أكدت هند الزاهد وكيلة وزارة الخدمة المدنية - في أول حوار صحفي لها بعد توليها منصبها الجديد- أن المرأة السعودية مؤهلة لتحمّل المسؤولية، كما أنها تملك من القدرات والإمكانات ما يقودها - على عجل - لتولي المناصب القيادية، وقالت: إن آمال التطوير والنهضة في قادم الأيام ستحققها المرأة والرجل معًا يدًا بيد. ووصفت الزاهد مشروع التوازن بين الجنسين بأهم مشروعات مبادرة تمكين المرأة وكشفت الرفع عدد أيام إجازة الوضع (الولادة) إلى 70 يوما إعتبارا من 11 رمضان الحالي وكانت «المدينة» قد انفردت بحوارها الحصري مع وكيلة وزارة الخدمة المدنية؛ للوقوف على أهم الأدوار التي ستقوم بها، ومرئياتها في تمكين المرأة ودعمها لتولي المناصب القيادية. الدعم والمساندة باشرتِ مؤخّرا عملك في وزارة الخدمة المدنية عبر منصب وكيل الوزارة لتمكين المرأة. كيف ترين قدرة المرأة السعودية على تولّي المناصب القيادية في هذه المرحلة؟ أولًا: دعني أشير وأشيد بالدعم الكامل الذي تحظى به المرأة السعودية في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله – إذ أضحت المرأة السعودية تجد كامل الدعم والمساندة وإعطاءها الفرصة؛ من أجل تمكينها لتقوم بدورها الوطني المناط بها، ولتشارك في نهضة البلاد، ودفع عجلة التنمية فيها، والإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، أمّا عن الإجابة عن سؤالك فأقول وبشكل مباشر: إن المرأة السعودية كانت ولا تزال قادرةً ومتمكنةً من تولي المناصب القيادية، وإثبات كفاءتها من خلالها، وتحمل المسؤولية والنجاح بها؛ ما تجسّد على أرض الواقع مع تطلعات القيادة للتطوير والتحديث واستشراف المستقبل والتأسيس له وبلا شك سيكون للقيادات النسائية الدور الكبير والمحوري في ما تتطلع إليه قيادتنا الرشيدة من آمال التطوير والنهضة في قادم الأيام؛ إذ أثبتت المرأة السعودية قدرتها الفائقة في المستويات الإدارية والعلمية والأكاديمية كافة، وكانت عنصرًا مشرفًا للبلاد والقيادة في الكثير من المحافل الدولية والعالمية، فهي بلا شك شريكة لأخيها الرجل في القيادة والإنتاج. تمكين المرأة هل هناك قرارات في هذا المجال نترقّبها من وزارة الخدمة المدنية في الفترة القادمة لأجل تمكين المرأة؟ وما أبرزها؟ عندما نسترجع ما أقدمت عليه وزارة الخدمة المدنية في مجال تمكين المرأة، والتي تعدّ نصف رأس المال البشري نستبشر خيرًا في هذا الملف، فعلى سبيل المثال لا الحصر نعمل حاليًّا على مشروع تحقيق التوازن بين الجنسين في الخدمة المدنية هو أحد مشروعات مبادرة تمكين المرأة التي تحتوي على ثلاثة مشروعات تتمثل في مشروع تمكين القيادات النسائية في الخدمة المدنية، ومشروع استراتيجية العمل عن بعد، ومشروع تحقيق التوازن بين الجنسين، وتهدف في نهاية الأمر إلى تقليص الفجوة النوعية بين الجنسين في مختلف القطاعات الحكومية، بما يساهم في تمكين المرأة كشريك في التنمية وصناعة التحوّل، فهذا المشروع ومثيلاته من الأطروحات والمشروعات هو إجابة عن سؤالك حول ما يحمله المستقبل من قرارات واستراتيجيات ستسهم في تمكين المرأة السعودية في المناصب القيادية. كما أننا عقدنا العديد من ورش العمل وما زلنا كذلك مع شركائنا في الجهات الحكومية، في سبيل تحقيق ورسم خريطة التكوين، والتنفيذ لهذه المشروعا والمبادرات. التحول الوطني ماذا عن المرأة في وزارة الخدمة المدنية ودورها في تحقيق رؤية المملكة 2030؟ لقد جاء مشروع تمكين القيادات النسائية وزيادة تمثيلها في مواقع اتخاذ القرار في المملكة العربية السعودية كأحد مشروعات مبادرة تمكين المرأة في الخدمة المدنية، وتعزيز دورها القيادي، وهي إحدى مبادرات وزارة الخدمة المدنية في برنامج التحول الوطني 2020 التي تعمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وإيمانًا من القيادة العليا بأهمية بناء وتمكين المرأة السعودية، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في مواقع اتخاذ القرار، وفي رسم السياسات؛ لتكون عنصرًا فاعلًا في التغيير، ورائدًا وشريكًا في التنمية المستدامة، ونحن نلج الآن مرحلة الانطلاق نحو فضاءات تمكين المرأة ونجد أن الكوادر النسائية قد أصحبت عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا في سير العمل، سواء في الأقسام النسائية الخاصة بالوزارة أو غيرها من الإدارات؛ و نطمح إلى أن يتصف ذلك بالشمولية على الجهات الحكومية كافة؛ إذ تستلزم ضروريات المرحلة فتح الكثير من المجالات أمام الكادر النسائي ودعمه؛ ليقوم بالمهام الموكلة إليه على أكمل وجه؛ ولا شك أن ذلك الدعم يشمل التدريب والتأهيل وتطعيم الكوادر النسائية بالدورات والخبرات التي تحتاجها؛ للقيام بالمهام المناطة بها. استثمار الطاقات كيف وجدتِ استثمار طاقات القيادات النسائية في الخدمة المدنية؟ نوقن بأننا في وزارة الخدمة المدنية يجب أن نلتزمَ بتمكين المرأة قبل باقي الجهات الحكومية؛ إذ من غير المعقول ولا المقبول أن نحفّز الجهات الحكومية في ظلّ تمكينها من إدارة مواردها البشرية بنفسها بهذا الأمر، ونكون نحن في الوزارة بعيدين عن تحقيقه؛ ما يؤكد عليه معالي الوزير أ.سليمان الحمدان في أول اجتماع جمعني به، وأشكر معاليه على ثقته. كما أنني في الوقت نفسه أفخر بأن معي في الوزارة زميلات سبقوني يملكون الكفاءة العالية وفي مناصب قيادية، فلدينا الزميلة هياء السبيعي كوكيل مساعد في الوزارة لخدمات المستفيدين بوكالة الوزارة للشؤون التنفيذية، ود.تغريد الهداب مدير عام الاستقطاب وتمكين التوظيف في الوزارة، وتمّ في الفترة الأخيرة تكليف زميلات يحملون الكفاءة العالية بإدارة فروعي الوزارة في عسير وجازان، ونعمل حاليًّا على استكشاف العديد من المواهب النسائية المغمورة داخل الوزارة، والتي كانت تحتاج إلى من يفتح لهم نافذة الضوء؛ لنقوم بدعمها وصقلها وجعلها في صدارة العمل من خلال تأصيل مفهوم ومبدأ تكافؤ الفرص. أبرز التحديات ما أبرز التحديات التي تواجه قضية تمكين المرأة ودعمها في تقلد المناصب القيادية؟ لا شك أنّ هناك تحديات في ملف تمكين المرأة بشكل عام، ولعلّ أبرزها عدم تكافؤ الفرص لها في العمل في القطاع الحكومي، كما هو القطاع الخاص، باستثناء ربما القطاع التعليمي والصحّي والحاجة لبيئة عمل حكومية محفّزة ومنتجة تلبّي حاجات المرأة وخصوصية وضعها، وبالتأكيد رؤية 2030 والتي تعمل وزارة الخدمة المدنية في رؤيتها الجديدة بما يتواءم معها حرصت على دعم تمكين المرأة السعودية، كما أننا نترقب خلال الأيام القليلة القادمة بدء العمل باللائحة التنفيذية للموارد البشرية التي أعلنت عنها الوزارة مؤخرًا، والتي اتضح من خلالها دور الوزارة الجديد في تمكين الجهات الحكومية من إدارة مواردها البشرية بدون مركزية إلى جانب جور المُنَظِّم والمُرَاقِب والميسّر لها. هذه اللائحة على سبيل المثال ستكون سارية التنفيذ بتاريخ 11 رمضان، نلحظ أنها راعت جوانب تتعلق بتمكين المرأة على سبيل المثال لا الحصر ما يتعلق بالإجازات، بالعودة لها ستجد مواءمة إجازة الوضع مع نظام العمل السعودي؛ إذ أصبحت 70 يومًا توزعها كيف تشاء؛ تبدأ بحد أقصى 28 يومًا قبل التاريخ المرجح للوضع. وحاليًا سنعمل مع شركاءنا في الجهات الحكومية على مشروع تمكين القيادات النسائية وزيادة تمثيلها في مواقع اتخاذ القرار في المملكة العربية السعودية كأحد مشروعات مبادرة تمكين المرأة في الخدمة المدنية وتعزيز دورها القيادي، وهي إحدى مبادرات الوزارة في برنامج التحول الوطني، التي تعمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، إيمانًا من القيادة العليا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان، بأهمية بناء وتمكين المرأة السعودية، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في مواقع اتخاذ القرار، وفي رسم السياسات؛ لتكون عنصرًا فاعلًا في التغيير ورائدًا وشريكًا في التنمية المستدامة. يتصدّر هذه التحديات مسألة ضرورة تكافؤ الفرص، مع ضرورة خلق وإيجاد بيئة عمل محفزة وداعمة للمرأة تراعي الضروريات كافة لهذا المطلب، من خلال تذليل الصعوبات أمام العنصر النسائي؛ لتولي المناصب القيادية والمشاركة في رسم وصناعة السياسات، وذلك ما نسعى إليه في وزارة الخدمة المدنية؛ من أجل أن تكون صورة ونموذجًا عامًّا لشركائنا في الجهات الحكومية في هذا المجال. رسالة خاصة هل هناك رسالة توجهينها؟ وإلى من؟ أود أنّ أشكر قيادتنا الرشيد سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو لي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان مهندس التحديث والتطوير في المملكة العربية السعودية، وعراب رؤية المملكة 2030، وأيضًا أقول للمرأة السعودية بأنّها أهلٌ للثقة والمسؤولية، وتحمل مسؤولية القيادة والمشاركة إلى جانب أخيها الرجل في بناء الوطن، بما تملكه من قدرات ومهارات، فالمجال بات مفتوحًا لأن تثبت نفسها من خلال الجد والمثابرة وإثبات الذات.