حصلت المرأة السعودية في عصرنا الحالي، على مكانة مرموقة محليًا وعالميًا، عكست رؤية الوطن وسعيه الدؤوب في تحقيق الطموح، وحققت المملكة العربية السعودية قفزات غير مسبوقة في تمكين المرأة، وإعطائها الفرص التي جعلتها شريكًا أساسيًا في بناء نهضة الوطن وتنميته، حيث نجحت المرأة السعودية في كافة المجالات، وخدمت وطنها وتبوأت مناصب عليا، وكان لها مشاركات فاعلة في كثير من المواقع كالشورى والمجال الأمني، والقطاع التعليمي، ومختلف مجالات سوق العمل، وكانت ركيزة أساسية في حصد الإنجازات المتوالية التي توجت المرأة السعودية للمراكز المتقدمة في الكثير من المحافل، وحول هذا عقدت جريدة «الرياض» ندوة عن تمكين المرأة السعودية في عدد من المجالات التي لم تكن متاحة لها سابقًا، ناقشت خلالها عددًا من المحاور من أبرزها: الدعم الذي حصلت عليه المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- والبرامج والفرص التي قدمت للمرأة السعودية والقرارات العدلية التي عززت حقوق المرأة السعودية، وبعض النماذج النسائية المميزة. تمكين المرأة ساهم في تنمية المجتمع كاملًا تمكين المرأة حقق الطموح في مستهل الندوة رحب رئيس التحرير أ. هاني وفا بضيوفه، مبينًا، أن ندوة الرياض تاريخية بدأت منذ أكثر من ثلاثين سنة وكانت مواضيعها متعددة ومختلفة ولها تأثير على كثير من القضايا، وهذه الندوة مهمة كونها أول ندوة نسائية تعقد في جريدة الرياض بهذا العدد وبهذا التنوع، متمنيًا أن تكون ندوة مميزة ثرية بالمعلومات والتجارب في ظل تمثيل المرأة في المجتمع وفي سوق العمل، وبعد أن فتحت أمامها مجالات كثيرة ومتنوعة ومتعددة، وهذا بلا شك أمر رائع ومبهج أن نرى نصف المجتمع يشارك في بناء المجتمع في مختلف الميادين. التمكين خلق للمرأة فرصاً وظيفية قيادية ثم رحبت الزميلة سارة القحطاني بالحاضرات، ووجهت سؤالًا ل أ.عزة الغامدي، وهي من النماذج الملهمة، عن مسيرتها وكيف أصبحت إحدى القصص الناجحة في مجال تمكين المرأة والحصول على حقها في العمل والدراسة والقيادة. أ. عزة: بداية أشكر قيادتنا الرشيدة على هذا الدعم اللامحدود الذي حظيت به المرأة السعودية، وأشكر جريدة الرياض على إقامة هذه الندوات المفيدة، أما عن قصتي، فقد تزوجت في سن مبكرة قبل أن أحظى بفرصة كاملة للتعليم، وبفضل الله ثم بفضل زوجي ودعمه وتشجيعه لي استطعت أكمل دراستي حتى وصلت لمرحلة الثانوية العامة، وبعد ذلك بحثت عن عمل أستطيع من خلاله أن أثبت وجودي، وبالفعل حصلت على الوظيفة قبل ما يقارب الستة أعوام، ولازلت أمارس العمل وأسعى لتطوير نفسي مهنيًا بشكل أفضل. قيادة المرأة للسيارة سهل تنقلها ووفر لها فرص العمل ووجه رئيس القسم الفني بجريدة الرياض الزميل أ. عبدالرحمن الناصر، سؤال ماذا أضافت لك هذه التجربة الجديدة؟ أ. عزة: بعد أن التحقت بعملي، كان جل همي أن أتمكن من شراء أرض لبناء منزل سكني، وبالفعل تمكنت من ذلك ولله الحمد، وعملت بعد ذلك على دعم وتحفيز أبنائي وبناتي وبعد أن أكملوا دراستهم ووجهتهم لاكتساب عدد من المهارات والالتحاق بالكثير من الدورات حتى أصبحوا من المميزين الذين تسعى الجهات لاستقطابهم، وهم الآن في وظائف جيدة وفرت لهم الحياة الكريمة ومكنتهم من مواصلة الطموح ولله الحمد. المرأة السعودية ساهمت في تطوير العمل في المطارات بشكل مذهل الزميلة سارة: أستاذة عزة هل واجهت تحديات مع قيادة السيارة في بداياتك؟ سواء من الشارع أو من المجتمع؟ أ. عزة: لا الحمد لله لم أواجه أي تحديات ولم أحتج إلى وقت طويل حتى مارست القيادة بشكل ناجح فالمدة التي احتجتها لتعلم القيادة حوالي عشرة ايام تقريبا، وتم اصدار الرخصة بعد قرار قيادة المرأة للسيارة، واصبحت اذهب الى العمل واعود بسيارتي الخاصة. المرأة السعودية دخلت مجال الرياضة بمشاركات عالمية تمكين نحو المستقبل ووجهت الزميلة سارة سؤالًا ل أ. سهوب بغدادي - كاتبة ومستشارة سياسية - كيف ترين تمكين المرأة وما تحظى به من دعم في عهد الملك سلمان وولي عهده؟ أجابت أ. سهوب: بداية سعيدة بوجود تنوع في الخبرات والاهتمامات وأن كل واحدة من الحاضرات لديها طموح وأهداف، فمن المهم أن يستطيع الإنسان تحقيق شيء مختلف ومفيد في مسيرته. وأرى أن التغيرات والتطورات وما حدث من تمكين ودعم للمرأة، كان نابعًا من رؤية المملكة 2030، هذه الرؤية التي بنيت على الطموح والحلم لنحول الأحلام إلى حقيقة، وما هذه التغييرات إلى جزء بسيط من مستقبل مشرق وزاهر بإذن الله. تمكين المرأة شمل الترفيه والرياضة والهوايات المختلفة فرص أكثر وتابعت أ. سهوب: المرأة الآن تحظى بتوسع وزيادة الفرص في مختلف المجالات، ولا ننسى شريكنا في النجاح «الرجل» فدورنا جميعًا تكاملي وكلنا نسير يداً بيد نحو الازدهار والتطور للبلد. ووجه الزميل ناصر العماش سؤالًا لممثلة المدرسة السعودية للقيادة أ. هبة المقرن: ماذا عن تمكين المرأة من القيادة، وماذا أضاف لها؟ أجابت أ. هبة - الحمد لله في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- كان هناك تمكين المرأة في عدة مجالات وظيفية ساهمت في تعزيز دور المرأة في تنمية المجتمع في كافة المجالات منها (الصحية والفنية والثقافية والقانونية وتعليم القيادة والتدريب وأماكن أخرى).. وبفضل هذا الدعم، وكمثال حي على ذلك فأنا مدربة في مدرسة القيادة وتدرجت من مدربة إلى محاضرة وبعد ذلك أصبحت فاحصة اختبر الطالبات للحصول على رخصة القيادة والآن -الحمد لله- أصبحت إدارية منسقة في مدرسة القيادة. تمكين المرأة ساهم في توعية المجتمع بحقوقها وغيّر ثقافته تجاهها تعزيز وإثبات تميز وتابعت هبة: إن تمكيننا في جميع المجالات والوظائف عزز الثقة فينا وأتاح لنا فرصة إثبات وجودنا في جميع المجالات، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك من السيدات الفاضلات، فلدينا الدبلوماسية المعروفة، صاحبة السمو الملكي الأميرة ربما بنت بندر سفيرة المملكة العربية السعودية في الولاياتالمتحدة الاميركية، وأيضا شيهانة العزاز صانعة الصفقات ومن أوائل المحاميات في المملكة العربية السعودية، ولبنى العليان التي تميزت وبرعت في مجال الاستثمار وغيرهن الكثير مما أثبتنا نجاحهن في مجالات متعددة ولله الحمد. السعوديات أثبتن الجدية في مختلف مجالات التوظيف عمل المرأة في برامج التوصيل وأضافت هبة: ومن الفرص التي حظيت بها المرأة السعودية في المملكة أنه لم يتم تحديد عمر معين أو تخصص ومؤهل من أجل العمل في مجالات تتناسب معها ومع مؤهلاتها أو ظروفها الاجتماعية، فعلى سبيل المثال برامج التوصيل، مثل كريم، أوبر، وغيرها الكثير، ففي فترة توقف العمل بسبب الجائحة كنت أعمل في برامج توصيل الطلبات، فاستغللت وقت فراغي وعملت في برنامج لتوصيل الطلبات، وكنت أعمل حتى في فترة الليل، ثم أعود إلى المنزل وكانت تجربة رائعة جدًا، وكانت نقاط التفتيش متعاونة معي، وحظيت بالدعم والعبارات المحفزة من قبل رجال الأمن والحمد لله. القيادة وفرص التوظيف الزميلة سارة: أ. هبة كيف ترين نسبة الإقبال من البنات السعوديات على تعليم القيادة؟ * أجابت أ. هبة المقرن: الإقبال كبير جداً ومن جميع فئات المجتمع سواء المتعلمة أو غير المتعلمة فمنهن الأمية ودكتورة الجامعة، ودكتورة في المجال الصحي ومهندسات ومحاميات صغارًا وكبارًا، حتى أن هنالك من الفتيات من تأتينا وأعمارهن لا تسمح لهن بإصدار تصريح بالقيادة فقرار القيادة كان محفزا جدا، وقد وفر قرار قيادة المرأة للسيارة فرصا وظيفية وأصبح من السهل على المرأة السعودية الذهاب الى عملها سواء في مجال القيادة أو في المجالات الاخرى ولم تعد مضطرة للتعامل مع السائقين ودفع جزء من مرتبها لهم، فقرار القيادة كان موفقاً وأفاد فئات كثيرة من المجتمع. ووجه الزميل سعود الربيش سؤالًا ل أ. سارة الفوزان -مسؤولة علاقات الطيران في المحطات الداخلية- كيف تصفي تجربة الموظفات السعوديات في المطارات السعودية؟ أ. سارة الفوزان: بداية سأقدم لكم نبذة عن الخدمات الأرضية للتعريف بها، نحن شركة مساهمة سعودية 100 ٪ ورائدة في مجال توفير المناولة الأرضية في شتى مطارات المملكة الداخلية والدولية وقدمنا خدمات لشركات الطيران حول العالم ولدينا 28 مطارًا يتم تشغيلها من قبل Sts، وبخدمات مقدمة ل 100 مليون مسافر لأكثر من 700 ألف رحلة داخلية ودولية، وهذه الاحصائية تقريبية، والخدمات التي تقدمها ليست فقط كمناولة أمتعة أرضية في مجال الطيران، بل هناك خدمة العملاء في منصات المعاينة. ونحن بلا شك في مجال تمكين المرأة نسعى لمواكبة تطورات رؤية المملكة 2030 في تمكين المرأة، وقد تبنت شركتنا، خطوة تمكين المرأة في مجال الطيران كمجال جديد في المملكة العربية السعودية، حيث دخلت المرأة السعودية في مجال الطيران الذي كان يعتبر بعيدا كل البعد عن مجال عملها، وذلك بعد تكثيف الدورات التشغيلية كخدمات العملاء وخدمات الساحة والصالات في أنحاء المملكة، حيث تم توظيف 520 موظفة سعودية في أنحاء المملكة في مجال المطارات خلال فترة كوفيد 19، وكنا من أبرز الشركات التي دعمت توظيف المرأة. تميز الموظفة السعودية وتابعت: كان للمرأة السعودية دور مميز ساعدنا في تطوير العمل بشكل كبير وملحوظ، والتميز الذي وصلت له الموظفات أمر نفتخر فيه ونطمح مستقبلا لتوظيف المزيد من النساء ونطور عملنا ونثبت وجودنا في ظل تمكين الرؤية. من جانبه تداخل الزميل أ. عبدالرحمن الناصر قائلًا: أولاً نحن فخورون بكن وفخورون بكل من تطلع إلى هذه الرؤية ومضى إلى الأمام، ووجود هذه التجارب المتعددة للمرأة السعودية ما هو إلا إثبات على أن المرأة السعودية قادرة على تطوير نفسها ونقل صورة حضارية عنها وعن تميزها، ورغم حضوري الكثير من الندوات إلا أن الندوة هذه مختلفة جدا بوجود هذه التجارب الملهمة والمميزة. المرأة والرياضة ثم قالت الزميلة سارة: كما تعلمون أن تطور المرأة السعودية شمل نواحي متعددة، ولم يقتصر على مجال معين، وكانت الرياضة بجميع أشكالها من أهم المجالات التي حظيت بالاهتمام والعناية وسمح للمرأة السعودية التدريب والمشاركة في ألعاب الرياضة المختلفة. وفي هذه الندوة شاركتنا أ. هدى القرني وهي إلى جانب عملها كاختصاصية توظيف فهي مهتمة بتدريب الخيول ونود أن تحدثنا عن تجربتها؟ أجابت أ. هدى: في ظل قيادتنا الحكيمة حدثت تغييرات كثيرة بين الماضي والحاضر وأشياء اختلفت كثيرًا عن السابق فلهم كل الشكر والتقدير، تجربتي مع الخيل كانت هواية محببة منذ الصغر، ولم أكن أستطيع ممارستها في السابق، وإن حدث ومارستها فيكون ذلك بصعوبة وفي أماكن غير مناسبة وغير مهيأة لتدريب الخيول، ولكن منذ عام تقريباً وجدت مكاناً مناسبا عبارة عن مركز لتدريب الخيول ومارست هوايتي بأريحية تامة، وبدون أدنى تذمر أو استغراب من أي كان، وأصبحت اسطبلات التدريب المخصصة للبنات متاحة بعكس السابق. وتسأل الزميل ناصر العماش: أ. هدى عن نسبة الإقبال على تدريب الخيل من قبل الفتيات؟ أجابت: في البدايات كان الإقبال من قبل الاناث ضعيفًا بسبب بعض المعتقدات المختلفة عن ركوب الخيل للإناث، ولكن مع وعي المجتمع والتطور الملحوظ الذي تشهده المملكة في كافة الميادين تغيرت المعتقدات والإقبال أصبح في ازدياد، والآن أنا وغيري من المتدربات وصلنا إلى مراحل القفز وكلنا أمل أن نشارك في البطولات القادمة ونساهم في رفعة هذا الوطن. تمكين المرأة من الترفيه ووجهت الزميلة سارة: سؤالًا ل أ. نورة العتيبي -مهتمة بمجال الفن والعزف- وهو أحد المجالات التي دخلت إليها المرأة السعودية مؤخرًا، فماذا عن تجربتك في هذا؟ أ. نورة العتيبي: تمكين المرأة لم يشمل فقط حقها في التعليم أو في الوظيفة، بل شمل حتى الترفيه وممارسة الرياضات والهوايات المختلفة التي لها عائد جيد على الجانبين (الصحي والنفسي). وقالت: من ضمن الأمور التي كنت أحلم بها وأنا صغيرة العزف على أي آلة موسيقية، فلم أكن محددة توجهاً معيناً للعزف، وأحب سماع الة العود والقانون والبيانو، وكان من أصعب الأمور الحصول على مدرب في السعودية يدربني على إحدى هذه الآلات الموسيقية، وكنا ندرب أنفسنا عبر مقاطع اليوتيوب بمعنى أننا ندرب أنفسنا بأنفسنا. وتابعت: الآن وزارة الثقافة افتتحت هيئة للموسيقى وأصبح هنالك اهتمام كبير بهذا الجانب، كما أن هناك معاهد تدريب لموسيقى والخيارات أصبحت أوسع من قبل. وتداخلت أ. سهوب: اليوم أتممت السنة في المعهد وقد تعلمت الشيء الكثير، وأصبح بإمكاننا ومن خلال هيئة الموسيقى التابعة لوزارة الثقافة تمثيل المملكة في المحافل الخارجية من خلال العزف، ومجال الغناء مفتوح لمن تحب المشاركة، ما عليها إلا أن تسجل مقطعًا مصورًا لأغنية معينة ويرسل ومن ثم يتم التدريب والتطوير بالطريقة التي تناسب المشارك أو المشاركة. توعية المجتمع الزميلة سارة: الأستاذة نورة اضافة الى اهتمامها بالعزف ايضا مهتمة برياضة الدراجات، صفي لنا هذه التجربة. أ. نورة: بدأنا سابقًا بتكوين مجموعات للمشي في أماكن محددة ومعينة، إلى أن خرجنا بما يسمى بمشاة الرياض النسائي وسط دعم وتشجيع من المجتمع، فالدولة لم تمنح المرأة الدعم والتمكين فحسب، بل ساهمت في توعية المجتمع بحقوق المرأة وتغيير ثقافته تجاهها، حتى ثقافة المجتمع بشكل عام تغيرت للأفضل. تفعيل هوية المرأة الإيجابية وتساءل الزميل سعود الربيش: عن دور القرارات العدلية في منح المرأة حقوقها؟ أجابت أ. سهوب: ما حدث هو تعديلات للقوانين فقط فالأستاذة عزة تعرف القيادة قبل صدور القرار وبعد القرار تمكنت من ممارسة القيادة بشكل نظامي، والمرأة كانت فعالة منذ القدم ولها دورها في المجتمع والمملكة أبرزت دورها للعالم من خلال تفعيل الهوية السعودية الإيجابية، فالهوية تتكون من أمور كثيرة وليس فقط المعيار المجتمعي، هناك معايير أخرى اقتصادية وسياسية، الخ، ونحن المواطنين بإمكاننا أن نعكس ونشكل هوية جديدة للمملكة العربية السعودية بحيث تصبح الثقافة المجتمعية هي المحفزة والمشجعة والمتقبلة للغير وللاختلاف، وإن شاء الله القادم أجمل. الزميلة سارة: أ. سهوب تعملين في الاستشارات السياسية، حدثينا عن هذا المجال وكيف كان دخول المرأة إليه؟ أعمل في المجال السياسي منذ أن كنت في أمريكا وتحديدًا عندما تفشت العنصرية في الولاية التي أسكن بها، وعملت حينها كأول قائدة سعودية في منظمة أنشأتها لتعزيز الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين في أمريكا وهي منظمة موثوقة تعمل إلى الآن ولله الحمد، وواصلت اهتمامي بالجانب السياسي بعد عودتي للسعودية وذلك لأن كل شيء مرتبط بالسياسة. الزميل ناصر العماش: أ. هبة، ما أبرز التحديات والمعوقات التي واجهتموها مع المتدربات أو المبتدئات في القيادة؟ الخوف الوحيد لدى المتدربات كان من قيادة السيارة في الشارع، ومن طريقة التحكم بالسيارة وكيف يصبحن محترفات في القيادة، واستطعن مع الممارسة التعود التغلب على هذه المعوقات. وفي تساؤل ل أ. عبدالرحمن الناصر قال: نرى ظاهرة تعلم القيادة بشكل خاص من قبل مدربات منتشرة بشكل كبير ونرى ايضا ان هناك حسابات تدعي إمكانية استخراج رخص القيادة وتعليم القيادة.. فهل البطء في «مدرسة القيادة» لاستخراج الرخص للمتعلمات ساهم في وجود التعليم الخاص وفي استخراج رخص لا نعلم إذا كانت مزورة أم حقيقية؟ أجابت أ. هبه: سبب البطء لدينا الأعداد كبيرة جداً كما ان مدرستنا لا تقتصر على مدينة الرياض، فالكثير يأتين من الشرقية ومن الجنوب ومن الغربية أي من جميع انحاء المملكة كما انها الوحيدة التي تخدم جميع الجنسيات، كما تعد المدرسة احدى الجهات المتضررة جراء جائحة كورونا والتوقف المفاجئ. وتابعت: الأمر الثاني هناك خطط تعمل عليها المدرسة مثل تفعيل الموقع للدراسة عن بعد والعمل على توظيف اكبر عدد من السعوديات، وهذا سيسرع فترة التدريب ويختصر مدة الانتظار في المدرسة، وبذلك لن يكون هناك مدربات خاصات ولن يوجد من يستعين بالمدربات الخاصات، وفي المدرسة تتعلم المتدربة كل مهارات قيادة السيارة وبشكل نظامي. الزميلة سارة: أستاذة سارة الفوزان هل هناك استقطاب لمضيفات الطيران بشكل يتواءم مع المرحلة الحالية من تمكين المرأة وتعزيز حضورها؟ أجابت سارة الفوزان: تستقطب الخطوط السعودية حاليًا دفعة أولى كمضيفات طيران سعوديات وهناك اقبال كبير، والخطوط السعودية فتحت الابواب أمام توظيف المرأة السعودية. مجتمع داعم ووجهت الزميلة سارة سؤالًا ل أ. سارة الفوزان: من وجهة نظرك ما الجديد والتغيير الذي حصل عندما تم إشراك المرأة السعودية للعمل في المطارات؟ كنت من الدفعة الأولى من الموظفات السعوديات في مطارات الرياض، وقد بدأت عملي في الصالة الداخلية في مطار الملك خالد، لم يكن لديهم تقبل نظرًا لاختلاف البيئات والثقافات، ففي بداية التوظيف لم يكن الناس متقبلين وجود المرأة السعودية في هذه المجالات، والصعوبة كانت موجودة نوعا ما، أما الآن وبعد أن أثبتت المرأة السعودية جديتها وإيجابيتها أصبح المجتمع يدعمهم بل ويفضل التعامل معها. الزميل سعود الربيش: هل نسبة التوظيف في المطار على وجه الخصوص متكافئة ما بين الرجال والنساء أو أنها تحتاج إلى وقت أطول؟ أ. سارة الفوزان: منذ عام 2018 وحتى اليوم هناك تزايد في أعداد النساء مقارنة بالرجال، والمرأة الآن تعمل في المراقبة الجوية وقد تم تعليم المرأة السعودية كل مجالات العمل في المطارات مثل المدة اللازمة لوصول الطائرة إلى وجهتها، وما الوزن الذي تحمله هذه الرحلة أو تلك، وما إلى ذلك من أمور الرحلة، منذ لحظة انطلاقها الى لحظة وصولها، وهي مسؤولة عن كل ما تقوم به في مجال عملها، وهناك صعوبات تعترض عملها بكل تأكيد، لكن بفضل خبرتها وتعلمها تستطيع التغلب عليها بإذن الله. وتداخل أ. عبدالرحمن الناصر موجهًا سؤالًا للعازفة نورة: الفنان يجب أن يكون في الأصل باحثاً ومبدعاً ومبتكراً، وبحكم أن الفن أحد أعمدة ثقافات الشعوب وكان هناك ثورة موسيقية في الثمانينات والتسعينات وكنا نسمع كل الألوان الموسيقية المختلفة، فهل ترين أن وجود المرأة في هذا الجانب سوف يعزز بحثنا عن الألوان الموسيقية داخل المملكة العربية السعودية وهل سيكون لكن كعنصر نسائي دور فعال يهتم بجانب الموسيقى والبحث والابتكار والمنافسة ويثبت وجوده على المسرح أم أن الأمر سيكون مجرد هواية؟ أجابت نورة: المرأة منذ قديم الزمان كانت شاعرة ومغنية وملحنة للشعر، وكان هناك لون غنائي يشارك فيه النساء والرجال على حد سواء، فالمرأة كانت مشاركة في الساحة الفنية والأدبية منذ القدم لكن جاءت فترة من الزمن وتوقفت عن هذه المشاركات وليس في المجال الفني فحسب بل في كل المجالات، أما البحث في مجال الفن على الساحة السعودية فهو قديم سواء بالنسبة للمرأة فهناك برامج في وزارة الثقافة لإحياء مختلف الفنون. وبكل تأكيد فأنا والكثيرات غيري يبحثن في التاريخ أيضاً ويعملن على تنمية مواهبهن لصناعة الجديد والمختلف دائمًا شيئا جديدًا. حضارة وثقافة واختتم عبدالرحمن الناصر الندوة مقدمًا شكره للحاضرات ومؤكدًا على أن المرأة السعودية تمتلك الثقافة والعلم والمعرفة، وأمهاتنا وجداتنا كانوا على قدر كبير من المعرفة وبناتنا اليوم يكملن هذا التطور والتميز في هذه المرحلة المهمة، ونحن معكم لتحقيق طموحكن ومواصلة إبداعكن. هبة المقرن سارة الفوزان سهوب بغدادي عزة الغامدي نورة العتيبي هدى القرني جانب من ندوة الرياض (عدسة/ بندر بخش) سارة القحطاني عبدالرحمن الناصر ناصر العماش سعود الربيش