تراجعت أسعار النفط بنحو دولار أمس الأول لتواصل خسائرها بعد أن خفضت السعودية، أكبر مصدر في العالم، أسعار عقود الخام لآسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يعكس إمدادًا جيدًا بالأسواق العالمية والمخاوف بشأن توقعات الطلب، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر 98 سنتا أو 1.4 بالمئة إلى 71.63 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0613 بتوقيت غرينتش. بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لأكتوبر 68.34 دولارا للبرميل منخفضا 95 سنتا أو 1.4 بالمئة. وأخطرت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط العملاء في بيان مطلع الأسبوع بأنها ستخفض أسعار البيع الرسمية لشهر أكتوبر لجميع درجات الخام المباعة إلى آسيا، أكبر منطقة شراء لها، بما لا يقل عن دولار واحد للبرميل. وجاءت التخفيضات في الأسعار أكبر مما كان متوقعا، وفقا لاستطلاع رويترز بين شركات التكرير الآسيوية. وقال المحلل في إنرجي أسبكتس، فيريندرا تشوهان: "تبدو أسعار البيع المفتوحة إلى آسيا هبوطية، مما يشير إلى ضعف الطلب وإمكانية ارتفاع العرض". تتزايد إمدادات النفط العالمية مع زيادة أوبك+ الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا شهريًا بين أغسطس وديسمبر. وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في الوساطة "أواندا": "بالنظر إلى أن أوبك + تواصل خطتها لزيادة الإنتاج شهريًا، على الرغم من البيانات الضعيفة من الصين والولايات المتحدة التي تثير مخاوف التباطؤ، والسعودية تبحث عن حصة سوقية في المنطقة، فمن المرجح أن يظل النفط تحت الضغط". وزاد الانخفاض في العقود الآجلة للخام من الانخفاضات الجمعة الماضية، بعد أن أشار تقرير الوظائف الأميركية الأضعف من المتوقع إلى تعافي اقتصادي غير مكتمل قد يعني تباطؤ الطلب على الوقود أثناء تفشي الوباء، وتم الحد من الخسائر بسبب المخاوف من أن الإمدادات الأميركية ستظل محدودة في أعقاب إعصار إيدا. وتطلق الحكومة الأميركية الخام من احتياطيات البترول الاستراتيجية حيث يكافح الإنتاج في ساحل الخليج الأميركي للتعافي، وأظهرت بيانات حكومية صدرت يوم الجمعة أن نحو 1.7 مليون برميل من النفط و1.99 مليار قدم مكعب من إنتاج الغاز الطبيعي ما زالت في انقطاع، في حين أن نقص الطاقة يمنع بعض المصافي من استئناف العمليات، وأظهرت بيانات من بيكر هيوز يوم الجمعة أن الإعصار دفع شركات الطاقة الأميركية إلى خفض الأسبوع الماضي عدد منصات النفط والغاز الطبيعي العاملة لأول مرة في خمسة أسابيع، فيما انخفض عدد منصات النفط وحدها بأكبر قدر منذ يونيو 2020. من جهتها لاحظت "قلوبال بلاتس" امتداد العقود الآجلة للنفط الخام في انخفاضها في منتصف الصباح في آسيا في 6 سبتمبر بعد تقرير التوظيف الأمريكي الذي جاء أضعف من المتوقع والذي زاد من مخاوف الطلب على المدى القريب. وعند الساعة 10:49 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0249 بتوقيت غرينتش)، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر بقيمة 99 سنتًا للبرميل (1.36 ٪) عن الإغلاق السابق عند 71.62 دولارًا للبرميل، في حين انخفض عقد الخام الحلو الخفيف في بورصة نايمكس لشهر أكتوبر بقيمة 91 سنتًا للبرميل (1.31 ٪) بسعر 68.38 دولارًا للبرميل. انخفض كلا المؤشرين بعد أن أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية الصادرة في أواخر 3 سبتمبر أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بمقدار 235 ألف وظيفة في أغسطس، بانخفاض حاد عن الزيادة البالغة 1.05 مليون التي تم الإبلاغ عنها في يوليو، وأقل بكثير من توقعات السوق بارتفاع أكثر من 700.000 وظيفة.