بيئة العمل الإيجابية يصنعها القادة في المقام الأول، القيادي الناجح تنعكس ثقافته وأخلاقه وقيمه ومهاراته على كل العاملين، هذا القيادي ينظر لكل أعضاء فريق العمل نظرة ثقة تتسم قبل كل شيء بالإنسانية. هذه النظرة التفاؤلية حافز قوي يعزز ثقة الموظف بنفسه ما يدفعه لتطوير أدائه واستثمار ثقة المسؤول في تنمية مهاراته وتحسين إنتاجيته. سيكون هناك فوارق مهنية بين أعضاء فريق العمل، وهذا أمر طبيعي في أي بيئة عمل. قيادة الفريق وفق ثقافة تتسم بالثقة بالجميع، والتحفيز والعدالة في فرص التطوير سيجعلان حتى العضو الضعيف في أدائه أو المنسحب أو من يشعر بالتمييز، يتحرك ويصبح عضواً فاعلاً في فريق العمل؛ لأن القيادة لم تيئس من تطويره، وبدأت بالجانب الإنساني كمدخل للتطوير المهني. في هذا المجال حالات وقصص كثيرة من النجاح لأفراد كان ينظر إليهم نظرة سلبية لكنهم حققوا تحولاً مميزاً؛ لأن الإدارة ذات ثقافة قيادية تركز أولاً على الجوانب الإنسانية في الإنسان ثم تنتقل إلى الجوانب المهنية، وتعمل بمشاركة الموظف على مناقشة المشكلة والتوصل إلى حلول. من المهم إحداث توازن بين أهداف المنظمات وأهداف الأفراد وهذه مسؤولية المديرين. في هذا المجال تقدم مارتال فيني مؤلفة كتاب (الإدارة الفعالة للموظفين) نصيحة للمديرين من خلال فصل بعنوان: إذا منحت الآخرين أفضل ما لديك فسوف تحصل على أفضل ما لديهم. تقول النصيحة: إذا كنت تدير مجموعة من الأفراد، فإنك تقف على التقاطع الذي يجمع بين أهداف ورسالة المؤسسة المهمة والطموحات الشخصية للعاملين ومشاعرهم ودوافعهم. وإذا وجدت أن هناك اختلافاً بمقدار 30 % بين قسمك والأقسام الأخرى، فإن عليك أن تستحمل اللوم على ذلك إذا كنت أقل من الأقسام الأخرى، أو لك أن تفخر بهذا الإنجاز إذا كنت أفضل منها. لذلك فالاختيار يعود لك، وكذلك ترجع إليك قوة إحداث تغيير حقيقي مع كل فرد على حدة. في إدارة الموظفين، علينا أن نتذكر أن الحوافز في بيئة العمل متنوعة، وأن المال أحدها، لكنه ليس كافياً لوحده للتحفيز والتطوير وحل المشكلات.