غادرت إيمان صالح علي وأسرتها محافظة الجوبة في مأرب في ظلمة الليل، لا يحملون سوى ملابسهم على ظهورهم، هرباً من هجمات ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. وكانت هذه المرة الثانية التي يضطرون فيها للفرار بسبب القتال في محافظة مأرب اليمنية. ومع عدم وجود مكان للإقامة، تنتظر أسرة إيمان المساعدة مع 25 عائلة أخرى في مخيم مؤقت في وادي عبيدة شرقي مدينة مأرب الذي يؤوي بالفعل مئات الآلاف من النازحين. وقالت إيمان، وهي في الخمسينيات من العمر: "نزحنا في ليل مظلم، ما شلينا من أدواتنا حتى بطانية... الواحد يشرد بنفسه". وأضافت "نطالب لنا فراش ودفا ووقا وخيام... إلى ما الله يجيب لنا دنيا نستقر فيها ونجلس فيها". وتقول الأممالمتحدة إن نحو عشرة آلاف نزحوا الشهر الماضي بسبب هجمات الحوثي المستمرة على مأرب. وشددت الحكومة اليمنية الأمن في مدينة مأرب مع تحرك الحوثيين لاستهداف المناطق السكنية. وفي الأسبوع الماضي كثّف الحوثيون هجماتهم على منطقتي العبدية وحريب، في حين لا يزال القتال مستمراً في الجوبة وجبل مراد حيث كانت تعيش إيمان قبل أن تضطر لمغادرتها قبل شهرين بسبب المعارك. قالت إنها وأفراد أسرتها كانوا يأملون في البقاء في الجوبة لكن الحرب لاحقتهم فيها أيضا. وأضافت "ما احنا قادرين على الإيجارات، ما بنقدر نجيب إيجارات. ما معنا دخل يومي ولا معنا شيء". * المساعدات تتدفق وقال ديفيد جريسلي منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن لرويترز: إن الوصول إلى العبدية التي يقطنها نحو 35 ألف نسمة شديد الصعوبة، لكنهم حصلوا الآن على تصريح بالمرور رغم استمرار المخاوف الأمنية. وأضاف أنه من حسن الطالع أن الطعام وُزع بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي قبيل بدء القتال. وتؤجج الهجمات الحوثية المستمرة الأزمة الإنسانية في اليمن التي تركت الملايين على شفا المجاعة وجعلت 20 مليوناً في حاجة للمساعدة. قال جريسلي "نرسل مسبقاً الكثير من الإمدادات والطعام والدواء إلى المنطقة وكذلك أدوات للتعامل السريع توفر لوازم النازحين الأساسية". وذكر أن ما بين 200 و250 مدنياً يلقون حتفهم شهرياً في أنحاء اليمن هذا العام لأسباب منها الألغام الأرضية التي يزرعها الحوثي، واستخدام الصواريخ الباليستية على المناطق السكنية. وقال: "فقد كل هذه الأرواح شهرياً أمر غير مقبول".