من الفأل الحسن أن يتزامن اليوم العالميّ للترجمة الموافق يوم الخميس الثلاثين من سبتمبر مع ما تقومُ به هيئة الأدب والنشر والترجمة من فعالياتٍ وأنشطة وحراك دؤوب من أجل النهوض بهذا المُثلث -الأدب والنشر والترجمة- وهي الأركان التي تقومُ عليها الحضارات، ومن اليُمن أن يُقام معرض الكتاب تحت إشراف هذه الهيئة، والذي يُفتتح بإذن الله بعاصمة المملكة العربية السعودية -الرياض- عاصمة الثقافة يوم الجمعة الأول من أكتوبر للعام 2021م. ولقد بدأ الاحتفاء والاحتفال بالمترجمين من الاتحاد الدوليّ للمترجمين في العام 1991م، وأحسنت الجمعية العامة للأمم المُتّحدة حين صادقت على اعتماد الثلاثين من سبتمبر يومًا عالميًا للترجمة؛ تقديرًا لهذه المهنة وأهميتها التي تَطالُ جميع الأنشطة والثقافات، ودورها في الربط بين الأمم والشعوب والحضارات، سواءً من خلال الترجمة التحريرية، أو الشفوية أو السمعبصرية، وقد لاقت هذه المجالات العناية المُستحقّة من جامعاتنا السعودية، وذلك من خلال كلياتها ومعاهدها ومراكزها، وما الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات والندوات التي تُقام بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن فيما يخص الترجمة والمترجمين إلا أنموذجًا على ما تحظى به الترجمة، ومما تجدر الإشارة إليه أن جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ممثلةً بكلية اللغات قد حصدت أربع جوائز في مسابقة جامعة الأمير سلطان الإقليمية للترجمة للعام 2021م. ولقد أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالترجمة والمترجمين؛ وذلك من خلال جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة، التي تُعد من أكبر الجوائز العالمية التي تُمنح سنويًا للأعمال المُميزة في الترجمة من اللغة العربية وإليها. ويؤكّد هذا الاهتمام جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التي تأتي تشجيعًا للباحثين والمترجمين في دراسات تاريخ الجزيرة العربية. وتعيشُ المملكة العربية السعودية حراكًا ثقافيًّا وعلميًّا واقتصاديًا واجتماعيًا، وذلك إنفاذًا لبرامج الرؤية، ومما أكدت عليه الرؤية في مضامينها: "إننا نفخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، ونُدرك أهمية المحافظة عليه، لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة. إن أرضنا عُرفت -على مرّ التاريخ- بحضاراتها العريقة وطرقها التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض، مما أكسبها تنوعًا وعمقًا ثقافيًا فريدًا. ولذلك، سنحافظ على هويتنا الوطنية ونبرزها ونعرّف بها"، فحريٌ بالمترجمين أن يقفوا عند كل حرفٍ وكلمة من هذا المضمون، إذ هي وثيقة تاريخية حريٌ بمترجمي جميع اللغات ترجمتها؛ لتعيها شعوبُ العالم وتُدركها الأمم بأن المملكة العربية السعودية مهدُ الحضارات، وتسعى إلى توطيد هذه المبادئ والقيَم والأخلاقيات، وتؤكّد عليها، وهذه المبادئ هي مبادئ قيمنا وأخلاقياتنا الوطنية العربية والإسلامية. وما أصبحَ للترجمةِ يومٌ مشهود إلا لمَ تحملهُ هذه المهنة من أمانةٍ ذاتِ بال، ودورٍ وقيمةٍ وخصال؛ فعلى المترجمين أن يعوا ذلك، وهم على ذلك من الواعين، وأن يضعوا مبادئ وأخلاقيات الترجمةِ نصبَ الأعين، وأن يترجموا ما هوَ جدير أن يخلّدهُ التاريخ.