مرحباً بكم معاشر القرَّاء الأكارم أهلاً وسهلاً.. الأستاذ البارع المتفنِّن القدير: إبراهيم بن عبد الرَّحمن التُّركي آل عمرٍو.. عذب الحرف نديُّ الكلمة ينظر للمباهج ويبصرها، ويغمض ناظرتيه عن المعايب ويسترها، زكي النَّفس ذائع الصِّيت بالحسن، عرفته من كتابته إذ لم ألتقه بعدُ، وقرأته من لقاءاته وكلماته الافتتاحيَّة، وأبصرته من تسجيلاتٍ له صوتاً وصورة في كلمة مؤتمر ثقافيٍّ، أو محفل اجتماعيٍّ، أو احتفال أدبيٍّ، هو عذب الحرف نديُّ الكلمة، عبارته تنثال على لسانه منتخبةً انثيالاً، وتنسكب على قلمه انسكاب سلسالٍ، ويُشتهى منطِقه شَهداً ماذيًّا، وهو في حالَتيه الارتجال والكتابة قمَّة شمَّاء، قليل المثال نادر المنافس، يختار من الكلمات أعذبها، ومن الأساليب أسلسها معجونة بالنَّداوة والعذوبة، مسترسل الحديث إذا نطق، لا ينقطع لفظه قبل إتمام معناه فصيح نطقه لا يعلوه النَّهيج، ولا يختنق المعنى لجفاف اللفظة أو غموض المراد لقلَّة العبارة، أو نفور الكلمة وتشتُّت الدَّلالة لقلق الصِّياغة، بل يفي بذلك كلِّه جمال لفظ وسموُّ عبارة، يُعذِب اللفظ ويثري المعنى بتمام الفكرة مع حسن الإشارة. إنَّ الجمع بين حسن الارتجال وحسن الكتابة يندر اتِّفاقهما لشخصٍ واحدٍ، فالجمع بينهما يعدُّ ميزة، وهو ما برع به الأديب الأريب الأستاذ: التُّركي، فهو من أحسن النَّاطقين ارتجالاً، ومن أحسن الكاتبين حسن العبارة ويُسْرَ كتابةٍ وقليلٌ ما هم، فأهل الثَّقافة والأدب وعموم أهل المعرفة بعضهم لَسِنٌ ولكنَّه ثقيل القلم عسيره وربَّما نادره، وآخرون سيَّال قلمهم مع نزرٍ في القول والحديث الارتجاليِّ، وبعضهم يتكلَّم غير أنَّه إذا تكلَّم يعتريه من عيوب الخطابة والإلقاء ما يعتريه من فأفأة أو تأتأةٍ، أو يعلوه النَّهيج وينقطع نفسه جرَّاء حديثه، أمَّا الأستاذ التركي فجمع بين اللسانين النَّاطق والكاتب على صفة التَّمام والحسن والبراعة. ولقد قرأت بعض ما يكتبه فأدركت أنَّه ذو عناية وحدب على أهل الأدب ورجالات الثَّقافة والصِّحافة والإعلام من الرُّواد ومَن دونهم من أهل هذه البلاد المباركة بلادنا المملكة العربيَّة السُّعوديَّة، فكما يحرص على الكبار ويوقِّرهم وينشط لإبرازهم والإفادة منهم، فهو كذلك يشجِّع الشَّادين يأخذ بأيدي المبتدئين في هذه الميادين، لرغبته في تأسيس ركيزة ثرَّة كبيرة من أهل الثَّقافة والأدب تسمو بها بلادنا، فتنهض بها الثَّقافة العربيَّة على أيدي أبناء هذه البلاد المباركة، يرعاهم في المجلاَّت الأدبيَّة والثَّقافية الَّتي يرأسها، ويحرص على ذوي القلم أن يكتبوا فيما يتولَّى رئاسته منها، وأمر سعادته ظاهر شاهر في المجلَّة الفاتنة (الجزيرة الثَّقافية)، سدَّده الله وبارك فيه. عوداً على بَدءٍ.. من يقرأ للأستاذ التَّركي يجده يعزف على وتر الحرف، فكلامه منسوجة لفظيَّة، معانيها مطربة أخَّاذة، وهي نغمة طربيَّة، لها زجل الموشَّحات الفاتنات، وتطريب الأغاريد المُصبحات، إنَّه يكتب شعراً، وينطق درراً، ولقد عرفته وما عرفتُه، ولقد جهلته وما جهلته؛ فأعراف لفظه، وأعطاف حرفه كاشفة عن ذاته إنَّه ربيب المعالي، وابن الأخلاق السَّويَّة، لقد أخذ من الخلق الأسنى الحظَّ الأوفر، وله في الأدب القدح المعلَّى، فلله درُّه ما أجمل لفظه ناطقاً! وما أعذب حرفه كاتباً! حفظ الله الأستاذ المتصرِّف والمتكلَّم المبدع والكاتب المتفنِّن القدير: إبراهيم بن عبد الرَّحمن التُّركي آل عمرٍو، وبارك له في عمله وعمره، وجعله للثَّقافة قلباً نابضاً وللأدب حامياً حافظاً. والحمد لله رب العالمين. ودمتم في رعاية الله وحفظه وكلاءته معاشر القرَّاء. * كلِّيَّة اللغة العربيَّة - جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة.