في رحلة الحياة ومحطاتها تلتقيك نماذج إنسانية مشرقة تبقى في طيات الذاكرة بما قدموه من وقفات رائعة وما أسدوه من صنائع طيبة، إنهم أولئك الذين تجدهم أمامك يوفرون لك النصح ويزيلون عن طريقك كل عائق ويمدون لك يد العون ويضبطون سعيهم مع خطواتك إلى أن يتأكدوا أنك قد أنجزت مبتغاك وقد نلت الرضا. إن ما يؤصل مواقف تلك النماذج الطيبة من أبناء الوطن الغالي ويقويها ويمنحها ذلك البقاء الخاص والاستمرارية في ذاكرتنا ونفوسنا وحكاياتنا، أنها أفعال صادرة من قلوب تنبض بحب الناس وتقديرهم دون تمييز وتسعى لاحتواء الجميع دون تفرقة.. ويأخذ هذا المعنى أصالته وروعته إذا غمرك به أحد هؤلاء الرجال النبلاء من بيئة مجتمعك، حيث يحتاج المرء دائماً لمن يدله ويساعده ويقف بجانبه في ظروفه. يحضرني وأنا أستعيد ملامح تلك الصورة الناصعة مواقف ومساهمات الأخ ثامر صالح المطوع، فكثير من الناس الذين التقيت بهم منهم من كان شاكراً، ومنهم من كان مادحاً متعجباً مذهولاً من رجل مميز يتردد اسمه في كل مجلس فمن يعرفه يقول لك إن تلك المواقف والكلمات التي سمعتها عنه ليست غريبة مما يدخر هذا الإنسان النبيل من صفات حميدة وفكر حضاري فهو لا يكتفي بأن يحقق لك ما تريد، بل يتابع بنفسه رغم ارتباطاته وانشغالاته المتعددة حتى يكون العطاء كاملاً خالصاً لوجه الله العلي القدير مما جعل منه إنساناً فريداً منفرداً بسلوكه وعمله ومواقفه النبيلة. إنه رجل تألفه من أول وهلة يشعرك ببساطته وبذات الصلة من دفء المعرفة وعمق الصلة، ولئن كان هناك ما يميز الأخ ثامر المطوع ويمنحه معناه فليس هناك مثل حسن الخلق ورقي التعامل تجللهما تلك الابتسامة التي تكشف عن كريم الأصل ونقاء النفس وصفاء المعدن وكأنما صافحتك نسمة في هجير الصحراء.