ارتفعت أسعار النفط جنبًا إلى جنب مع أسواق الأسهم بينما حوّل التجار انتباههم إلى اجتماع (أوبك+) غداً الاثنين الذي تستضيفه عاصمة الطاقة العالمية، الرياض شهريا برئاسة وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الذي قد يؤدي إلى زيادة العرض. ارتفعت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 1.1٪ يوم الجمعة. وسجل الخام الأمريكي القياسي مكاسب أسبوعية سادسة على التوالي، وهي أطول سلسلة من الارتفاعات الأسبوعية منذ أوائل يوليو. في الأسبوع الماضي، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط تسليم نوفمبر 85 سنتًا ليستقر عند 75.88 دولارًا للبرميل، حيث ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 2.6 ٪ هذا الأسبوع، وارتفع برنت لتسوية ديسمبر 97 سنتا ليستقر عند 79.28 دولار للبرميل. كما حذرت شركة جي بي مورجان من أن تفاقم أزمات الغاز الطبيعي في آسيا وأوروبا سيحفز العديد من مولدات الطاقة على التحول إلى الوقود القائم على البترول بحيث يصل سعر خام برنت إلى 84 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام. ومن المرجح أن يضيف المزيد من الضغط التصاعدي إلى أسعار الفحم والغاز الطبيعي المسال المرتفعة بالفعل، فضلاً عن المنتجات النفطية بما في ذلك زيت الوقود والديزل والبروبان، والتي يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء أو لتشغيل المولدات الصغيرة. وهذا يعزز التدقيق في الخطوة التالية لأوبك + عندما تجتمع غدا الاثنين. فيما استمرت الظنون حول ما إذا كانت أوبك + ستقرر زيادة الإنتاج بعد إحياء إنتاجها بمقدار 360 ألف برميل يوميًا في سبتمبر، وفقًا لمسح أجرته بلومبرج. كان إنتاج الشهر الماضي أقل من العتبة التي تتوقع الأسواق أن تزيد أوبك إنتاجها، ولا تملك الكثير من الدول في أوبك القدرة على زيادة الإنتاج كثيرًا، وفقًا لبوب ياوجر، مدير قسم العقود الآجلة في ميزوهو. لكن هذا لم يمنع الأسواق من تسعير احتمالية أن تذهب أوبك "إلى أبعد من ذلك" في الإنتاج. يركز المستثمرون أيضًا على الطلب بعد أن أمرت الصين شركاتها المملوكة للدولة بتأمين إمدادات الطاقة لفصل الشتاء بأي ثمن حيث تكافح البلاد مع أزمة طاقة متفاقمة، بعد أن قال البيت الأبيض يوم الخميس إن ارتفاع أسعار النفط كان مصدر قلق. وقالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق المالية في سيتي إندكس: "إن النفط مدعوم باحتمال تجاوز الطلب للعرض خلال الأشهر المقبلة". وأضافت إن "توقعات الطلب في المستقبل قوية." في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء الروسية انترفاكس الروسية يوم السبت ارتفاع إنتاج روسيا من مكثفات النفط والغاز إلى 10.72 ملايين برميل يوميا في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ 11.34 مليون برميل يوميا ضخت في أبريل 2020. ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن بيانات رسمية أن إجمالي إنتاج النفط والغاز المتكثف بلغ 43.86 مليون طن الشهر الماضي، مقابل 44.09 مليون طن في أغسطس، عندما انخفض بعد حريق في مصنع معالجة غازبروم. وقالت إنترفاكس يوم السبت أيضا إن إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا ارتفع الشهر الماضي بنحو 10٪ من أغسطس إلى 61.05 مليار متر مكعب. وجاء الارتفاع في إنتاج النفط والغاز الروسي المتكثف متماشيا مع التقارير السابقة. وقال مصدر بالقطاع إن إنتاج مكثفات الغاز، وهو نوع من النفط الخفيف مستثنى من حصة الإنتاج الروسية بموجب اتفاق أوبك +، قد تعافى تقريبا الشهر الماضي إلى مستويات يوليو، عندما بلغ إنتاج المكثفات 3.07 ملايين طن. في وقت، ارتفع إنتاج نفط أوبك أيضا في سبتمبر إلى أعلى مستوياته منذ أبريل 2020 مع تعافي الإنتاج النيجيري من خسائر غير طوعية وخفف كبار المنتجين في المنظمة قيود الإمدادات بموجب اتفاق مع حلفائها. وقالت مصادر إن أوبك + تدرس تجاوز اتفاقها الحالي لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا، في وقت بلغت فيه أسعار النفط أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات ويضغط المستهلكون من أجل مزيد من الإمدادات. ويجتمع تحالف أوبك+ غدا لمراجعة سياسة الإنتاج، وفي يوليو، اتفق التحالف على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا في الشهر للتخلص التدريجي من 5.8 ملايين برميل يوميًا. وقالت أربعة مصادر في أوبك + إن المنتجين يفكرون في إضافة أكثر من تلك المتوخاة في الاتفاق، لكن لم يقدم أي منهم تفاصيل عن الكمية، أو متى ستزيد الإمدادات. وأشار مصدر آخر في أوبك + إلى أن زيادة 800 ألف برميل يوميا لمدة شهر ممكنة، مع صفر في الشهر التالي. إن أقرب شهر يمكن أن تحدث فيه أي زيادة هو نوفمبر منذ أن قرر الاجتماع الأخير لأوبك + أحجام أكتوبر. وقال أحد مصادر أوبك + "لا يمكننا استبعاد أي خيار". وقال مصدر آخر "إن الفكرة التي تقول أن سوق النفط قد يحتاج إلى نفط أكثر من الاتفاق الحالي المخطط لها كانت أحد السيناريوهات المحتملة". إلا أن أغلب المصادر يشيرون إلى أن النتيجة الأكثر احتمالا هي الالتزام بالخطة الحالية. كان أعلى سعر للنفط الأسبوع الماضي حينما ارتفع خام برنت يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات فوق 80 دولارًا للبرميل، مدعومًا بانقطاع غير مخطط له في الولاياتالمتحدة وانتعاش قوي في النشاط الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة مع خروج العديد من الدول من الوباء. فيما تم تداول الأسعار يوم الخميس دون 79 دولارًا بقليل. واتفق الجميع على أن ارتفاع أسعار النفط والغاز والفحم والطاقة يؤدي إلى تغذية الضغوط التضخمية في جميع أنحاء العالم وإبطاء الانتعاش.