدافع الأميركي صاحب النزعة الهجومية قادمًا من أياكس بصفقة بلغت 20 مليون يورو. ويبقى السؤال الذي يدور في أذهان محبي كرة القدم بعد هذا التوجه الملحوظ من الأندية الكبيرة، هل ستستمر إدارات الأندية على هذا النهج الذي يرتكز على جلب اللاعبين الصغار إضافة إلى إتاحة الفرصة للصاعدين من الأكاديميات بشكل أكبر من السابق؟. جوتا فودين روبن دياز