سجّل النفط أمس مع مطلع هذه السنة، أعلى مستوياته منذ منتصف عام 2015، وسط احتجاجات واسعة ضد الحكومة في إيران واستمرار خفض الإمدادات الذي تقوده منظمة أوبك وروسيا. وأفادت مصادر في قطاع النفط والشحن الإيراني، بأن الاضطرابات «لم تؤثر في إنتاج النفط وصادراته»، علماً أن إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتضخ نحو 3.8 مليون برميل يومياً. واستقرت العقود الآجلة لبرميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي على 60.4 دولار، بعدما ارتفعت في وقت سابق من الجلسة إلى 60.74 دولار، مسجلة أعلى مستوياتها منذ حزيران (يونيو) 2015. ولم تتغير أيضاً العقود الآجلة لبرميل خام القياس العالمي مزيج برنت، لتظل على مستوى 66.8 دولار، بعدما زادت إلى 67.29 دولار في وقت سابق من الجلسة، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أيار (مايو) 2015. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 2014، التي يفتتح فيها سعر الخامين العام على مستوى أعلى من 60 دولاراً البرميل. إلى ذلك، لم تستبعد وكالة «موديز إنفستورز سيرفيس» أمس، أن «تتراوح أسعار النفط بين 40 و60 دولاراً هذه السنة»، ولفتت إلى أن «وفرة إمدادات الغاز الطبيعي الأميركية ستكبح الأسعار حتى مع ارتفاع الطلب». ورجّحت «موديز» أن «تظل الأسعار في نطاق محدود وربما تتقلب، بفعل مزيج من زيادة الإنتاج الصخري الأميركي وانخفاض الإمدادات العالمية، ولو أنها كانت لا تزال كبيرة وعدم الامتثال المحتمل بخفوضات الإنتاج المتفق عليها، خصوصاً إذا زاد فتور نمو الطلب». وذكرت «موديز» أن أسعار النفط «ارتفعت نهاية العام الماضي، بدعم من توقعات تمديد «أوبك» اتفاقها لخفض الإنتاج واضطرابات سياسية في منطقة الشرق الأوسط». الانتاج الروسي وواصل إنتاج روسيا من النفط نموه العام الماضي، وبلغ متوسطه اليومي 10.98 مليون برميل مسجلاً أعلى مستوياته في ثلاثين عاماً، على رغم تباطؤ وتيرة النمو عن 2016، نتيجة المشاركة في اتفاق عالمي لخفض الإمدادات تقوده منظمة «أوبك». وأعلنت موسكو أنها ستخفض إنتاجها بنحو 300 ألف برميل يومياً من أعلى مستوى شهري في 30 عاماً عند 11.247 مليون برميل يومياً الذي سجلته في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، وحققت الخفض المستهدف بحلول الربع الثاني. واتفقت «أوبك» وروسيا على تمديد الخفض حتى نهاية هذه السنة. وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية، أن إنتاج النفط ومكثفات الغاز بلغ 10.95 مليون برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ارتفاعاً من 10.94 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر). وبالأطنان، زاد إنتاج النفط إلى 46.322 مليون طن الشهر الماضي من 44.782 مليون طن في تشرين الثاني، مدعوماً بزيادة 0.2 في المئة في إنتاج «روسنفت» أكبر شركة منتجة للخام في روسيا. وبالنسبة إلى عام 2017، بلغ متوسط الإنتاج 10.98 مليون برميل يوميا، مقارنة ب10.96 مليون برميل يومياً في 2016، و10.72 مليون برميل يومياً في 2015. وبالأطنان، بلغ إنتاج روسيا النفطي 546.8 مليون طن العام الماضي، في مقابل 547.5 مليون طن في 2016، الذي كان أطول بيوم واحد. وتستخدم «رويترز» نسبة البرميل إلى الطن 7.33 إلى واحد. ولم يستبعد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن «يبقى إنتاج النفط عند 547 مليون طن هذه السنة، في حال استمر الخفض حتى نهاية العام، بموجب الاتفاق». وكانت وكالة الطاقة الدولية أشارت إلى «احتمال استمرار الإنتاج حول المستويات الحالية، بعد قرار «أوبك» ومنتجين آخرين الذي يقضي بتمديد الخفض حتى نهاية هذه السنة». وتعززت أسواق النفط بفعل تراجع الإنتاج والطلب القوي من الصين على مدى العام. وارتفعت أسعار الخام 20 في المئة العام الماضي، لتصل إلى نحو 67 دولاراً للبرميل. ويشكل إنتاج الولاياتالمتحدة المتزايد، الذي اقترب من عشرة ملايين برميل يومياً، العامل الوحيد الذي يضغط على أفق الأسعار هذه السنة. وبلغ إنتاج روسيا من الغاز الطبيعي 63.5 بليون متر مكعب الشهر الماضي، في مقابل 60.6 بليون متر مكعب في تشرين الثاني.