في سبيلكَ لتحقيق إنجازات عظيمة في هذه الحياة ستواجه الكثير، وعليكَ أنْ تُدركَ ذلك؛ كي لا يعتريكَ اليأس، أو يتخطّف قلبكَ الخوف. قبل البدء بأيّ مرحلة جديدة تخصّكَ، وتُشعِل قلبكَ شغفًا، امنح نفسكَ وعدًا بألّا تتراجع أو تتهاون، وأنْ تحاول من جديد مهما تعاظمت تجاربك الفاشلة، امنح نفسكَ وعدًا بأنْ تصبر على قلة خبرتك وعلمك، أنْ تصبِر على كلّ المرات التي ستشعُر بها أنّ عقلكَ لمْ يعُد يستوعِب بما يكفي لإكمال ما بدأته، وخطّطتَ لأجله! امنح نفسك وعدًا بأنْ تستمِع لنصائح مَن هُم أكثر منكَ خبرة؛ لتأخذ منها ما يُناسبك، ويُرشدك. امنح نفسكَ وعدًا بأنْ تُنجِز مهامك، بأمانٍ واطمئنانٍ، فالاطمئنان يرفع مستوى التركيز والكفاءة لديك، وبأنْ تحافظ على روح المُغامرة، والحماسَة دون أدنى توتر أو غضب. والأهم في الأمر كله أن تهتمّ بنفسك، نفسكَ تنتظر الحُب والاهتمام منكَ أولًا، ثمّ إنْ فعلَ أحدهم فستكون إضافة جميلة يُرَحَّب بها بكلِّ حب، صدقني أغلب الذين يجعلون رأي الآخرين هو الأساس يتخبّطون في حياتهم، يومٌ إلى النور وآخرٌ إلى العتمة، بكلمةٍ داعمة تشرُقُ شمس حلمهم، وبكلمةٍ مُثبّطة تغيب، ويغيبُ معها أملهم! لا أنكر مدى تأثير الكلمة المُحفزّة على مستوى إنتاجيّتك؛ لكنّني أُفضّل أنْ تكون الكلمة الداعمة نابعة مِن داخلك، من مصدرٍ موثوق، أُفضِّل أنْ تكون من نفسك إلى نفسك. نفسك التي شهِدت جميع محاولاتك، تعرفُ قوّة عزيمتك، وإصرارك، تُقدّر مقاومتك، نفسك التي سيعزُّ عليها أنْ تقلِّل من قيمة ما فعلَتْهُ، انصتْ لها دائمًا، واخلق معها حديثًا إيجابيًّا، ثِق بها جيدًا، ثمّ استقبل دعم الآخرين بشغفٍ، تقبّل نقدهم البنّاء بِنيّة الإصلاح والتطوير، وارفض أي تصوّر سلبي عن ذاتك، وبذلك تكون قدْ طليتَ البناء الذي بنيْتَه بطلاءٍ عازل! يعزُلُ جميع الانتقادات المُحبِطة التي قدْ تُلطِّخه، أو تُشوِّهه، بناؤك الذي أصبَحَتْ حمايته وحراسته مسؤوليتك منذُ أنْ وضعتَ به حجر الأساس، فهلْ تتهاون بعدئذ تدرّجت في بنائه طوبةً تلو الأخرى؟ هل تتركه يتهشّم بكلمةٍ من هنا وحدثٍ من هناك؟