نحتفل في هذه الأيام باليوم الوطني السعودي، وهو فرصة لنا نحن المواطنين لأنْ نستشعر فيه جميع النعم التي نرفل بها جميعاً في وطننا وننغمس في ملذاتها والعيش برغد آمنين مطمئنين شاكرين لله وحامدين على أن رزقنا وطناً محبّاً يحتوينا، وقيادة رشيدة طموحة تعمل بلا كلل ولا ملل في تحقيق الرفاهية والتمكين للمواطنين. إن المواطنة ليست مجرد كلمة نتغنى بها اليوم، بل هي (مسؤولية وشرف)، فلا يمكن بأي حال من الأحوال التملص منها أو ادعاؤها دون تحمّل ما تعنيه من معانٍ سامية. والدولة -أيدها الله- أعطت الكثير، وبذلت الغالي والنفيس، وأنفقت الملايين في الخطط والمشاريع التنموية، ففي كل يوم نسمع ونرى منجزات وطنية، ومشاريع يشار إليها بالبنان في عدة مجالات، الهدف منها هو تمكين المواطن ورفاهيته وتحسين جودة حياته. والمواطنة في المجتمع الوظيفي من وجهة نظري تعني: التزام الأمانة في الحفاظ على مكتسبات الدولة والمال العام وأسرار العمل من بيانات ومعلومات، وإتقان العمل والاحتراف في تأديته بمهنية وأخلاق عالية، والنزاهة في الأداء دون محاباة وتحيز، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وأيضاً الإخلاص في العمل، واستشعار الرقابة الإلهية في العقل والضمير والوجدان، والولاء والانتماء للمنظمة، وبذل الجهود اللازمة لتحقيق النجاح للخطط والأهداف الإستراتيجية في أن تكون أثراً ملموساً، وواقعاً مشاهداً، وتعزيز ثقة الجمهور والعملاء، والسعي إلى كسب رضاهم. فجميعنا اليوم مسؤولون عن الوطن، وننهض بهذه المسؤولية من خلال أدائنا للعمل، فليس شرطاً أن تكون جندياً حتى تذود وتدافع عن الوطن وتحمي مكتسباته، فأنت اليوم من خلال عملك تستطيع أن تمارس وتمثل المواطنة بأفضل صورة لها. ختاماً: ما أجملَ أن يكون الموظف مستشعراً للمواطَنة طوال فترة أدائه للعمل، مخلصاً، نافعاً، نزيهاً، ناشراً للخير والفضيلة، صادقاً، حاملاً للقيم الرصينة، والأخلاق العالية الرفيعة، مساهماً في بناء الوطن وازدهاره، وأن نشارك سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الطموح في "أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلاّ أن نجعله في مقدمة دول العالم".