تُعد رؤية المملكة 2030 منذُ أن أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد محمد بن سلمان -عراب الرؤية- ورشة عمل عملاقة تهدف إلى التحول جذرياً باقتصاد المملكة والحياة الاجتماعية بما فيها إلى الأفق عالياً، وهذا ما لمسه الشعب خاصةً وجميع أنحاء العالم عامةً من تنفيذ الكثير من المشروعات والمبادرات المختلفة في شتى المجالات التي تضمنها الرؤية. ويأتي مشروع قطاع الفضاء في المملكة ضمن اهتمام الحكومة الرشيدة بعد ما أن تمكنت المملكة من تسجيل اسمها كأول دولة عربية تشارك في رحلة الفضاء ديسكفري 1985م الذي واكب انطلاقتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ليأتي بعدها ثمرة اهتمام قيادتنا الرشيدة بهذا المجال وتطويره بما يواكبه من برامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية والتي تعد أحد برامج رؤية المملكة 2030. وحققت المملكة العديد من الإنجازات العلمية في مجال الفضاء أولها صعود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على متن ديسكفري كأول رائد فضاء عربي، واستمر ذلك الاهتمام مع إطلاقة رؤية 2030 لتكون الجهة الوطنية المسؤولة عن تطوير القطاع الفضائي وتوجيه الجهود بما يحقق للمملكة الريادة والمكانة الدولية التي تستحقها. أقمار صناعية إن دور الأقمار الصناعية يتعاظم يوماً بعد يوم في خدمة المشروعات التنموية والاقتصادية التي تنتجها أي دولة، حيث تتعدد أغراضها التي تتصدرها الاتصالات بصورها المختلفة المسموعة أو المرئية والتي جعلت العالم قرية صغيرة كما شملت المسح الطبوغرافي والتصوير الفضائي، فأصبح الاعتماد على صور الأقمار الصناعية ضرورياً في أعمال كثيرة كالتوسع العمراني، واكتشاف الثروات والموارد الطبيعية، أيضاً التنبؤ بالطقس لفترة طويلة، وأعمال الملاحة البرية الجوية وغيرها، إلاّ أن استخدامها لا يقف على ذلك وحسب، بل تشكل الأقمار الصناعية الجزء الأكبر للاستخدامات العسكرية، وتعتبر أحد المكونات الاساسية في أنظمة الدفاع الاستراتيجي للدول، لنرى اليوم حرص المملكة في خوض صناعة الأقمار الصناعية والتي نجحت فيها خلال العقود الماضية بتصميم وتصنيع ثلاثة عشر قمراً صناعياً بواسطة قدرات وطنية ذات كفاءة عالية في معامل ومختبرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لتمتلك اليوم المملكة القدرة الوطنية ليس فقط في مجال إطلاق الأقمار الصناعية وإنما أيضاً في مجال تصنيعها، فنشاهد اليوم حرص المملكة ورفعها من مستوى اهتمامها بقطاع الفضاء وذلك من خلال التعاون مع الجهات العلمية الدولية وإبرامها الكثير من الاتفاقيات والصفقات التعاونية مع مختلف الأطراف الدولية مع قادة اقتصاد الفضاء 20 بهدف تعميق التعاون في مجال تقنية الفضاء الخارجي وتطبيقاته، وتعزيز مستوى التعليم فعلوم الفضاء والطيران والبرامج التعليمة وتنمية الكوادر الوطنية، وغيرها من الاتفاقات التي تعزز من ازدهار ونهوض هذا المجال. عضو مهم وقال د. عبدالمحسن العثمان -مدير المركز الوطني لتقنية الأقمار الصناعية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية-: تُعد المملكة عضواً مهماً في لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السليمة التابعة للأم المتحدة، بعد توقيعها عام 1979م لمعاهدة الأممالمتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السليمة، وتم مصادقة المملكة في عام 1979م على معاهدة القمر، وفي عام 1985م شاركت المملكة في رحلة المركبة ديسكفري من خلال صعود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي، وأنشأت المملكة في عام 1986م المركز السعودي للاستشعار عن بُعد، كما أنشأت معهد بحوث الفضاء والطيران في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عام 1997م، وما بين الأعوام 2000م وحتى عام 2020م أطلقت المملكة أول قمر سعودي -سعودي سات 1أ و ب-، كما أطلقت أول قمر سعودي للاستشعار عن بُعد، وشاركت المملكة في مهمة استكشاف القمر "تشانغ إي 4"، وأنشأت الهيئة وقامت باستضافة الاجتماع الأول لقادة اقتصاد الفضاء. أنظمة مشتركة اتفاقيات تشمل المشاركة في رحلات علمية واستكشاف الفضاء الخارجي وأوضح د. العثمان أنه أثمر اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- بمشروع قطاع الفضاء في المملكة والذي استمر مع إطلاق رؤية 2030، حيث رفعت المملكة من مستوى اهتمامها بقطاع الفضاء من خلال اتفاقيات وتعاون مع جهات علمية دولية، فقد وقعت المملكة مع جمهورية الصين الشعبية مذكرة تفاهم خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين في 16 مارس 2017م، وتمت بموجبها مشاركة المملكة ضمن الرحلة العلمية المشتركة مع الصين التي أطلقت ضمن المهمة الفضائية الصينية -تشانغ إي 4 في 20 مايو 2018م- حيث تم التقاط صور فضائية للقمر باستخدام الأنظمة السعودية لإستكشاف ومسح سطح القمر، أيضاً تم توقيع اتفاقية تعاون بين حكومتي المملكة وروسيا الاتحادية في أكتوبر 2017م خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا، في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السليمة، حيث هدفت الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في مجال استكشاف الفضاء واستخدامه للأغراض السلمية ومشاركة المملكة في الرحلات الفضائية الروسية واستكشاف الفضاء بالمركبات المأهولة وغير المأهولة، مع الاستفادة من تقنيات الفضاء وتطوير أنظمة مشتركة في المشروعات التجارية والبحوث والتطوير والإنتاج والتصنيع في مجالات الفضاء، مشيراً إلى أنه تم توقيع اتفاقية تفاهم بين الهيئة السعودية للفضاء ومؤسسة الفضاء الحكومية الروسية في مجالات الرحلات الفضائية المأهولة. بحوث الفضاء وأكد د. العثمان على أنه في 2011م تم توقيع اتفاقية تعاون ثنائية بين المملكة ممثلةً بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجمهورية كازاخستان، تهدف هذه الاتفاقية الى التعاون في مجالات بحوث علم الفضاء والاستشعار عن بُعد لكوكب الأرض، واتصالات الأقمار الصناعية والاقمار الصناعية للملاحة الفضائية، مع استخدام البنية التحتية للفضاء، وكذلك تصنيع المركبات الفضائية ومكوناتها، وأحكام واستخدام خدمات الإطلاق، كما تم توقيع اتفاق الشراكة بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا -كالتك-، تم بموجبه إنشاء مركز تميز الأرض والفضاء، وذلك من أجل زيادة مساهمة المملكة في مجالات أبحاث الأرض والفضاء، حيث يعد أحد مراكز التميز البحثية المشتركة، لتطوير تقنيات الأقمار الصناعية، واستخدام بياناتها للتعامل مع التحديات المصاحبة لدراسة التشوهات السطحية وتحت السطحية لقشرة الأرض، ذاكراً أنه في عام 2010م تم توقيع اتفاقية تعاون ثنائية بين المملكة العربية السعودية ممثلةً بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجمهورية أوكرانيا، وذلك في مجالات علوم الفضاء الأساسية والاستشعار عن بُعد والجيوفيزياء، مما يفتح المجال أمام الباحثين والموظفين المعنيين بهذه المجالات للتدريب والمشاركة العلمية والهندسية والفنية، وتبادل المعدات والبيانات ونتائج التجارب والمعلومات العلمية والتقنية، وتطوير برامج صناعية وتجارية في مجالات الدراسة، وتنظيم الندوات العلمية وغيرها من الاجتماعات المشتركة. تطوير قمرين صناعيين سعوديين بمواصفات عالمية القمر السعودي الصناعي للاتصالات